سورية

انتزعت ميليشياتها قرى جديدة من «الديمقراطية» … تركيا «تستعجل» تأمين شريطها الحدودي بين جرابلس والراعي

| حلب- الوطن

واصلت ميليشيات مسلحة سورية بمؤازرة الجيش التركي تقدمها أمس في محيط جرابلس شمال شرق حلب، وسيطرت على العديد من القرى التي تخضع لهيمنة «قوات سورية الديمقراطية» المدعومة أميركياً وتنظيم داعش ضمن عملية «درع الفرات» التي تستهدف في مرحلتها الأولى تأمين الشريط الحدودي التركي بين مدينة جرابلس وبلدة الراعي. وأفاد قائد ميداني في «وحدات حماية الشعب»، ذات الأغلبية الكردية والتي تشكل معظم قوام «الديمقراطية»، لـ«الوطن» أن الحكومة التركية حظيت بضوء أخضر أميركي لـ«تنظيف» الشريط الحدودي وبعملية سريعة عبر وكلائها من الميليشيات المسلحة وبمساندة نارية كبيرة من سلاحي الدبابات والجو في الجيش التركي، ولذلك «تستعجل» تحقيق «إنجازات» على الأرض وحسم المعارك التي وفرت لها الدعم اللوجستي منقطع النظير لمصلحتها مستفيدة من «الزخم» الذي وفره لها السيطرة على مساحات واسعة في زمن قياسي وقبل «خلط» أوراق المنطقة من جديد.
وأمس أعلنت الميليشيات المسلحة المشاركة في معركة «درع الفرات»، التي بدأت في 24 الجاري بالسيطرة على مدينة جرابلس، بمد نفوذها إلى قرى اليعقوبية وأم رسوم والملحمية والمحسنلي وعرب حسن صغير في ريف جرابلس الجنوبي، بحسب بيان ميليشيا «فرقة السلطان مراد» التابعة والممولة من حكومة «العدالة والتنمية» التركية في الوقت الذي أعلنت فيه «الجبهة الشامية»، أكبر ميليشيا في «غرفة عمليات حلب»، عن طرد القوات من قرى الدليم والتوخار كبير وحلونجي وبولدق كبير وصغير ومزارع التمورة في الريف ذاته ومن قريتي ظهر المغارة وأم سوس في ريفها الجنوبي الغربي.
تزامن ذلك مع إعلان «الديمقراطية» عن طرد تنظيم داعش المدرج على اللائحة الدولية للتنظيمات الإرهابية من قرى النفلية وأم جحاش والبغل وتل عثمان وشمس الدين والواقعة على الحدود الإدارية بين حلب والرقة.
وكانت «درع الفرات» انطلقت في 24 الجاري بالسيطرة على مدينة جرابلس الحدودية ولتتوسع عملياتها في ريفها الجنوبي والجنوبي الغربي ثم في الريفين الجنوبي والجنوبي الشرقي في بلدة الراعي الحدودية أيضاً واللتين تفصل بينهما مسافة 37 كيلو متر تم السيطرة على نحو 10 كيلو مترات منها بالتوازي مع التقدم الذي أحرزته جنوب وغرب الأولى وجنوب وشرق الثانية باتجاه مدينتي الباب ومنبج. وحققت المعارك أول من أمس تقدماً كبيراً بسيطرة الميليشيات المسلحة على 18 قرية في محاور القتال الأربعة 12 منها كانت تقع تحت سيطرة «الديمقراطية» و6 قرى كانت تحت سيطرة «داعش» والذي شن أمس هجمات مضادة نحو بعض القرى التي انسحب منها وفجر عربة مفخخة في قرية الظاهرية أدت لمقتل وجرح عشرات المسلحين بالإضافة إلى شنه معارك مد وجذر باتجاه الراعي الإستراتيجية على حين لم تقم «سورية الديمقراطية» بأي عمليات هجوم مضادة وكأنها سلمت بالأمر الواقع في الوقت الذي أعلن فيه داعش عن استعادة النفوذ على قريتي الكدرو وتل حوذان منها جنوب منبج!.
وبحسب ما نقلت وكالة «رويترز» عن مصدر عسكري تركي يوم أمس أن القوات المسلحة التركية نفذت 57 ضربة مدفعية على 16 هدفا للمتشددين في شمال سورية خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية.
وقال المصدر: إن الضربات استهدفت «جماعات إرهابية» دون أن يحدد ما إذا كان القصف شمل مقاتلين ينتمون لوحدات حماية الشعب الكردية السورية أو تنظيم الدولة الإسلامية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن