فرنسا تدعو للتسوية بين السراج وحفتر.. والقوات الليبية تشن هجوماً على آخر مواقع داعش في سرت
دعا وزير الخارجية الفرنسي جان مارك إيرولت، رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الليبية فائز السراج، إلى إيجاد تسوية مع البرلمان واللواء خليفة حفتر، في وقت شنت قوات حكومة الوفاق الوطني الليبية أمس هجوماً جديداً على آخر مواقع تنظيم داعش الإرهابي في سرت، معلنة السيطرة على مواقع جديدة في الحي رقم 3 في شرق المدينة حيث تدور اشتباكات. وقال إيرولت في كلمة أمام سفراء فرنسا: «التهديد الإرهابي وانتشار التهريب في ليبيا يشكلان تحديين ملحين»، مضيفاً: «ورغم التشاؤم تم تشكيل حكومة وفاق وطني بقيادة السراج الذي أحيي شجاعته». وأشار إيرولت إلى أن «على السراج السيطرة على كل المؤسسات ومجمل الأراضي حتى يتمكن من اجتثاث داعش، وعليه التوصل إلى تسوية مع برلمان طبرق، واللواء حفتر».
وقال الوزير الفرنسي إن: «فرنسا على استعداد لدعم هذه الجهود مع القوى الإقليمية، وأولها مصر» التي تدعم حفتر «باعتباره عائقاً أمام المتشددين».
من جهة أخرى، كشف وزير الخارجية الإيطالي باولو جنتليوني، عن مساع دبلوماسية تقوم بها بلاده والولايات المتحدة بين رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني فائز السراج والفصائل الموالية للفريق خليفة حفتر.
وحسب وكالة «أكي» الإيطالية ستطرح مبادرة منتصف الشهر الجاري في نيويورك.
وقال جنتليوني على هامش اجتماع للاتحاد الأوروبي في عاصمة سلوفاكيا براتيسلافا الجمعة: «نعمل والولايات المتحدة على مبادرة دبلوماسية في منتصف الشهر الجاري في نيويورك بهدف بناء جسر بين السراج وحفتر في طبرق».
ودعا وزير خارجية إيطاليا، خلال حزيران الماضي، إلى ضرورة التوصل لاتفاق مع القائد العام للجيش الوطني الليبي الفريق أول ركن خليفة حفتر، معتبراً أن مثل هذا الاتفاق يجب أن يكون قوامه الاعتراف بالسلطة السياسية للحكومة التي يعترف بها المجتمع الدولي. وقال جينتيلوني إنه: «سيكون من المهم جداً اجتياز الخطوة الكبيرة للتوصل إلى اتفاق مع قوات الفريق حفتر»، لكنه شدد على ضرورة اعتراف الأخير بالسلطة السياسية لحكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا.
في غضون ذلك شنت قوات حكومة الوفاق الوطني الليبية أمس هجوماً جديداً على آخر مواقع تنظيم داعش الإرهابي في سرت، معلنة السيطرة على مواقع جديدة في الحي رقم 3 في شرق المدينة حيث تدور اشتباكات. وقال المركز الإعلامي لعملية «البنيان المرصوص» الهادفة لاستعادة سرت، في بيان على صفحته على فيسبوك «قواتنا تتقدم داخل الأجزاء التي تتحصن فيها فلول داعش الهاربة بالحي رقم 3 وتسيطر حتى الآن على عدة مواقع» من بينها مصرفان وفندق.
كما أعلن تفجير القوات الحكومية لسيارتين مفخختين يقودهما انتحاريان قبل وصولهما إلى هدفيهما. وأكد مقاتل في القوات الحكومية قي سرت (450 كلم شرق طرابلس) لوكالة فرانس برس «الاشتباكات بدأت. قواتنا تهاجم آخر مواقع داعش».
وأعلن المستشفى المركزي في مدينة مصراتة (200 كلم شرق طرابلس)، مركز القوات الحكومية، أنه استقبل السبت «شهيداً واحداً من قوات البنيان المرصوص، قضى نتيجة الاشتباكات ضد تنظيم داعش الإرهابي». في هذا السياق، أعلنت القوات الحكومية في بيان آخر السبت أنها عثرت على عشر جثث لمقاتلين من تنظيم داعش في مدرسة خلال عملية تمشيط في الحي رقم 1 في شمال سرت.
وجاء هجوم أمس في أعقاب أول زيارة قام بها رئيس حكومة الوفاق الوطني فايز السراج الأربعاء إلى سرت منذ انطلاق العملية العسكرية ضد تنظيم داعش، حيث أكد أن قوات حكومته ستلاحق فلول التنظيم المتطرف «أينما وجدوا» في ليبيا.
وحسب بيان حكومي، فقد أكد السراج وأعضاء آخرون في الحكومة خلال الزيارة حرصهم على «مد الجبهات بما تحتاجه من تسليح وعتاد، وتوفير الإمدادات الطبية والعلاج اللائق للجرحى والمصابين، وهناك تنسيق مستمر مع الدول الشقيقة والصديقة في هذا الإطار». وتتشكل القوات التي تقاتل داعش في سرت من وحدات عسكرية صغيرة من الجيش الليبي المفكك ومن جماعات مسلحة تنتمي إلى مدن عدة في الغرب أبرزها مصراتة، العاصمة الاقتصادية لليبيا.
(روسيا اليوم- أ ف ب)