آثار السويداء تنهار ونقص التمويل المتهم الأول
| السويداء- عبير صيموعة
بدأت آثار السويداء التي صمدت لقرون بالانهيار تباعا جراء الظروف الجوية حيث كان أولها قناطر بلدة بوسان التي ترجع إلى القرن التاسع عشر وجسر قرية نمرة الذي يعود للعهد الروماني، ويبدو أن معبد المشنف على خطا تلك الانهيارات حيث يشكل خطراً ضمن واقعه الحالي، أما الخطورة الحقيقية على الآثار المهددة بالانهيار هي برج الأجراس الواقع ضمن السراي الأثري في قنوات وتكمن خطورته بالتصدع الحاصل ضمن هيكله، علماً أن تدهور حالته سيؤدي إلى أضرار كبيرة عليه وعلى الجوار لأنه ملاصق للشارع العام وبالقرب من منازل ومحلات تجارية مأهولة.
وتؤكد رئيس شعبة الهندسة في دائرة آثار السويداء المهندسة أمل زين الدين أنه جرت مخاطبة المديرية العامة للآثار والمتاحف في دمشق بضرورة فك وإعادة تركيب البرج ضمن خطة ترميم المواقع الأثرية الأشد خطورة في المحافظة، حيث بلغت ميزانية المشروع 9 ملايين و792 ألفاً، إضافة إلى مشروع ترميم وتدعيم الجدار الوسطي في تجمع الكنائس الأثري في قنوات نظراً لحساسية الموقع الذي يقع ضمن الساحة العامة لبلدة قنوات فضلا عن كونه مقصدا للزوار، موضحة أنه وبعد عرض المشروع على عدد من المكاتب الهندسية والاستشارية لتقديم الدعم الفني ووضع المقترحات اللازمة لإيجاد الحل التدعيمي الأمثل وصلت ميزانية المشروع إلى 27 مليون ل.س منها مليونان للدراسات، أما المشروع الثالث الذي تم اقتراحه هو إعادة بناء برج شقا الأثري الذي تم فكه عام 2014 نتيجة الانهيار الذي أصابه بسبب الظروف الجوية، ونظراً لأن الموقع مفتوح ويخشى على الحجارة المفكوكة من السرقة فقد بات من الضروري إعادة تركيبه بميزانية مقترحة تصل إلى 15 مليوناً و400 ألف إضافة إلى مشروع مانعات صواعق للمباني التابعة لدائرة آثار السويداء وبكلفة تقديرية 10 ملايين.
ويؤكد مدير آثار السويداء الدكتور نشأت كيوان أن كثيراً من المواقع الأثرية في المحافظة بحاجة إلى إعادة الترميم، موضحاً أن دائرة الآثار تعمل ضمن الاعتمادات التي يمكن تأمينها حيث تم إدراج تلك المشاريع التي جرى ذكرها ضمن خطة الدائرة لعام 2017 مع الإشارة إلى أنه تمت المطالبة بمشروع إحداث مكاتب للموظفين في دائرة آثار السويداء ضمن صالة التقاليد الشعبية التي سيتم نقلها إلى صالة المعارض في القسم الغربي من المتحف حيث تم الحصول على موافقة شفهية مبدئيا من مديرية شؤون المتاحف بميزانية تبلغ نحو 22 مليوناً و385 ألف ل.س.
وجدير بالذكر هناك مواقع كثيرة ومنازل أثرية عديدة مأهولة على ساحة المحافظة تمت المطالبة من أصحابها والمجالس المحلية التي تتبع لها تلك المواقع بضرورة ترميمها أو استملاكها من دائرة آثار السويداء للحفاظ عليها، إلا أن نقص التمويل حال دون ترميمها أو تنفيذ عملية استملاكها ليبقى خطر انهيارها على رؤوس قاطنيها احتمالاً وارداً في كل لحظة.