ندد بالتوغل التركي.. ووصفه بـ«الاحتلال».. واعتبر أنه جاء بغطاء من «ناتو» وواشنطن … أوسي: الموقع الطبيعي لكرد سورية هو «في خندق الجيش العربي السوري ومحور الممانعة
وصف القيادي الكردي رئيس المبادرة الوطنية للأكراد السوريين عمر أوسي دخول القوات التركية إلى الأراضي السورية بأنه «عدوان» و«احتلال»، وجاء «بغطاء من حلف شمال الأطلسي «ناتو» و«الولايات المتحدة»، معتبراً أن أميركا «خانت» كرد سورية، ومشدداً على أن الموقع الطبيعي لكرد سورية هو «في خندق الجيش العربي السوري ومحور الممانعة الممتد من طهران إلى بغداد إلى دمشق وجنوب لبنان وموسكو».
وفي حديث لـ«الوطن»، قال أوسي عضو مجلس الشعب «نحن في المبادرة الوطنية للكرد السوريين ندين ونستنكر العدوان التركي على سيادة الأراضي السورية، وما حصل من اجتياح تركي في مدينة جرابلس واحتلالها من الجيش التركي هو عدوان وانتهاك صارخ على حرمة الجغرافية الوطنية السورية». وأعرب أوسي عن اعتقاده، بأن الجيش التركي وحكومة رجب طيب أردوغان «لن تكتفي باحتلال جرابلس»، لأن المشروع التركي يشمل كل الشمال السوري ويتضمن إقامة حزام أمان على طول الحدود المشتركة بين سورية وتركيا والممتدة إلى 911 كيلو متر من تخوم نهر دجلة في أقصى الشمال الشرقي إلى ساحل المتوسط في أقصى الشمال الغربي.
ورأى أوسي، أن الجيش التركي سيتجه غرباً لاحتلال بلدة الراعي وأيضاً بلدة مارع وصولاً إلى إعزاز والمسافة بين جرابلس وإعزاز هي 110 كيلو مترات، والتي ستقيم فيها تركيا منطقة آمنة، وثم ستتجه جنوباً للسيطرة على مدينتي منبج والباب، ومن ثم الاتجاه شرقاً نحو المناطق الكردية من عين عرب وحتى المالكية مروراً برأس العين، الدرباسية، عمودا، القامشلي، رميلان.
وأعرب عن اعتقاده بأن تركيا تهدف من وراء هذا «الغزو والعدوان» وإقامة المنطقة الآمنة إلى تحقيق ثلاثة أهداف، الأول: هو القضاء على الإدارات الذاتية الكردية في القامشلي وعين العرب وعفرين، والثاني: استخدام هذه المنطقة كمنصة انطلاق ضد الدولة السورية وجيشها الوطني، والثالث: هو تصدير أردوغان لمشكلته الداخلية بعد الانقلاب العسكري الفاشل وهو بذلك ينتهج سياسة الهروب إلى الأمام وفرض نفوذ تركيا في بعض الجغرافيا السورية لصرفها سياسياً وتأمين حصة تركيا من المؤتمرات السياسية التي ستناقش مستقبلاً مستقبل سورية.
ورأى أوسي، أن العدوان التركي هو «عدوان لحلف شمال الأطلسي «ناتو» وجاء بتغطية أميركية كاملة عشية وصول جون بايدن نائب الرئيس الأميركي إلى أنقرة، لأن حدودنا المشتركة مع تركيا هي حدود لـ«ناتو» وتركيا عضو في هذا الحلف منذ 18 شباط 1952 ولم تجرؤ على اجتياح الأراضي السورية لولا الضوء الأخضر من «ناتو». وأشار أوسي إلى أن تركيا بدأت بافتعال الأحداث على طول الحدود وخاصة في المناطق الكردية، حيث قامت الأحد بقصف مقرات «وحدات حماية الشعب» في منطقة عين ديوار وأيضاً عبرت أعداد من الدبابات التركية الأحد والإثنين في منطقة عين العرب، وأيضاً افتعلت مشكلة مع وحدات الحماية في عفرين وهي تقصف بالطائرات والمدفعية وتحاول التقدم خصوصاً في الطريق الواصل بين جرابلس ومنبج وضرب «قوات سورية الديمقراطية» وأيضاً وحدات الحماية وتقصف المدنيين في القرى المحيطة في شمال غرب جرابلس وارتكبت مجزرة ذهب ضحيتها العشرات من المدنيين في تلك المنطقة ولم يكن هناك أي وجود لوحدات الحماية الكردية.
وأعرب أوسي عن اعتقاده بأن «قوات الحماية الكردية والقوات المتحالفة معها من العشائر العربية والإخوة المسيحيين وشعب الجزيرة بكل مكوناته سيقاومون مقاومة شديدة هذا العدوان والغزو والاحتلال التركي لتلك المناطق إذا ما اتجهت تركيا شرقا»، مشيراً إلى وحدات الحماية تصدت الأحد والسبت الماضيين ودمرت بعض دبابات الجيش التركي، وقضت على العديد من عناصره. ودعا أوسي الشعب السوري في المنطقة الشمالية وخاصة في الجزيرة إلى «التكاتف ومزيد من التلاحم الوطني لصد هذا العدوان التركي»، معتبراً أنه إذا ما استمرت تركيا في عدوانها على تلك المناطق «فسوف تقع في الوحل السوري، وأن الجيش التركي وحكومة أردوغان قد تورط في هذا العدوان الذي سيشهد مقاومة عنيفة»، لافتاً إلى أن وحدات الحماية أعلنت الاستنفار والتعبئة العامة من الجزيرة إلى عين العرب إلى عفرين لمواجهة هذا الغزو.
وحول مطالبة الأميركان وتركيا بانسحاب وحدات الحماية من منبج وإذا ما كانت هذه الوحدات انسحبت أم لا، قال أوسي «نحن كرد سورية لا نراهن على الكروك الجيوسياسي لأميركا، وعلى المكون الكردي ألا يثق بأميركا فهي دولة براغماتية تبحث عن حماية أمنها القومي وهي تحاول البحث عن شريك بري للاستحواذ وبسط نفوذها في المنطقة الشمالية والمنطقة الشمالية الشرقية».
وأضاف: «أميركا لا تملك أجندة سياسية للكرد السوريين وهي تاريخياً قد خذلت الأكراد. أميركا تآمرت على ثورة المرحوم الملا مصطفى عام 1995.. ، وأميركا وإسرائيل قاموا يتسليم الزعيم عبد اللـه أوجلان إلى الحكومة التركية بعد أن تم اعتقاله في كينيا عام 1999، لذلك يجب ألا نثق بأميركا، وقد كانت هناك تصريحات أميركية عكست الموقف المنافق البراغماتي لأميركا أثناء أحداث الحسكة المؤسفة بين الجيش السوري وقوات الحماية الكردية والأسايش»، مشيراً إلى أن ناطقاً رسمياً باسم «البنتاغون» صرح بأنه ستتم حماية القوات الأميركية وليس المكون الكردي. وأشار أوسي في هذا الصدد أيضاً إلى أن بايدن صرح بأن على الوحدات الكردية الانسحاب إلى شرق الفرات وهددهم، موضحاً بأن القوات الموجودة في منبج هي «قوات سورية الديمقراطية» التي من ضمنها وحدات الحماية.
وختم أوسي حديثه بالقول: «هذا يؤكد وجهة نظري بأن أميركا خانت الأكراد مرة أخرى كعادتها في التاريخ القريب والبعيد ويجب ألا نثق بها والموقع الطبيعي لوحدات الحماية الكردية ولكرد سورية هو في خندق الجيش السوري البطل والقوى الرديفة من قوى المقاومة. أي في محور الممانعة الممتد من طهران إلى بغداد إلى دمشق وجنوب لبنان وموسكو».