الإرهابيون يعلنون «الكاستيلو» منطقة عسكرية والخلافات تشق صفوفهم … الجيش يسيطر على الكليات العسكرية بحلب ويحكم الحصار على مسلحي المدينة
| حلب – الوطن
باغت الجيش العربي السوري أمس مسلحي ميليشيا «جيش الفتح» بعملية عسكرية صادمة استرد خلالها الكليات العسكرية (التسليح والمدفعية والفنية الجوية)، ما جعل منطقة الراموسة المجاورة ساقطة عسكرياً وليحكم الحصار مجدداً على مسلحي الأحياء الشرقية من المدينة بغلق طريق إمدادهم إليها إثر الخرق الذي أحدثته ميليشيا «الفتح» في 6 الشهر الفائت.
وسارعت القوات البرية للجيش مدعومة بالحلفاء إثر تمهيد ناري كثيف من الطيران الحربي في الجيشين السوري والروسي إلى التقدم من جهة تلة القرع جنوب كلية التسليح ولتفرض السيطرة على مساحتها كاملة إثر اشتباكات ضارية مع المسلحين الذين بداخلها ومعظمهم من الجنسية التركستانية ويتبعون لـ«جبهة فتح الشام» (النصرة سابقاً) و«جبهة أنصار الإسلام» ذات الولاء لتنظيم «القاعدة»، وفق قول مصدر ميداني لـ«الوطن».
وقال المصدر: إن الجيش كبد المسلحين داخل كلية التسليح لوحدها أكثر من 40 قتيلاً وأسر مسلحين اثنين من «فتح الشام» إضافة إلى اغتنام أسلحة متطورة بينها قناصات غربية الصنع، الأمر الذي أثار الخلافات بين المسلحين المتمركزين في الكليات الحربية وخصوصاً بين «الفتح» و«جيش المجاهدين» المتهم بالفرار من ساحة المعركة أمام تقدم الجيش العربي السوري، وهو ما اعترفت به تنسيقيات محسوبة على «الفتح».
وأشار المصدر إلى أن الجيش واصل تقدمه داخل كلية المدفعية بعد تثبيت سيطرته على التسليح وسيطر على مبان مهمة ومساحات واسعة فيها قبل أن يستردها كاملة ويتابع تقدمه في اشتباكات ضارية باتجاه الكلية الفنية الجوية إلى الشمال منها والتي سيطر الجيش على مبانيها الواقعة باتجاه حي الحمدانية ثم ليهيمن عليها كاملة أيضاً على حين خاض اشتباكات حتى مساء أمس داخل بقية المباني التي يسيطر عليها مسلحو «الفتح» في مشروع الـ1070 شقة سكنية لإحكام السيطرة عليها والتقدم نحو مدرسة الحكمة غربي حلب لإغلاق جميع خطوط إمداد المسلحين نحو ريف حلب الجنوبي.
واعترفت تنسيقيات تابعة لـ«الفتح» مساء أمس بـ«انسحاب» مسلحيها من تجمع الكليات العسكرية في الوقت الذي خلفت الصدمة صمتاً عجزت وسائل الإعلام العربية والأجنبية الداعمة للمسلحين عن كسره.
كما سيطر الجيش أمس بمؤازرات القوات الرديفة على تلتي العمارة والجميعات في محور حلب الجنوبي في سياق تكتيكه العسكري بمد نفوذه على التلال الحاكمة لاسترداد السيطرة على جميع المناطق التي تقدم إليها المسلحون في المحورين الجنوبي والجنوبي الغربي بعد أن سيطر في وقت سابق على تلال أم القرع وسيرتيل والمحروقات والعمارة والبرندات. وسبق هجوم الجيش على تجمع الكليات العسكرية إعلان ما يسمى «غرفة عمليات فتح حلب» طريق الكاستيلو منطقة عسكرية في بيان نشرته على مدونتها في «تويتر» في مسعى لشن هجمات عسكرية لقطع طريق إمداد حلب والجيش الوحيد راهناً بعد إغلاق طريق الراموسة إلى خناصر فحماة، وذلك بهدف رفع سقف داعمي المسلحين في الهدنة الإنسانية التي تستهدف إدخال المساعدات الإغاثية إلى الأحياء الشرقية عبر الكاستيلو وتعذر إيصالها من خلال الراموسة. وكان «جيش الفتح» اتهم «فتح حلب» بالتخاذل وعدم مساندته في «كسر الحصار» المفروض على مسلحيه شرقي المدينة، ما دفعه وبأوامر من داعميه الإقليميين لشن معركة جديدة لغلق «الكاستيلو» أمام حركة إمداد حلب.
وعلمت «الوطن» من مصادر أهلية في بلدة الزهراء التي يسيطر عليها الجيش العربي السوري شمال حلب أن امراة استشهدت وأصيب 7 مدنيين آخرين بالقذائف المتفجرة التي أطلقها المسلحون من بلدة بيانون المجاورة ضمن سلسلة الاعتداءات التي تعيشها البلدة مع بلدة نبل المتاخمة لها، في حين لفت مصدر في قيادة شرطة حلب في تصريح نقلته وكالة «سانا» إلى «استشهاد امراتين وإصابة 8 أشخاص بجروح متفاوتة الخطورة نتيجة سقوط قذائف صاروخية أطلقها إرهابيون متحصنون في بلدة بيانون على منازل المواطنين في بلدتي نبل والزهراء «بريف حلب الشمالي».
وشنت المقاتلات السورية أمس غارات على معاقل المسلحين في الزربة وخان طومان والعيس والراشدين الخامسة جنوب غرب حلب وعلى كفر حلب وكفرناها في ريفها الغربي وكفر حمرة وعندان وحريتان في ريف المحافظة الشمالي ودمرت آليات عسكرية بمن فيها على خطوط إمدادهم الواصلة إلى جبهات حلب.