ملتقى «الأقصى بين الإحراق والتهويد.. مسؤولية أمة» … شعبان: لا شك أننا منتصرون لأن الحق ينتصر دائماً على الباطل .. الإرهاب من دمشق إلى القدس هو ذاته
| وكالات
وجهت المستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية ورئيسة مجلس أمناء مؤسسة القدس الدولية – فرع سورية بثينة شعبان التحية للجيش العربي السوري وكل من وقف إلى جانب سورية، وقالت: «لا شك أننا منتصرون لأن الحق ينتصر دائماً على الباطل».
جاء ذلك خلال مشاركتها في ملتقى إحياء للذكرى الـ47 لإحراق المسجد الأقصى الذي بدأ أمس في مكتبة الأسد بدمشق تحت عنوان «الأقصى بين الإحراق والتهويد.. مسؤولية أمة» والذي تقيمه مؤسسة القدس الدولية «فرع سورية»، حيث أكد المشاركون من شخصيات رسمية وسياسية سورية وعربية ومن علماء دين مسلمين ورجال دين مسيحيين أن الإرهاب الذي احرق المسجد الأقصى هو ذاته الذي أحرق المساجد والكنائس والمعالم والمنشآت والحضارة في سورية.
وفي كلمتها خلال الملتقى، قالت شعبان، وفق ما نقلت وكالة «سانا» للأنباء: «لم يعد خافيا على أحد اليوم أن ما يجرى في مختلف البلدان العربية هو لخدمة الصهيونية ومشاريعها الاستيطانية ليس في فلسطين فقط وإنما في العالم العربي بأكمله».
وأضافت: «لقد سقطت كل الأوهام والادعاءات وركض الخائنون إلى إسرائيل وأعطوا المقابلات للكيان الصهيوني وعبروا عن عزيمتهم بفتح الأبواب لهذا الكيان حين تسمح لهم الظروف بذلك».
وشددت شعبان على أن «فلسطين هي البوصلة وجوهرة التاج»، معتبرة أن الرد المناسب لكل ما يجري حالياً في البلدان العربية هو أن تنشغل هذه الأمة كلها بما يجرى في فلسطين وأن تقف صفاً واحداً مع الأسرى وضد التهويد والاستيطان وإحراق المسجد الأقصى وضد كل الإجراءات الصهيونية التي تتخذ بحق شعبنا وأهلنا في فلسطين.
وأشارت إلى أن 7 دور للبحث في الولايات المتحدة الأميركية أصدرت في العام 1997 بحثا مهما عنوانه «الاختراق النظيف.. الطريقة المثلى لاحتلال هذا الفضاء»، أي فضاء الشرق الأوسط، مبينة أن الاختراق النظيف في مجمله كان أن تتبنى الصهيونية وأدواتها أيادي من الداخل العربي لتنفيذ المشروع الصهيوني وألا تضطر إلى استقدام جنود أو محاربين إلى هنا بل تستخدم أدواتها وتغدق عليهم بالوعود والأموال لكي يكونوا رأس حربتها في هذا المشروع.
وقالت: «لذلك يجب ألا نتردد أبداً بأن نصف الخائن بالخيانة حتى وإن نطق باللغة العربية ولا يوجد مكان اليوم للمناطق الرمادية ولا يجب أن نقبل على الإطلاق أن الخيانة وجهة نظر فلا يمكن لعربي حقيقي أصيل أن يقبل بما يجري في فلسطين أو في سورية أو ليبيا والعراق واليمن مهما كانت هذه الأدوات ومهما كان أصلها ومهما كان لسانها فهي صهيونية»، موضحة أنه يجب تسمية التنظيمات الإرهابية بالعصابات الصهيونية لأنها قائمة لخدمة مشروع الكيان الصهيوني.
واعتبرت شعبان أن «النضال في فلسطين ينعكس إيجابا على سورية وليبيا واليمن والعراق فجميعنا في قارب واحد ومعركتنا واحدة مع الكيان الصهيوني وأعوانه.. وما يجري اليوم في سورية على مدى نحو ست سنوات انعكاس لما جرى في فلسطين من تدمير الآثار والمعامل والمدارس وقتل الأطفال فكلها إجراءات درج عليها العدوان الصهيوني منذ ستين عاماً ونيف».
وأشارت إلى أن الكيان الصهيوني سعى في أحد أهدافه إلى «تشويه صورة الإسلام» في العالم لكي يوصف المسلمون بأنهم «إرهابيون»، مبينة أن كل هذه الأمور بحاجة إلى إعادة نظر حقيقية وجذرية.
ونوهت ببطولات الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي ورفضهم ممارسات هذا الكيان بأمعاء خاوية أمام صمت المتخاذلين من العرب.
ووجهت شعبان التحية للجيش العربي السوري ودولتي روسيا وإيران الصديقتين والمقاومة الوطنية اللبنانية وكل من وقف إلى جانب سورية وقالت «لا شك أننا منتصرون لأن الحق ينتصر دائماً على الباطل».
من جانبه أكد وزير الأوقاف محمد عبد الستار السيد، أن المؤامرة على بلادنا منبعها «المجرمون الصهاينة الذين أفرزوا الإرهاب التكفيري وأنتجوا تنظيمي داعش وجبهة النصرة الإرهابيين وكل الحركات الإرهابية التكفيرية لينقلوا عبرها ما جرى من إجرام وإرهاب في فلسطين إلى سورية».
وأشار السيد إلى أن الإرهاب الذي أحرق المسجد الأقصى في فلسطين هو الإرهاب ذاته الذي أحرق المسجد الأموي في حلب والكنائس والمساجد والمعالم والمنشآت والحضارة التي بناها السوريون مؤكداً أن المسجد الأقصى لا يعود إلا بالتضحيات وبالدماء الطاهرة على طريق القدس وأن الشعبين السوري والفلسطيني في خندق نضال واحد ضد الإرهاب.
من جهته بين مدير عام مؤسسة القدس الدولية «فرع سورية»، وائل باحث، أن الأمة بمسيحييها ومسلميها مطالبة بإيجاد السبل للقضاء على الواقع الذي فرضه كيان الاحتلال الإسرائيلي لأن المسجد الأقصى هو عقيدة الأمة العربية والإسلامية.
بدوره أكد رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس المطران عطا اللـه حنا أن الصهاينة الذين يستهدفون القدس المدينة العربية العريقة هم ذاتهم من يستهدفون سورية وشعبها ووحدة أراضيها لأنها تحتضن القضية الفلسطينية وتصدت دوما للعنصرية وللممارسات الظالمة لافتا إلى أن العدو واحد مهما اختلفت التسميات.
وفي رسالة من القدس المحتلة دعا مدير المسجد الأقصى الشيخ عمر كسواني العالم العربي والإسلامي إلى تحمل مسؤولياته تجاه المسجد الأقصى وأن يكون رده على قدر الحدث العظيم، مؤكداً أن صمود أهل المقدس سيبدد كل المخططات والمشاريع التي تسعى لتهويد المنطقة القديمة والقدس والهجمة الشرسة على المسجد الأقصى.
من جهته أكد الأمين العام المساعد للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القيادة العامة طلال ناجي أن ما يجري في المنطقة ولاسيما في سورية يهدف لتصفية القضية الفلسطينية.
ولفت ناجي إلى أن عمليات التهويد وتشريد الشعب الفلسطيني مستمرة في القدس بهدف إتمام المشروع الصهيوني وزراعة كيانه الغاصب في قلب الوطن العربي من أجل التفريق بين شرقه ومغربه، مشدداً على أن هذه المشاريع مصيرها الفشل بفضل القوة الحية للشعب الفلسطيني.
ووقعت جريمة إحراق المسجد الأقصى في الـ21 من آب عام 1969 حيث أقدم المجرم الصهيوني مايكل دينس روهان على حرق المسجد وأتت النار على منبره الخشبي القديم المتميز الذي صنع في مدينة حلب وأهداه القائد البطل صلاح الدين الأيوبي إلى القدس كما أتت على أكثر من ثلث المساحة الإجمالية للمسجد لتبلغ المساحة المحترقة ما يزيد على 1500 متر مربع من المساحة الأصلية البالغة 4400 متر مربع كما ألحقت نيران الحريق ضرراً كبيراً في بناء المسجد.