شؤون محلية

«نحو تحقيق الذات» برنامج التمويل الصغير في الأونروا يؤمن 6300 قرض للمستفيدين في السويداء

| السويداء – عبير صيموعة

تحت شعار (نحو تحقيق الذات) وبهدف رفع مستوى المعيشة وتطوير المجتمع من النواحي الاجتماعية، الاقتصادية، الصحية والتعليمية جاء برنامج التمويل الصغير لمنظمة الغوث الدولية (الأونروا) ليقدم القروض الصغيرة للاجئين الفلسطينيين والمواطنين، ما يساهم برفع مستوى الدخل وخلق فرص عمل والحد من ظاهرة البطالة والفقر وخاصة للفئات المستضعفة والمهمشة (المرأة- الشباب)، وحيث تتوزع مناطق عمليات الأنروا في كل من غزة- الضفة الغربية- الأردن- لبنان، وسورية فإن البرنامج يغطي جميع المناطق باستثناء لبنان.
ولعل ما يستوقفك في تلك القروض خصوصيتها التي تراعي الجوانب الإنسانية للمجتمع الأهلي وتكسر حواجز وشروط البنوك الخاصة والعامة حال وجودها على حد سواء، وتتنوع القروض وفق شروط ميسرة وفائدة ثابتة طوال فترة القرض، مع خدمة سريعة في منح القرض، وقد عرض السيد مدير فرع السويداء ضياء الياسين المنتجات التي يتم منحها مع التعديلات الجديدة التي تم إقرارها في العام 2016، فمنها قروض المشاريع الصغيرة التي تشمل قروض السيارات العامة أو الخاصة وقروض المحلات التجارية لمشاريع قائمة يتم دعم رأسمالها العامل أو الثابت حيث تبدأ القروض في المرحلة الأولى من مبلغ 10 آلاف ل.س حتى 300 ألف ويمكن أن يصل مبلغ القرض إلى 800 ألف ل. س في المراحل المتقدمة، بالإضافة إلى قروض المهن الحرة بما تشمله من أعمال (بلاط- دهان- نجارة، وغيرها) بسقف مالي يبلغ أقصاه 200 ألف ل.س، ويتم تسديد القروض خلال فترة مابين 4 أشهر إلى 18 شهراً.
كما يوجد منتج حديث هو قرض للبسطات لا يتجاوز مبلغه 100 ألف ل.س، وتكون فترة الاسترداد من 3 أشهر، وقد تصل إلى 15 شهراً يتم منحه لمن يمتلك بسطة صغيرة أو له شريك في بسطة شرط أن تكون تلك البسطة هي الدخل الأساسي للمقترض.
كما أشار إلى منتج آخر من القروض، وهو القرض الاستهلاكي، الذي يتم منحه للمقترضين من سن 18 حتى 70 عاماً بسقف 400 ألف ل.س سواء كان المقترض موظفا في القطاع العام أو الخاص وسواء جرى تسجيله بالتأمينات الاجتماعية أم لم يكن مسجلاً فيها، كما يمنح لمالكي الأصول الثابتة المؤجرة (سيارة، بيت، محل،..)، حيث يهدف هذا القرض إلى تلبية الاحتياجات الأساسية لسبل العيش (مصاريف علاج، شراء أدوات منزلية، مصاريف تعليم)، وبالتالي يساهم المنتج في تنشيط السوق المحلية من خلال خلق طلب على السلع التي سيقوم المقترضون بشرائها.
ومن المنتجات الأخرى المهمة لدائرة التمويل الصغير هي القروض النسوية المنزلية، حيث يمنح القرض للنساء اللواتي لديهن نشاط مدر للدخل (يعملن بالقطعة لمصلحة أرباب العمل)، أو لديهن مشروعهن الخاص ضمن المنزل، والذي يحظى بإقبال لافت في السويداء، ويأتي القرض لتمكين المرأة اقتصادياً وتعزيز الوضع المادي للعائلة بعد أن أدت الأزمة التي تمر بها البلاد إلى هجرة معظم الشباب، والرجال أو التحاقهم بالخدمة العسكرية أو عجزهم عن العمل أو حتى الوفاة وبالتالي فقدان المعيل الرئيسي في العائلة، ويبدأ القرض من مبلغ 10 آلاف ل. س إلى 400 ألف ل. س، لافتاً إلى أن المميز في القروض النسوية هو خروج بعض النساء عن الفكرة النمطية السائدة لأعمالهن من الخياطة، والتطريز، والطبخ، إلى فكرة المشاريع الخدمية والتجارية والصناعية والزراعية الصغيرة، فمنهن من حصلت على قرض لدعم مشروعها التعليمي، ومنهن من حصلت على قرض لتمويل طباعة بروشورات لمعرض الرسم الخاص بها الذي أقيم منذ عدة شهور في مدينة السويداء، وغيرها تقوم ببيع الألبسة والمنتجات القطنية الجاهزة ضمن المنزل.
كما تقدم دائرة التمويل الصغير نوعاً آخر من القروض وهو قرض مبادرتي للشباب من عمر 18 حتى 30 عاماً ويأتي القرض لتمويل ودعم إقامة مشاريع صغيرة جديدة أو مشاريع افتتحت منذ فترة قصيرة لا تتجاوز 3 أشهر، حيث يمنح القرض لمرة واحدة، ويبدأ التمويل من مبلغ 30 ألفاً حتى 250 ألف ل.س على يتم التسديد خلال فترة 6 أشهر وقد تصل إلى 20 شهراً من الممكن أن يتضمنها فترة سماح بالسداد يبلغ أقصاها 3 أشهر.
وعن تأسيس فرع البرنامج في السويداء، شرح السيد مدير الفرع أنه تم افتتاح مكتب البرنامج في المحافظة خلال فترة الأزمة في عام 2013، والعمل مستمر حتى اليوم حيث بلغ عدد المقترضين المستفيدين من البرنامج لتاريخه ضمن المحافظة وريفها 6300 مقترض شكلت الإناث منهم ما يقارب 48% أما حجم التمويل فقد وصل إلى نحو 400 مليون ل.س لافتاً إلى مجموعة من الصعوبات التي اعترضت عمل البرنامج في السويداء أهمها المشكلات الأمنية التي تعرضت لها المحافظة ومازالت، والتي انعكست سلباً على الواقع المعيشي والنفسي للمواطنين، والمشكلات الخدمية المستمرة من انقطاع التيار الكهربائي وارتفاع أسعار مواد البنزين والمازوت، والغاز في حال توافرها، وانقطاع المياه لفترات طويلة، إضافة إلى المشكلات الاقتصادية العامة، وأهمها مشكلة التضخم التي أدت إلى إحداث مشاكل اقتصادية ومالية صعبة للمواطنين نظراً للغلاء المعيشي الذي يتجاوز الضعفين وأحياناً أكثر عن باقي المحافظات وأثره السلبي, ومع ذلك فإن العمل في سورية مستمر حالياً رغم كل التحديات لدعم اللاجئين الفلسطينيين والمواطنين السوريين على حد سواء…… نحو تحقيق الذات.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن