سورية

موسكو: نموذج داريا يمكن أن يعمم

| وكالات

قدمت روسيا ما جرى في مدينة داريا مؤخراً، بوصفه تجربة ناجحة معربةً عن أملها في تكرارها وذلك عشية اجتماعات الخبراء الروس والأميركيين في مدينة جنيف الروسية لإضفاء العناصر النهائية على الاتفاق الذي حمله وزير الخارجية الأميركي جون كيري إلى موسكو منتصف شهر تموز الماضي.
وأثمر الضغط العسكري المكثف مع التفاوض مع الأهالي على اتفاق أنهى الوجود المسلح في مدينة داريا بريف دمشق. ويبدو أن روسيا تريد من الولايات المتحدة أن تتعاون معها لتحقيق هذا السيناريو في مناطق أخرى من سورية.
وعلى الأرجح أن تنتظر مفاوضات الخبراء في جنيف الاجتماع بين الزعيمين الروسي فلاديمير بوتين والأميركي باراك أوباما، اللذين يلتقيا على هامش قمة مجموعة دول العشرين.
وفي التفاصيل، فقد أعربت وزارة الخارجية الروسية عن أملها باستخدام التجربة الناجحة لإخراج المسلحين من داريا بريف دمشق في مناطق سورية أخرى، منتقدةً تصريحات مندوبة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة ساماتنا بور بخصوص ما جرى في داريا، والتي اعتبرت أن النظام مستمر بـ«الحل العسكري». وأشارت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا إلى أن «داريا» تشير إلى استمرار الجهود من أجل التسوية السلمية.
وجددت زاخاروفا إصرار موسكو على إيجاد «حل» لمسألة «التفريق بين الإرهابيين وما تسمى «المعارضة المعتدلة» في سورية».
في غضون ذلك، أكد الكرملين أن الرئيسين الروسي والأميركي سيتبادلان الآراء حول عملية التسوية بسورية خلال مشاركتهما في قمة العشرين الأسبوع المقبل.
وقال الناطق الصحفي باسم الرئيس الروسي ديميتري بيسكوف، وفقاً للموقع الإلكتروني لقناة «روسيا اليوم»: «في الوقت الراهن لا توجد هناك خطط لعقد لقاء (بوتين وأوباما) منفصل كامل النطاق. لكن يمكننا أن نرجح أن تتاح لبوتين وأوباما فرصة الحوار، ولا شك في أنهما سيتبادلان الآراء بشكل مفصل أو باقتضاب».
ولا يعلن الكرملين والبيت الأبيض عادةً بشكل مسبق عن اللقاءات الثنائية للرئيسين على هامش مختلف المحافل الدولية. لكن بوتين وأوباما لا يضيعان أي فرصة لعقد لقاء ولو قصير. وعلى سبيل المثال، استمرت المحادثات بين بوتين وأوباما على هامش قمة العشرين في أنطاليا العام الماضي، لمدة 30 دقيقة، على الرغم من أن هذا اللقاء لم يكن مدرجاً على جدول أعمال كلا الرئيسين.
هذا وقال بيسكوف إن موسكو مرتاحة تماماً لصيغة العشرين كمساحة لبحث أهم القضايا الدولية. وتابع: إن هذه الصيغة تعكس بأفضل شكل ممكن توازن القوى والعمليات الجارية على الساحة الدولية.
وجاء تصريح بيسكوف هذا تعليقاً على دعوة وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير إلى العودة لصيغة «الثماني الكبرى» و«عدم استبعاد روسيا من صيغة المفاوضات بين أكبر اقتصادات العالم».
ومن الهند، أعرب وزير الخارجية الأميركي عن أمله في أن تتاح الفرصة لإحراز تقدم باتجاه وقف العنف في سورية، حسبما نقلت وكالة «نوفوستي» الروسية للأنباء. ووصف كيري مباحثاته مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بـ«الحوار الجيد».
وقبل يومين، أكد الكرملين في وقت سابق أن موسكو وواشنطن ما زالتا بعيدتين عن التعاون الحقيقي بشأن التسوية في سورية، مضيفاً إن الجانب الروسي ينتظر من الأميركيين إبداء استعداد أكبر لتعاون كامل النطاق.
ومع ذلك أعلن مصدر في وزارة الخارجية الروسية أن موسكو تأمل في التوصل إلى اتفاق مع واشنطن قريباً في سياق المشاورات على مستوى الخبراء الجارية في جنيف، مؤكداً في الوقت ذاته أن هذا الاتفاق مرهون بمدى استعداد الجانب الأميركي للتعاون.

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن