ثقافة وفن

الوجع السوري واللبناني واحد … مجدي مشموشي لـ«الوطن»: سورية أخذت قراراً بالنهوض من الحرب

| وائل العدس

يخوض الممثل اللبناني مجدي مشموشي سادس تجاربه في الدراما السورية عبر مسلسل «حكم الهوى» (تأليف ريم عثمان وإخراج محمد وقاف)، حيث يصور مشاهده في حي مشروع دمشق.
مشموشي شارك سابقاً بخمسة مسلسلات سورية بأوقات متباعدة، أول الأعمال كانت «رقصة الحبارى» عام 1999 (تأليف خيري الذهبي وإخراج عمار رضوان)، والثاني جاء عام 2005 وهو «نزار قباني» (تأليف قمر الدين علوش وإخراج باسل الخطيب)، أما العمل الثالث فجاء بعد خمس سنوات وتحديداً عام 2010 وهو «ذاكرة الجسد» (تأليف ريم حنا وإخراج نجدة أنزور)، وفي عام 2013 شارك في «حدود شقيقة (تأليف حازم سليمان وإخراج أسامة الحمد)، أما آخر أعماله فكانت الموسم قبل القادم في «بنت الشهبندر» (تأليف هوزان عكو وإخراج سيف الدين سبيعي).
عمل للمرة الأولى في فيلم (خارج المدينة) مع المخرج اللبناني مارون بغدادي في عام 1991 الذي حاز جائزة لجنة التحكيم بمهرجان كان السينمائي الدولي، وبعدها شارك في عدة أفلام لبنانية أخرى، منها: «طيف المدينة»، و«خدني معاك، « و«إنسان شريف»، لكن أغلبية مشاركات مجدي كانت من خلال الدراما التلفزيونية.
«الوطن» التقت الممثل اللبناني عبر هذا الحوار:

تصور حالياً مشاهدك في ثلاثية « ذاكر يا ترى» في «حكم الهوى»، أخبرنا عن تفاصيل شخصيتك؟
أؤدي في الثلاثية دور طبيب ثري يعاني مشاكل مع زوجه (عبير شمس الدين) لن تكون واضحة للمشاهد بداية، لكن الأحداث تبين أن سبب خلافاتهما يعود إلى ماضي الزوجة الذي ما يزال يؤثر في مستقبلها، ثم تتصاعد الوقائع وتتكشف الحقائق ما يعكر صفو التفاهم والثقة داخل العائلة، لن أتكلم أكثر عن شخصيتي لأن حبكة المسلسل تكمن في هذا السر.

هل لديك مشاركات أخرى في دمشق؟
حالياً أنا في طور قراءة عدة نصوص سورية لكن حتى الآن لم أستقر على نص محدد.

وهل هناك عروض لبنانية؟
نعم بالتزامن مع تصوير «حكم الهوى»، أصور مشاهدي في مسلسل لبناني بعنوان «لأنك حبيبي» من إخراج الشاب إيلي رموز، ويروي العمل قصة حب تتنقل أحداثها بين الماضي والحاضر، بمشاركة مجموعة من الفنانين اللبنانيين، بينهم فادي إبراهيم وسينتيا خليفة ونيكولا معوض.

لاحظنا مؤخراً عودة مشاركة الفنانين اللبنانيين بقوة في الدراما السورية، ما السبب وخاصة في ظل الأزمة؟
رغم أن سورية تعيش حالة من المعاناة والتعب لكنها أخذت قراراً بالنهوض من الحرب والظروف السيئة، في حين لم يتوقف صناع الدراما عن الإنتاج، لتأتي المشاركة اللبنانية كنوع من التحية والتضامن مع الشعب السوري والتأكيد على وحدة البلدين من خلال الالتحام في دراما واحدة.
وبالأساس الوجع السوري واللبناني واحد، فإن أراد الشعب السوري بجميع أطيافه النهوض، فإننا كشعب لبناني سنقف معه ونشاركه قيامته.

على الصعيد الفني ما الذي شجعك للمشاركة في الدراما السورية؟
مشاركتي في الدراما السورية بدأت قبل الأزمة ومازالت مستمرة حتى اللحظة، وأعتبرها نوعاً من التغيير والاختلاط لأن هذه الدراما سباقة في العالم العربي، وتتسم بالجدية أكثر من غيرها.

شارك عدد من الممثلين اللبنانيين بأعمال تندرج ضمن إطار البيئة الشامية هل تفكر في خوض هذه التجربة؟
من الصعب جداً أن أتقن أداء اللهجة الشامية وهناك ممثلون سوريون كثر في الوسط الفني، «ليش بدي العب هالدور وآخد دور غيري»، فليكن كل ممثل ضمن مكانه الصحيح.
برأيك ما هو وجه الخلاف بين الدراما السورية واللبنانية؟
صراحة لم أر هذا الخلاف الكبير بينهما إلا من ناحية الاحتراف، فالدراما السورية باتت مهنة احترافية أما اللبنانية مازالت تتلمس وتحبو نحو الاحتراف، وبرأيي هذا هو الفرق الوحيد بينهما.

معنى ذلك أن الدراما السورية أفضل من اللبنانية؟
لا أستطيع القول بأن الدراما السورية أفضل، فخلال مسيرتي الفنية شاركت بأعمال لبنانية حققت نجاحاً بامتياز، وكذلك لا أنكر أهمية الدراما السورية فهي السبّاقة دوماً على مستوى الوطن العربي، ولأن التمثيل هو مهنتي وحرفتي فأحاول التوجه إلى المكان الصحيح.

إضافة للدراما اللبنانية شاهدناك بأعمال مسرحية عديدة حققت أصداء إيجابية.. هل ترى بأن جمهور المسرح اللبناني أكبر من جمهور الدراما؟
لا نستطيع الجزم بالمطلق، فهناك فرق شاسع بين أنواع الفنون، والجمهور اللبناني يذهب بإرادته لمشاهدة عرض مسرحي أو فيلم سينمائي، في حين الدراما تدخل كل بيت وإنتاجها يتطلب إمكانيات مادية ضخمة بعكس المسرح الذي لا يحتاج إلى إنتاج هائل.

برز المسرح اللبناني مؤخراً أكثر من الدراما، ما السبب برأيك؟
مسرح لبنان هو للأقوياء أي ممن يمتلكون قدرات عالية في الأداء ولم يجدوا مكاناً لهم في الدراما اللبنانية أو لم يجدوا أنفسهم ضمنها، والدراما اللبنانية اتجهت مؤخراً نحو الأعمال التي ترتكز على النجم الجميل والنجمة الجميلة، فعلينا أن نمتلك وعياً أكبر كي نعيدها إلى مسارها السابق فهو أفضل بكثير من الحالي.

الجمهور أحبك بالأعمال الكوميدية، ولاحظنا بالفترة الأخيرة تراجع مشاركاتك فيها، فما السبب؟
لم أقل بأعمالي الكوميدية، لكني أؤدي الأدوار التي تعرض عليّ، وخلال مشواري الفني لعبت تقريباً جميع الأنواع، بينما أستمتع أكثر بأداء الكاركتر والانتقال من شخصية إلى أخرى وهذا ما أعتبره عملي والأفضل لي.

شاركت مسبقاً بأعمال مصرية هل تكرر التجربة؟
نعم شاركت في ثلاثة أعمال مصرية لكني لا أمتلك هوس المشاركة بمثل هذه الأعمال إلا إذا طلب مني.

من الأفضل الدراما المصرية أو اللبنانية أو السورية؟
لا يوجد ما يسمى «الأفضل» لكن هناك الاحتراف وأي دراما تطمح نحو الأفضل، لكن نتيجة الطمع الإنتاجي والحرب التي تعيشه المنطقة تراجعت الدراما المصرية بشكل كبير وخرجت مؤخراً من المنافسة.

ما رأيك بالدراما العربية المشتركة؟
إذا كانت منطقية فهي مفيدة والعكس صحيح، وأعني بكلمة منطقية أن يتحدث كل ممثل بلهجته، وأرى أن هناك مواضيع كثيرة نستطيع أن نتناولها في الدراما العربية المشتركة وتشمل الوطن العربي بكامله بشرط أن يلتزم كل شخص بلهجته كي نتعلم لهجات بعضنا البعض وفهمها ضرورة مطلقة.

هل تندم على أي عمل قمت بتمثيله في السابق؟
نعم أندم على أعمال كثيرة شاركت بها وكان السبب بمشاركتي فيها المال.

على صعيد السينما علمنا بأنك شاركت مؤخراً في فيلمين سينمائيين فما تفاصيلهما؟
عملت في فيلم لبناني إنتاجه فرنسي بعنوان «الخدم»، وسيشارك في عدة مهرجانات عالمية، والآخر كوميدي «ماكس وعنتر» سيعرض خلال أيام عيد الأضحى.

دعنا نعد معك بالزمن إلى الوراء وأخبرنا عن أكثر فيلم محبب إلى قلبك؟
أكثر فيلم هو أول فيلم لعبته «خارج الحياة» لمارون بغدادي، تم تصويره في فرنسا وحاز جائزة أفضل فيلم بمهرجان كان السينمائي.

بالعموم ما الأفلام التي تتابعها باستمرار؟
أشاهد الأفلام الكلاسيكية القديمة وأعتبر «العراب» أفضلها، لكن في حال أردت مشاهدة جمال وثورة المرأة فأتابع «ذهب مع الريح».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن