إسرائيل والمعارضة واللاجئون في تركيا والأردن
| تحسين الحلبي
كشفت الصحفية الإسرائيلية (إيفلين غوردون) في تحليل نشرته في موقع (كومينتري) الأميركي واسع الانتشار أن لإسرائيل أسباباً كثيرة تجعلها تتطلع إلى مستقبل واعد في المحافظة على أهدافها وتستشهد بإعجاب إسرائيل بالخطاب الإعلامي الذي تروجه وسائل إعلام المعارضة السورية وخصوصاً في قناة (أورينت) تقول (غوردون): إنها تابعت مقابلة أجرتها (ديما ونوس) مع (محمد مشارقة) أرادت فيها تفنيد ومعارضة أن تكون قضية فلسطين القضية الدولية الأولى من حيث الأهمية في العالم، وقللت في سياق المقابلة من أهمية موضوع اللاجئين الفلسطينيين منذ عام 1948.. وتعرب الصحفية الإسرائيلية عن تمنياتها هي والإسرائيليين بأن تختفي قضية فلسطين من خريطة الاهتمام السياسي العربي والعالمي لكنها تعود وتقول إن ما تفعله (قناة أورينت) لم يقدم ولم يؤخر لأن الغرب وبقية العالم ما زالوا يرون في قضية فلسطين قضية أولى وما زال التنديد بإسرائيل كدولة للفصل العنصري يتواصل رغم هذا الخطاب الإعلامي الذي تتبناه وسائل إعلام المعارضة السورية.
وتعترف أن جهود قناة (أورينت) لمنع اعتبار قضية فلسطين الأولى تتبدد لأن أي أوروبي بسيط من السهل جداً إقناعه بأن إسرائيل دولة عنصرية والفلسطينيين ضحاياها وتضيف: إن «يهوداً كثيرين يصفونها بدولة الأبارتايد» رغم وجود خطاب إعلامي تديره وسائل إعلام عربية يريد التقرب من إسرائيل وخصوصاً دول النظام الرسمي العربي.
وبالمقابل لا تتطرق وسائل الإعلام المماثلة لقناة (أورينت) في العالم العربي إلى ذلك الغزو الإسرائيلي لأماكن وجود اللاجئين السوريين ممن يطلقون على أنفسهم «المتطوعون الإسرائيليون لتقديم المساعدات للاجئين السوريين» في تركيا والأردن وأخيراً وصل هؤلاء إلى جزر اليونان بحجة تقديم المساعدات.
ويكشف موقع (ذي تاور «thetower») الإلكتروني عن عنوان مثير ومؤلم جاء فيه أن موقعاً إلكترونياً أعده معارضون لتقديم (الشكر لإسرائيل) على مساعداتها لعدد من اللاجئين في تركيا ويضيف الموقع إن عدداً من «الإسرائيليين انتقل للعمل بين اللاجئين السوريين في جزر اليونان.
وكان من اللافت أن تهتم وسائل الإعلام الإسرائيلية بعد السنة الأولى للأزمة السورية بتغطية أنباء ما يسمى المساعدات الإسرائيلية للاجئين السوريين في تركيا والأردن. ففي تاريخ 2/6/2012 نشر موقع (ماكاو) الإسرائيلي الإلكتروني وهو ملحق لصحيفة هآريتس أن عدداً من الإسرائيليين تفرغوا لهذه المهام والتقت هم عدسة القناة الثانية الإسرائيلية وتحدثوا عن دورهم داخل بعض تجمعات اللاجئين في تركيا والأردن! كما كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت أن رجل أعمال إسرائيلياً يدعى (موتي كهانا) جمع أموالاً في الولايات المتحدة وقال إنه سيساعد اللاجئين في تركيا والأردن وإنه ينسق مع بعض مسؤولين في مجموعات المعارضة السورية علناً، وشارك في أيار 2013 في مؤتمر عقدته مجموعات المعارضة السورية في المؤتمر السنوي لمعهد واشنطن لشؤون الشرق الأوسط، وألقى كلمة صفق لها ممثلو هذه المجموعات في قاعة المؤتمر بعد أن حمل علم المعارضة.. وكان مركز أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي الذي يرأسه عاموس يادلين رئيس المخابرات العسكرية السابق قد أعلن في عدد من محاضراته ودراساته الأمنية، ضرورة انتقال السلطات الإسرائيلية إلى العمل العلني في تقديم المساعدات والدعم لمجموعات المعارضة السورية واللاجئين لكي تتحسن صورة إسرائيل بنظر هؤلاء اللاجئين ويكفوا عن معاداة إسرائيل التي نشؤوا عليها في سورية منذ عشرات السنين.
ومع ذلك تعترف (ايفلين غوردون) أن انخفاض درجة عداء دول عربية عديدة لإسرائيل وانخفاض درجة عداء المعارضة السورية لن يغير شيئاً لأن مرور أكثر من ثلاثين سنة على اتفاقات السلام مع السادات لم يحقق أدنى درجة من التطبيع. وبالإضافة إلى ذلك ما زال الجمهور الأردني يعارض كل أشكال التطبيع مع الإسرائيليين رغم اتفاقية السلام عام 1994 ولذلك من الصعب الاعتقاد أن اللاجئين السوريين سيميل أي منهم للتطبيع مع إسرائيل سواء بقيت الأزمة السورية أم انتهت بعودة سورية إلى استقرارها السابق.