أكدت أن أموراً لم تعالج منذ تأسيس الدولة يجب معالجتها … «البناء الوطني» تطلق مشروع «منصات الحوار السورية» من السويداء
| سامر ضاحي
أكد رئيس «حركة البناء الوطني» أنس جودة أن حل الأزمة في سورية ليس سياسياً فقط، بل «يجب أن نعود إلى جذور القضية» ومعالجة «الأمور التي لم يعالجها السوريين منذ تأسيس الدولة السورية» والتي ظهرت مع «انفجار الأزمة».
وفي اتصال مع «الوطن» عقب اختتام مشروع حركة البناء الذي حمل اسم «منصات الحوار السورية»، في محافظة السويداء قال جودة: «إن واقع سورية بحاجة لمبادرة كهذه منذ زمن وليس من الآن». وكانت «البناء الوطني»، أطلقت المشروع في مدينة السويداء الجمعة بحضور عدد من القيادات السياسية والاجتماعية في المحافظة ومن خارجها، «لوضع منهجية جديدة في العمل السياسي والاجتماعي ليكون قائماً على الخطط والبرامج وتجميع السوريين على أساس المواقف منها، وتحفيزهم للمشاركة في صياغة مستقبلهم»، حسبما أوضحت الحركة على صفحتها في «فيسبوك».
وأوضحت الحركة، أن المشروع بحث على مدى يومين في أربعة محاور رئيسية هي: «الثقافة والهوية والانتماء، وشكل الدولة والحكم، والحوكمة، والمصالحة الوطنية وبناء السلام».
وبينما ذكرت الحركة، أن الهدف «بحث الخيارات الإستراتيجية للسوريين في بناء وطنهم ودولتهم»، قال جودة: «نحن بحاجة لأي مبادرة أو عمل لوضع برنامج متكامل للحل، ونحن لا نرى الحل من جانب الحل السياسي فقط، «جنيفي» كما أسميه، وتصورنا لهذا الموضوع في سورية أنه يجب أن نعود إلى جذور القضية السورية وبحثها بشكل متكامل من الهوية والانتماء وشكل الحكم وإحياء القدرات وحتى الأمور التي لم يعالجها السوريون منذ تأسيس الدولة السورية». وأضاف «نرى أن هذه الأمور تفاعلت ضمن المجتمع وظهرت مع انفجار الأزمة».
وحول عبارة «منهجية جديدة»، التي وردت في بيان حركته، أوضح جودة أي «أن تكون السياسة قائمة على أساس المصالح، فاليوم المنهجية التي فرضت علينا كسوريين جميعاً، حيث كان العمل السياسي «موال ومعارض»، لكن العمل السياسي اليوم قائم على المصالح والتطلعات المشروعة فالسوري اليوم الذي يقول أنا برنامجي ورؤيتي هي جدلاً موضوع اللامركزية الإدارية فهو يتوافق مع مجموعة من السوريين حول موضوع المركزية الإدارية قد يكون فيها موالياً وقد يكون فيها معارضاً».
وأضاف: «بمعنى أن تكون السياسة قائمة على أساس البرامج وليس على أساس الاصطفافات التي هي غير صحيحة أو على أساس اصطفافات طائفية مثلاً أو عرقية أو اصطفافات «موال ومعارض» والتي هي نتيجة الأزمة، فالمنهجية هي على أساس البرنامج».
وعن تسمية المشروع بـ«منصات الحوار» بيَّن جودة، أن الفكرة هي إيجاد مساحات حوار تتحدث بمواضيع مختلفة «واليوم نطرح التصور العام وفي الجولات المقبلة ستكون هناك منصات أو طاولات تخصصية أكثر، طاولة تتحدث عن الاقتصاد، طاولة تتحدث عن الثقافة والهوية، طاولة تتحدث عن اللامركزية الإدارية، وذلك وفق مخرجات نسميها الخيارات الإستراتيجية للسوريين، والمفروض أن ننتقل بهذه الجولة إلى الجولة المقبلة التي من المفروض أن تكون تفصيلية أكثر».
وحول المشتركين في المشروع، قال جودة: «نحاول إشراك سوريين في مناطق ثانية لكن ظروفهم تمنعهم من المشاركة، ونحن نعمل كميسرين أو كإدارة عمل ويشارك معنا موالون ومعارضون، ولكن المهم أنهم قياديون مجتمعيون وقسمناهم إما قيادي اجتماعي أو خبير اجتماعي أو ناشط».
وتابع: «نحاول جمع الخبرة مع النشاط المدني، لا نعمل فقط على خطة التكنوقراط حيث يضعون أوراقاً ولا يستطيعون تنفيذها ولا فقط مع ناشطين أو سياسيين كانوا في الفترة الماضية ورغم وجود قدرة على الحركة يمكن أن تعوزهم بعض الخبرة، فالفكرة هي جمع الخبير مع الناشط».
وكشف جودة أنه سيكون هناك «مجلس أمناء من غير القادرين على الاجتماع معهم كل الوقت سواء في الداخل أو الخارج، من شخصيات فكرية لها حضورها في المجتمع ولها رأيها سنشاورها كل فترة في العمل حتى نشرك أكبر شريحة واسعة من السوريين».
ومن أبرز المشاركين في المشروع كان عضو مجلس الشعب اسكندر حداد وعضو تيار «قمح» المعارض صالح النبواني.