سورية

واشنطن تبدأ استخدام «الهيمارس» … الأجواء الأميركية التركية إلى (تحسن).. أردوغان يسعى في الصين لنيل الموافقة على «الآمنة» وقواته تجتاح الحدود عند الراعي

| الوطن – وكالات

مع عودة تركيا للانضواء تحت إستراتيجية «التحالف الدولي» ضد تنظيم داعش، بدأت الولايات المتحدة استخدام نظام «هيمارس» المتنقل في المعارك الدائرة ضد عناصر التنظيم بريف حلب الشمالي، والتي تستهدف تطهير ما تبقى من الحدود السورية التركية من هؤلاء الدواعش.
وقسمت أنقرة أهدافها إلى ثلاثة، رضيت أن تصل إليهم بالتدريج. الأول القضاء على تنظيم داعش في الشريط الحدودي الواصل بين بلدتي جرابلس والراعي. وهو هدف تؤيده واشنطن بكل قوة. والثاني إخراج عناصر «وحدات حماية الشعب» وحلفائها في «قوات سورية الديمقراطية» من مدينة منبج وتأمين انسحابهم إلى شرقي نهر الفرات، في حين تؤيد واشنطن انسحاب عناصر الوحدات فقط من منطقة غرب الفرات. وآخر هذه الأهداف معاملة المجتمع الدولي لـ«الوحدات» كمنظمة إرهابية، وهو ما ترفضه واشنطن وتصر على أن تكون «حماية الشعب» رأس حربة «التحالف الدولي» ضد داعش في سورية، على الأقل.
ومع وصول الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى الصين من أجل المشاركة في قمة مجموعة دول العشرين، عازماً على الحصول على موافقة القوى العظمى على إقامة منطقة آمنة شمال سورية، اخترقت الدبابات التركية الحدود السورية عند بلدة الراعي الواقعة تحت سيطرة المسلحين المدعومين من أنقرة، والذين يقاتلون تنظيم داعش في المنطقة.
وتقع المنطقة على بعد نحو 55 كيلومتراً جنوب غربي جرابلس التي بدأت فيها مليشيات مسلحة مدعومة من تركيا الأسبوع الماضي عملية «درع الفرات» أول توغل تركي كبير في شمال سورية منذ بداية الحرب قبل أكثر من خمس سنوات.
وقال مبعوث الرئيس الأميركي إلى «التحالف الدولي» المناهض لداعش بريت ماكغورك في تغريدات على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» «قصفت القوات الأميركية أهدافاً لداعش على مقربة من الحدود مع تركيا، الليلة الماضية (ليل أول من أمس) باستخدام نظام هيمارس الذي تم نشره حديثاً»، في إشارة إلى نظام راجمات صاروخية بعيدة المدى محمول على مركبات متنقلة، اتفقت أنقرة وواشنطن على نشره على الحدود السورية التركية في نيسان الماضي.
وأوحت هاتان الخطوتان بوجود تهدئة أميركية تركية بخصوص معضلة منبج التي تصاعدت الأسبوع الماضي وأدت إلى معارك بين تركيا والميليشيات التي تدعمها و«قوات سورية الديمقراطية» والتي رفضت الانسحاب من المدينة. وأدت المعارك إلى غضب في واشنطن وبرلين وباريس وموسكو وطهران.
وأعلن نائب رئيس الوزراء التركي نعمان قورتولموش من مدينة شيكاغو الأميركية أن بلاده تريد من الولايات المتحدة زيادة الضغط على «وحدات حماية الشعب» ذات الأغلبية الكردية والتابعة لـ«حزب الاتحاد الديمقراطي» الكردي في سورية، ليعودوا إلى شرق نهر الفرات. وتصنف أنقرة كلاً من الحزب والوحدات على لوائحها للتنظيمات الإرهابية، وتعتبرهما امتداداً سورياً لـ«حزب العمال الكردستاني» المحظور في تركيا. وفي مقابلة مع وكالة «رويترز» قال قورتولموش أيضاً: إن على واشنطن مسؤولية للعمل مع تركيا حليفتها في حلف شمال الأطلسي لمواجهة «كل التهديدات الإرهابية المختلفة» في إشارة إلى الاختلافات الشديدة بين البلدين بشأن سياساتهما حيال سورية.
وعشية انطلاق قمة العشرين في مدينة هانغتشو الصينية، دعا الرئيس التركي نظراءه قادة المجموعة العشرين لاتخاذ موقف مبدئي من الإرهاب بكل أشكاله وعدم التمييز بينها، في إشارة مباشرة إلى واشنطن وموقفها من «وحدات حماية الشعب».
ونهاية الأسبوع الماضي، كشف الرئيس التركي عن هدفه من وراء عملية «درع الفرات»، والمتمثل في إقامة «منطقة آمنة» شمالي سورية، لكنه بين أن تركيا «تنتظر موافقة دول عظمى».
وقبل أن يطلع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون على سير عملية «درع الفرات»، التي انطلقت الأسبوع الماضي، وعد أردوغان أمس الرئيس الصيني تشي جيبنغ ألا تكون تركيا محط أعمال تضر بأمن الصين. وربط الرئيس الصيني تطوير العلاقات الاقتصادية بين البلدين بـ«تحقيق نتائج أكثر واقعية في التعاون في مجال مكافحة الإرهاب».
ورعت أجهزة المخابرات التركية نمو «الحزب الإسلامي التركستاني» في سورية والذي ينحدر معظم عناصره من إقليم شينغيانغ شرقي الصين. واستوطنت مئات العائلات من هذا الإقليم، والتي عبرت الأراضي التركية إلى سورية، عدداً من القرى في محافظة إدلب بعد تهجير سكانها الأصليين.
في الغضون، التقى وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو نظيره الأميركي جون كيري، حيث تناولا آخر التطورات في المنطقة ولاسيما الأوضاع في سورية.
ونقلت وكالة «الأناضول» التركية للأنباء عن مصادر دبلوماسية أن اللقاء الذي استمر ساعة تقريباً، ناقش التطورات في مدينتي جرابلس ومنبج شمالي حلب، إضافة إلى مكافحة تنظيم داعش. ووطأ الوزيران للقاء الذي سيجمع الرئيس الأميركي باراك أوباما بنظيره التركي، على هامش قمة العشرين.
وكان أوباما قد مهد لهذا اللقاء بمغازلة تركيا، حيث أكد أن علاقات بلاده الأمنية مع تركيا لم تتزعزع نتيجة محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا منتصف تموز الماضي، مبيناً أن هذه الدولة «لا تزال حليفا قوياً في حلف شمال الأطلسي»، وأن العلاقات الوثيقة بين الدولتين ما زالت مستمرة وخاصة ما يخص مكافحة المنظمات الإرهابية وعلى رأسها تنظيم داعش الإرهابي.
واعتبر أن تركيا تعرضت لزلزال على الصعيدين المدني والسياسي خلال محاولة الانقلاب الفاشلة، مبيناً أنها استطاعت التغلب على هذه المحاولة بوحدة شعبها. وأشار إلى أن تركيا تعيد هيكلية بنيتها الداخلية وأنّ كيفية إعادة هذه الهيكلية تستحوذ على أهمية بالغة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن