رياضة

اليوم ينطلق قطار الحسم في التصفيات الآسيوية المونديالية … نسور قاسيون يبدؤون رحلة التحليق من طشقند

| محمود قرقورا

تتجه أنظار جماهير الكرة السورية اليوم عند السادسة مساءً إلى العاصمة الأوزبكية طشقند حيث المباراة التاريخية بين سورية وأوزبكستان في أولى محطات المنتخبين على الطريق المونديالي الوعر، حيث كلا المنتخبين يبحث عن البداية المطلوبة في سعيهما الجاد لبلوغ النهائيات المونديالية للمرة الأولى، وإذا كان منتخبنا قريباً يوماً ما من بلوغ الحلم عندما أطلقنا شعار (عالمكسيك يا سورية عالمكسيك) فإن أوزبكستان لم تقترب، بل ظلّت بعيدة عن مقارعة منتخبات القارة الصفراء رغم اقترابها على الصعيد الفني وامتلاكها كل مقومات المنافسة وخصوصاً من حيث نوعية اللاعبين القادرين على صنع الفارق.

هذه المرة يراها الأوزبكيون مواتية للتأهل ولو من بوابة الملحق في الوقت الذي أطلقنا فيه شعار سورية بروسيا 2018 ولم نعد العدة المطلوبة لمقاربة أحلام وردية كهذه على أرض الواقع، ويرى القائمون على المنتخبين أن الفرصة سانحة هذه المرة رغم صعوبتها، ونحن لا نبالغ إذا قلنا ما يكتنفنا من الداخل بأن التأهل إلى المونديال أصعب من الوصول إلى قمة جبل إيفرست، لكن لا بأس بالتفاؤل والإيمان بأن كرة القدم علم غير صحيح وليس بالضرورة أن يفوز المنتخب الأفضل على الدوام.
ووفق هذه الرؤية فإننا ننتظر عامل الحظ والتوفيق غير العادي أكثر من انتظارنا لومضة كروية عابرة من أحد اللاعبين هنا، وأداء جماعي مذهل لم نعهده من قبل هناك، وتوفيق غير عادي لحماة الشباك يذكّر الجماهير بالأداء غير العادي لمالك شكوحي بمواجهة الكويت خلال تصفيات مونديال المكسيك 1986، وطفرة أشبه بالأحلام لمهاجمينا الذين يدركون أن الاقتراب من مرمى الخصم كمن يدخل حقل ألغام.

حيتان حقيقية
لا نبالغ إذا قلنا: إن منتخبنا وقع بين فكي كماشة حيناً وبين المطرقة والسندان حيناً آخر، وتاريخياً لم يقع منتخبنا في مجموعة قوية كهذه، فهو حقيقة يواجه حيتان القارة بأقل إمكانيات قدمها المعنيون، والغريب في الأمر أنهم يتبجحون بأنهم قدموا كل ما بوسعهم والمسؤول المباشر عن أي إخفاق في اتحادات الألعاب، ومن هنا نشفق على المدرب أيمن حكيم والقائمين على المنتخب لأنهم مطالبون بتصريحات إيجابية حتى ولو لم يقدم لهم سوى الفتات ويالها من معادلة صادمة!
أن تواجه كوريا الجنوبية وإيران وأوزبكستان وقطر والصين لعمري هي مواجهات طاحنة! وصدق من قال: إن منتخبنا وقع بمجموعة حديدية بمواجهة حيتان القارة، وهذا لا يعني مطلقاً أن المجموعة الثانية أسهل بل المجموعتان متوازنتان من حيث موازين القوى، ومن يرد جمع العسل فعليه تحمل لسعات النحل، وبالتأكيد لن يبلغ لاعبونا ذرا المجد الكروي ما لم يلعقوا الصبر, وعند المقارنة بين مجموعتنا هذه المرة يمكن القول: إنها توازي مسيرتنا خلال تصفيات مونديال 1974 عندما التقينا الكويت وكوريا الشمالية وإيران مع الأخذ بالحسبان أن الكويت كانت في بداية الطريق نحو العالمية ونجحت بعد ثماني سنوات في بلوغ المأرب، ومن بعدها كنا نكتفي بمنتخب قوي والبقية كومبارس على طول رحلة التصفيات إلا نادراً كتصفيات 2010 مثلاً.
نقاط القوة والضعف
يمتاز منتخب أوزبكستان بامتلاكه مجموعة من العناصر البارزة بداية من الحارس نيستروف (92 مباراة دولية) وقائد الوسط الخبير جاباروف (114 مباراة دولية و25 هدفاً دولياً) وهو أفضل لاعب في القارة الصفراء عام 2008 والمهاجم جينريخ الذي سجل ثلاثين هدفاً دولياً خلال 89 مباراة دولية.
والملاحظ في أداء الخصم الأوزبكي التناغم والانسجام والسبب أن 20 لاعباً من بين المدعوين لمواجهة منتخبنا يلعبون في الدوري الأوزبكي على مرأى من المدرب الوطني بابايان مقابل لاعبين اثنين في الدوري الصيني وواحد في كازاخستان، والأهم في هذه المباراة أنه متسلح بعاملي الأرض والجمهور وفي رحلة التصفيات الحالية حقق سبعة انتصارات متتالية بعد الخسارة في المباراة الأولى أمام كوريا الشمالية في مستهل التصفيات.
على العكس تماماً لا تبدو ظروف منتخبنا بأحسن حالاتها وتكفي الإشارة إلى الميزة الغائبة بفعل الظروف وهي عدم اللعب بأرضنا وبين جماهيرنا، وآخر ما حرر أن مباراتنا مع كوريا الجنوبية يوم الثلاثاء المقبل ستقام في ماليزيا ريثما يتم البت بأرضنا المعتمدة في المباريات التالية، ولا يخفى على أحد تغيير الجلد التدريبي وعدم تأمين مباريات استعدادية نوعية ومعسكرات تحضير لائقة.
من حيث نوعية اللاعبين نعوّل على عمر خريبين هدافنا في المرحلة الأولى بسبعة أهداف رافعاً رصيده إلى اثني عشر هدفاً دولياً، ولاعب الوسط المهاجم عبد الرزاق الحسين 12 هدفاً في 53 مباراة دولية، والمدافعين أحمد الصالح ونديم صباغ والعجان والشبلي، والسلاح الأمضى لنا في هذه المباراة الروح القتالية والحماسة ولا أدري إن كانت هذه الميزات ستفعل فعلها، لكن اللعب دون ضغوط يبقى ميزة مهمة لمصلحتنا فلا شيء نخسره.

البطاقة الفنية
تقام المباراة على أرضية ملعب باختكور ويراقبها توه سين ني ماليزيا ويراقب الحكام عبد الرحمن الديلوار البحرين، ويقودها ساتو رايج وسارا توه وياما هيروشي وكيمورا هيروكي من اليابان.
للتذكير فإن لقاءً واحداً جمع المنتخبين كان خلال نهائيات آسيا 1996وفاز منتخبنا بهدفين لهدف وسجل هدفينا حينها نادر جوخدار وعلي الشيخ ديب.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن