اتفاق لتفعيل «اتفاق تسوية» «الوعر» وتنفيذ المرحلة الثالثة منه … والبرازي يتفاءل بـ«حذر» : لم يتم تحديد موعد لخروج المسلحين
| دمشق – الوطن – حمص – نبال إبراهيم
أعلن محافظ حمص طلال البرازي أنه تم الاتفاق مع وفد حي الوعر بمدينة حمص على إعادة تفعيل اتفاق التسوية الخاص بالحي وتنفيذ المرحلة الثالثة منه التي تقضي بخروج المسلحين غير الراغبين في تسوية أوضاعهم، لكنه أبدى تفاؤلاً حذراً لأن الميليشيات المسلحة في الحي لم تعلن كلها الموافقة على الاتفاق كما لم يتم تحديد موعد لخروج المسلحين. واجتمعت الجهات المختصة أمس مع وفد حي الوعر الذي قدم رد الميليشيات المسلحة من أجل إعادة تفعيل اتفاق التسوية وتنفيذ المرحلة الثالثة منه.
وفي اتصال هاتفي مع البرازي أجرته «الوطن» من دمشق قال: «وصلنا إلى تفاهم على خروج المسلحين كافة خارج حي الوعر وتسليم السلاح الثقيل وتسوية أوضاع من يرغب في تسوية وضعه والإبقاء عليهم والاستفادة من مرسوم العفو الرئاسي».
وأضاف: «لكن نحن لدينا مشكلة، أن الفصائل لم تعلن بأكملها الموافقة على هذا الاتفاق»، ولفت إلى أن «فصيلاً يمكن أن يخرب الاتفاق»، قبل أن يشير إلى أنه «أمس ضغطوا عليهم (على المسلحين) وخرجت تظاهرات عليهم والتزمت الأطراف بأن تعمل بصيغة اتفاق التسوية واستئنافه بمرحلته الثالثة التي تعطلت منذ شهرين بسبب اختلافات».
وتوصلت السلطات السورية والميليشيات المسلحة في حي الوعر إلى اتفاق من ثلاث مراحل بإشراف الأمم المتحدة في الأول من كانون الأول الماضي، وتم تنفيذ المرحلة الأولى والثانية على حين لم يتم تنفيذ الثالثة التي تنص على «خروج من لا يرغب في تسوية أوضاعه» من المسلحين.
وأوضح البرازي أنه «بمجرد استأنفنا الموافقة على البدء بالمرحلة الثالثة أخذنا ما بين 15 الى25 يوماً لإنهاء الوضع، لكن الخطوة الأولى فيها هو تحديد موعد خروج الدفعة الأولى، وإذا لم يتم تحديد موعدها يمكن أن يكون يومين ويمكن أن يكون شهراً».
وأضاف: «لذلك نحن نقول إن نجاح التهدئة والظروف المواتية الآن لاستئناف الحوار وإعادة تفعيل الاتفاق وتنفيذ المرحلة الثالثة التي توقفت منذ شهرين بسبب بعض الخلافات فمن المتوقع أن يكون الأمر خلال يومين إذا التزمت الأطراف كافة بمضمون هذا الاتفاق، ومن المتوقع أيضاً عند البدء بالتنفيذ أن يأخذ فترة أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع. وبعد أن اعتبر أن الأمور تسير بشكل «إيجابي»، أعرب عن «تفاؤل حذر».
وقدر المحافظ عدد المسلحين في الحي بـ«أكثر من 1200 مسلح»، لكنه أوضح أنه من غير المعروف عدد الذين سيخروجون ولا عدد الذين يرغبون في تسوية أوضاعهم.
وأكد البرازي أن من يرغب من أهالي الحي في البقاء في بيته فله ذلك.
وتحدث محافظ حمص أمس الأول لـ«الوطن» عن تهدئة مرحلية حذرة في حي الوعر والتزام الجيش العربي السوري بها مع احتفاظه بحق الرد على أي اعتداء، إلى حين تقديم وفد من الحي رد الميليشيات المسلحة النهائي خلال يومين لإعادة تفعيل اتفاق التسوية وتنفيذ المرحلة الثالثة منه.
وقال البرازي حينها حول مدى صحة الأنباء التي تحدثت عن التوصل لهدنة في حي الوعر لمدة 48 ساعة: «لا شيء محدداً بالضبط، لأن تنفيذ الهدنة يحتاج إلى التزام من الطرفين، نحن ملتزمون بالتهدئة ريثما نعيد تفعيل الاتفاق السابق الخاص بالحي واستكمال مرحلته الأخيرة، لكن هذا الأمر لم نستكمله».
وأوضح أنه «استقبلنا وفداً (من الحي) الأربعاء الماضي ووفداً آخر الإثنين، ونحن حريصون على التهدئة القائمة ما لم يحصل اعتداء أو إطلاق نار، لكن إذا حصل أي اعتداء أو إطلاق نار فسيتم الرد مباشرة».
وقال: «لم ينضج الاتفاق، لكن أتوقع إذا نجحت التهدئة خلال أسبوع فسيعود الاتفاق الذي وصلنا فيه إلى المرحلة الثانية، إلى السكة، وحالياً يجب الدخول في المرحلة الثالثة»، مضيفاً: «لا نستطيع التعويل كثيراً لأن 70 إلى 80 بالمئة من المسلحين بالوعر موافقون على صيغة الاتفاق لكن البعض معطلون له»، معرباً عن تفاؤله بأن «يتم خلال هذا الأسبوع التوصل لاتفاق على تنفيذ المرحلة الثالثة والأخيرة، ولكن حتى الآن لا موعد دقيقاً أو صيغة نهائية، ونتوقع أن تسير الأمور بشكل إيجابي، ولكن يجب أن نبقى حذرين».
ميدانياً قصف الجيش مواقع ومعاقل لمقاتلي في مناطق الرستن وتلبيسة والحولة، بينما دارت اشتباكات بين الجيش ومقاتلي الميليشيات المسلحة التابعة للجبهة عند أطراف الحولة وتير معلة بريفي حمص الشمالي والشمالي الغربي.
وذكر مصدر عسكري في مدينة حمص لـ«الوطن»، أن قوة عسكرية مشتركة من عناصر الجيش وقوات الدفاع الوطني اشتبكت أمس مع مقاتلي الميليشيات التابعة «جبهة فتح الشام» (النصرة سابقاً) وميليشيا «حركة أحرار الشام الإسلامية» بمحيط بلدة تير معلة وعند أطراف منطقة الحولة في ريفي حمص الشمالي والشمالي الغربي وسط قصف مدفعي وصاروخي مركز طال مواقع ونقاط انتشار المسلحين على امتداد خطوط الاشتباك ما أسفر عن مقتل عدد منهم وإصابة عدد آخر وتدمير عدد من وسائل تنقلاتهم وعتادهم.
إلى ذلك نفذ الطيران الحربي غارات استهدف خلالها معاقل ومقرات «فتح الشام» والميليشيات التي تعمل تحت زعامته ومحاور تحركات مقاتليهم وخطوط إمدادهم في مناطق الرستن وتلبيسة والحولة وبمحيطها ما أدى إلى تدمير تلك المواقع والمقرات وعدد من الآليات التي كان بعضها مزوداً برشاشات ثقيلة وعتاداً حربياً، إضافة إلى إيقاع أعداد من مقاتلي تلك الميليشيات قتلى ومصابين بينهم قادة مجموعات ميدانية.