عبد الهادي بحث مع حيدر الوضع في اليرموك وعودة أهالي سبينة إلى منازلهم .. توقعات بتسويات مشابهة لتسوية داريا في مناطق بدمشق وريفها
ترك اتفاق التسوية الذي تم تنفيذه في مدينة داريا بغوطة دمشق الغربية في ريف العاصمة آمالاً في تطبيق اتفاقات مماثلة في بعض المناطق التي يسيطر عليها ميليشيات مسلحة وإرهابية مثل مخيم اليرموك جنوب العاصمة.
وتم يومي الجمعة والسبت الماضيين تنفيذ اتفاق تسوية في مدينة داريا تضمن إخلاءها من السلاح والمسلحين تمهيداً لعودة جميع مؤسسات الدولة والأهالي، وذلك بعد أن تم نقل المدنيين إلى مركز الإقامة المؤقتة في الحرجلة، إضافة إلى نقل المسلحين مع عائلاتهم إلى ريف إدلب.
وفي تصريح لـ«الوطن»، قال أمين سر تحالف الفصائل الفلسطينية المقاومة خالد عبد المجيد: إنه في ضوء ما جرى من تسويات مع الميليشيات المسلحة في داريا، فإن التقديرات أن الأمور ستسير باتجاه مصالحات وتسويات في بعض المناطق ومنها مخيم اليرموك والحجر الأسود جنوب دمشق، خاصة بعد ما تسرب عن اتصالات يجريها المسلحون في المخيم والحجر الأسود مع جهات معنية في الدولة عبر وسطاء من وجهاء المنطقة.
وفي الحادي عشر من تموز الماضي، أكد مصدر فلسطيني يسعى لحل قضية اليرموك بالطرق السلمية لـ«الوطن»، أن مفاوضات تجري عبر وسطاء بين الجهات المختصة السورية وداعش وجبهة النصرة (جبهة فتح الشام حالياً) لإخراج التنظيمين من اليرموك، وأن المفاوضات مع «النصرة» باتت «شبه منتهية»، وأن إدارة المخيم بعد خروج التنظيمين ستتولاها الدولة ومنظمة التحرير الفلسطينية.
واندلعت مؤخراً معارك عنيفة بين داعش و«فتح الشام» في المخيم وبات التنظيم يسيطر على نحو 80% من المساحة التي كان يتقاسم السيطرة عليها مع «فتح الشام»، على حين تسيطر الأخيرة على الـ20%.
وبحسب عبد المجيد الذي يشغل أيضاً منصب الأمين العام لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني، فإن اتصالات تتلقاها الجهات المختصة في الدولة السورية من وجهاء وآخرين في مدينة دوما بغوطة دمشق الشرقية، بهدف إيجاد تسوية سلمية.
وفي تصريح سابق لـ«الوطن»، كشف محافظ ريف دمشق علاء إبراهيم، أن مدينة المعضمية بريف دمشق الغربي «ستكون آمنة في اليومين القادمين»، وأن الحكومة حريصة على إعادة كل أهالي داريا بعد الانتهاء من خطة حكومية «بأسرع ما يمكن» لإعادة إعمار المدينة.
ويوم أمس التقى مدير الدائرة السياسية في منظمة التحرير الفلسطينية السفير أنور عبد الهادي مع وزير الدولة لشؤون المصالحة الوطينة علي حيدر، ودار الحديث بحسب بيان أصدره عبد الهادي وتلقت «الوطن» نسخة منه حول «أوضاع المخيمات الفلسطينية في سورية، وآخر تطورات الأوضاع في مخيم اليرموك بعد سيطرة تنظيمي داعش والنصرة الإرهابيين على المخيم والصراع الدائرة بينهما وما يسبب من معاناة وخسائر مادية وبشرية تجاه أهلنا داخل المخيم». وعبر عبد الهادي عن «الارتياح لانتهاء ملف المسلحين في داريا وعودتها لحضن الدولة»، معتبراً أن هذه الخطوة ممكن أن تؤثر إيجابياً في إنهاء ملف مخيم اليرموك من خلال خروج المسلحين وعودة الأهالي إلى منازلهم. وبحث عبد الهادي مع حيدر «عودة أهالي سبينة إلى منازلهم بعد انسحاب المجموعات الإرهابية من المنطقة وأصبحت منطقة آمنة».
وأيضاً تم بحث الأوضاع في سورية حيث أكد حيدر «تفعيل عمل لجان المصالحة في كل أنحاء سورية وأن سورية لن تدخر أي جهد لمساعدة اللاجئين الفلسطينيين في سورية وتقديم كل الخدمات التي تخفف من معاناتهم نتيجة الأزمة».
من جهة ثانية التقى عبد الهادي القائم بالأعمال المصري السيد محمد ثروت في مقر الدائرة السياسية بدمشق، وبحث معه آخر المستجدات السياسية وتطورات القضية الفلسطينية. وأكد عبد الهادي بحسب بيان له، أن حكومة الاحتلال غير معنية باتفاق سلام، وأنها تتهرب من كل الاستحقاقات، وتحاول الالتفاف على المبادرة الفرنسية برفضها، محذراً من مغبة التعامل مع حكومة نتنياهو التي لا يوجد على أجندتها سوى تحسين ظروف الحياة تحت الاحتلال، رغم أن فلسطين مستعدة للتعامل مع كل المبادرات الدولية لكشف سياسة نتنياهو المتطرفة وإنقاذ حل الدولتين.
وقال عبد الهادي: إن الإدارة الأميركية وحكومة نتنياهو تضع كل العراقيل أمام أي دعوة دولية. ومن جانبه أكد القائم بالأعمال المصري عمق العلاقات الفلسطينية المصرية، معتبراً قضية فلسطين القضية المركزية وعاصمتها القدس، ومؤكداً استمرار دعمها لكل التحركات الفلسطينية على الساحة الدولية لتحقيق الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.
وبما يخص الأزمة السورية أكد الطرفان ضرورة أن تسفر الجهود المتعلقة بحل الأزمة السورية إلى اتفاق على وحدة سورية واحترام سيادتها، والتضامن لمكافحة الإرهاب التكفيري ورفض التدخل الخارجي وأن الحل سوري سوري بقيادة سورية.