سورية

الغرب يحلحل التوتر مع أردوغان.. وبوتين وابن سلمان ينسقان حول سوق النفط .. الوضــع في سوريــة يهيــمن على قمـــة العشــــرين

| الوطن – وكالات

إلى هانغتشو الصينية توافد زعماء أكبر اقتصادات في العالم من أجل التباحث في قضايا الاقتصاد والعملات وتحريك عجلة النمو العالمي. لكن، وكما في السنوات الماضية، حطت القضايا السياسية والخلافات والأزمات العالمية، بالأخص منها الشرق أوسطية، في أروقة قمة مجموعة دول العشرين وعلى هوامشها خلال لقاءات الزعماء الثنائية. فحلحلة التوترات التركية الغربية، والمفاوضات المكثفة بشأن سورية وأزمتها والحرب على الإرهاب، ومناقشة سبل التعاون بين كبار منتجي الخام الأسود لتحريك أسعار النفط كانت أبرز الملفات التي هيمنت على القمة. كما طرق مستقبل أوزبكستان الدولة القوية الواقعة في آسيا الوسطى، أبواب القمة بحلتها الصينية، وإن لم يتم إعلان عن أي مباحثات بشأنها.
وسنحت الفرصة للرئيس الأميركي باراك أوباما والزعماء الأوروبيين الحاضرين للقمة أن يلتقوا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من أجل استعادة العلاقات مع أنقرة، التي اعتراها التوتر بسبب الموقف الغربي من محاولة الانقلاب الفاشلة التي هزت تركيا أواسط شهر تموز الماضي.
وبعد لقائه الرئيس الأميركي، صرح أردوغان قائلاً، وفق ما نقلت وكالة «الأناضول» التركية للأنباء: إن «الشراكة الإستراتيجية المستمرة بين بلاده والولايات المتحدة منذ أعوام طويلة، تحولت إلى شراكة نموذجية خلال ولاية أوباما». وطالب باتخاذ تركيا والولايات المتحدة، بوصفهما دولتين عضوين في حلف شمال الأطلسي «الناتو»، «موقفًا مشتركاً لمواجهة جميع النشاطات الإرهابية حول العالم» في تجديد للدعوة التركية لواشنطن بالتخلي عن «وحدات حماية الشعب» (يو. بي. كي) الذراع العسكري لـ«حزب الاتحاد الديمقراطي» الكردي في سورية (بيدا).
وتطرق إلى العمليات العسكرية التركية المستمرة بعزم على تنظيمات داعش، و«بي. كا. كا» (حزب العمال الكردستاني) و«يو. بي. كي»، و«بيدا» في سورية والعراق، معرباً عن أمله في عدم تشكّل ممر إرهابي في الحدود الجنوبية لتركيا، لكنه أكد أن الجيش التركي يتعاون مع قوات «التحالف الدولي» الذي تقوده واشنطن للحيلولة دون تشكّل ذلك الممر.
وفي المقابل، أعلن أوباما عن اتفاقه مع أردوغان على العمل معاً بشأن سورية وتخفيف المعاناة. وبرزت مرونة في الموقف الأميركي حيال الطلب التركي بتسليم الداعية فتح اللـه غولين للقضاء التركي، إذ أعلن أوباما أن إدارته ستساعد الحكومة التركية في هذه القضية التي هي من اختصاص القضاء الأميركي.
كما طرأت مرونة على الموقف الأوروبي حيال سبل تطبيق اتفاق لاجئ مقابل مهاجر الذي توصلت إليه بروكسل وأنقرة قبل أشهر. وعقب لقائها أردوغان بعيداً عن وسائل الإعلام، قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، وفقاً لوكالة «رويترز» للأنباء: إن هناك إمكانية للتقدم في موضوع تحرير تأشيرة الدخول بين تركيا ودول الاتحاد الأوروبي.
ولوّحت تركيا أكثر من مرة بتعليق العمل بالاتفاق التركي الأوروبي بخصوص اللاجئين، في حال لم يرفع الاتحاد الأوروبي تأشيرة دخول المواطنين الأتراك منطقة «شنغن» الأوروبية. ويطلب الاتحاد من تركيا بتعديل قانون مكافحة الإرهاب، كشرط لإلغاء التأشيرة، على حين تؤكد أنقرة عدم إمكانية ذلك في الوقت الراهن، ولا سيما مع استمرار خطر المنظمات الإرهابية، مثل «بي كا كا» و«داعش».
وكان أردوغان قد حذر المستشارة الألمانية من أن تركيا لن تسمح بإنشاء «ممر للإرهاب» عند حدودها الجنوبية، في إشارة إلى مساعي «وحدات حماية الشعب» لوصل مناطق سيطرتها في الحسكة، تل أبيض (الرقة)، عين العرب (ريف حلب الشرقي) وعفرين (ريف حلب الشمالي الغربي)، عبر ممر منبج إعزاز (ريف حلب الشمالي). وفي المقابل، أكدت ميركل إدانتها للمحاولة الانقلابية، لافتة إلى وقوف بلادها إلى جانب الديمقراطية في تركيا، ودعمها للأخيرة في مكافحة التنظيمات الإرهابية وعلى رأسها داعش.
واجتاحت قوات الجيش التركي الأراضي السورية مقابل بلدتي جرابلس والراعي من أجل منع مشروع «حماية الشعب» الفدرالي، الذي تعتقد أنقرة أن الدول الغربية وبالأخص الولايات المتحددة وألمانيا، تدعمه تحت ذريعة مكافحة داعش.
كما اجتمع الرئيس التركي مع ولي ولي العهد السعودي وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان، حيث «بحثا سبل دعم وتعزيز العلاقات الثنائية في مختلف المجالات، كما استعرضا مستجدات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط»، بحسب موقع قناة «العربية» الفضائية. وفترت العلاقات التركية السعودية على خلفية الدعم المحدود الذي قدمته الرياض لأردوغان خلال المحاولة الانقلابية الفاشلة.
على خط منفصل، التقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالأمير السعودي على هامش قمة هانغتشو.
وشدد بوتين خلال اللقاء على «أهمية الحوار المستمر والتشاور بين الرياض وموسكو في مختلف القضايا»، بحسب موقع «روسيا اليوم».
وفي المقابل، أكد ابن سلمان للرئيس الروسي، وفقاً لوكالة «رويترز»، أن «التعاون بين روسيا والسعودية سيعود بالنفع على سوق النفط العالمية».
وتسعى روسيا والسعودية أكبر منتجين للنفط في العالم إلى إيجاد السبل لدعم سوق النفط الضعيفة.
ولم تمر سوى ساعات على لقاء بوتين ابن سلمان، حتى رفعت السعودية أسعار شحنات الخام الأسود إلى آسيا، وفقاً لـ«رويترز».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن