رياضة

قليل من الهدوء والأمل

| غانم محمد 

لم يخسر منتخبنا الأول بكرة القدم أمام أوزبكستان بالأربعة ولا بالخمسة وإنما بهدف كان من السهل جداً تفاديه.
ولا يعني هذا أن نقيم الأفراح والليالي الملاح وإنما يدعونا للتأمل بعض الشيء بثقافتنا الكروية كجمهور وكلاعبين وكمدربين علّنا ننزع منها انتقاصنا لقدر أنفسنا ونرتقي بذاتنا إلى إنصاف محاولتنا ووضعها على السكة الصحيحة.
لم تتغيّر نظرتي حول سوء العمل الكروي لدينا، وما زلتُ على تشاؤمي بهذه التصفيات وعلى أمنيتي بأن تخيب توقعاتي ويصدمني المنتخب إيجابياً في قادمات المنافسات ولكن هذا الأمر بحاجة إلى الجرأة بعض الشيء، هذه الجرأة– لا الفوضى– لو امتلكنا بعضها لما خسرنا الجولة الافتتاحية!
الذي لا يرى من الغربال فهو أعمى فكيف إذا كانت الرؤية جليةً تماماً وأقصد هنا إلى الضعف وإلى الفوضى في الخاصرة اليمنى لمنتخبنا، هذا الضعف الذي قرأه مدرب أوزبكستان بعد خمس دقائق فقط وعمل عليه كل وقت المباراة في حين تعامى الجهاز الفني وبقي الشبلي مصدر قلق لنا لعدم التزامه بمركزه ولمبالغته بالتقدم نحو منطقة دفاع المنافس من دون طائل ناهيك عن الخلل المزمن في عمق الدفاع وإصرار لاعبينا على اتخاذ القرارات بدل حكم المباراة.
والأمر الآخر، يتعلق بتأخّر التبديلات التي أجراها الحكيم ما أضعف تأثيرها وجعلها شكليةً لم تقدّم ولم تؤخر ولو قرأ المدرب ضعف الدفاع الأوزبكي لألقى بورقة القلفا المهارية بالتزامن مع دخول الأومري لكننا غالباً ما نفكّر كيف نخفف من قسوة الخسارة ونادراً ما نفكّر كيف سنفوز وكأننا لا نحبّ الفوز..
ربما لا تتكرر تفاصيل مواجهتنا الافتتاحية، أي إن الوضع سيكون أصعب على منتخبنا والجمهور لن تبرد دمه (الخسارات المشرفة).
فالخسارة خسارة وإذا كنا قد أخذنا قرارنا بالنوم تحت مظلة المبررات الجاهزة والتقليدية فكان أحرى بنا أن نعلن ذلك فيذهب كل منا إلى عمله من دون إعياء الروح بالترقّب والمتابعة.
سيكون من الصعب أن نمضي إلى شهر استراحة بعد مباراة كوريا الجنوبية وقبل الجولة الثالثة من دون أي نقطة، وبمثل أداء منتخبنا أمام أوزبكستان لن يكون لنا أي حضور بحضرة كوريا وأتمنى أن نعود في ماليزيا إلى تحدّينا لأنفسنا قبل تحدّي منافسينا.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن