تجارب لاستخدام الأسمدة الحيوية بدل الكيميائية…وزير الزراعة:الجدوى الاقتصادية للأسمدة البديلة تخفف من التكاليف المادية وتحقق زراعة نظيفة
عمار الياسين
أكد وزير الزراعة المهندس أحمد القادري أهمية الأبحاث العلمية التي تقوم بها مراكز البحوث العلمية الزراعية في سورية لرفد الزراعة بأسمدة غير تقليدية بديلة تقلل من استخدام الأسمدة المعدنية مع سهولة التحكم فيها، وذلك في الندوة العلمية التي أقامتها وزارة الزراعة (الهيئة العامة للبحوث العلمية الزراعية) بعنوان «بدائل الأسمدة الكيميائية في الظروف الحالية».
وبين الوزير أن الجدوى الاقتصادية لهذه الأسمدة البديلة أكبر كونها تخفف من التكاليف حيث يمكن الحصول عليها من منتجات المزرعة ويمكن استخدامها بشكل مباشر وتحقق زراعة نظيفة؛ ولكن هي لا تغني بشكل نهائي عن الأسمدة الكيميائية ولكنها تقلل من استخدامها وخاصة في ظل الظروف الاستثنائية التي تمر بها سورية وصعوبة نقل هذه الأسمدة واستخداماتها لأغراض غير شرعية.
وأوضح القادري أن الأسمدة الكيميائية تبقى في التربة لفترات طويلة قد تمتد إلى 17 عاماً وبنسبة تصل إلى 17% من الكميات المستعملة حيث تسبب أمراضاً للإنسان والحيوان مما يتطلب حتمية ترشيد استخدامها بتكاملها مع الأسمدة الحيوية، وهذا يدفعنا بشكل مستمر للبحث عن بدائل ووسائل لزيادة الإنتاجية الرأسية وتقليل الآثار السلبية للأسمدة الكيميائية.
وأشار مدير إدارة بحوث الموارد الطبيعية الدكتور محمد منهل الزعبي أن هذه البدائل هي أسمدة حيوية وكائنات حية دقيقة تقوم بتفكيك بعض المواد الموجودة في التربة وخاصة الآزوت وتهيئته للنبات بما يعوضه عن المخصبات الكيميائية المستخدمة عن طريق الأسمدة المعدنية، مبيناً أن الندوة تتضمن أربعة محاور هي استخدام تقنيات التسميد الكربوني في الزراعات المختلفة وهي تقنية واعدة نحو إنتاجية أعلى؛ وتجارب إدارة بحوث الموارد الطبيعية في مجال الأسمدة الحيوية؛ والزراعة المائية وأثرها في التقليل من استخدام الأسمدة؛ واستخدام المخصب الحيوي الطبيعي كبديل للأسمدة الكيميائية.
وخلصت الندوة إلى مجموعة من المقترحات منها متابعة التجارب في مجال الأسمدة الحيوية كبديل عن السماد الكيميائي، ونشر ثقافة التسميد الحيوي بين الفلاحين، ونشر ثقافة تقانة الغاز الحيوي والزراعة المائية بين الفلاحين، وإقامة معامل تسميد حيوي تقوم بتصنيع الأسمدة الحيوية وبيعها للفلاحين بأسعار رمزية، وإقامة معرض الزراعيين المبتكرين، وإطلاق مفهوم الإدارة المتكاملة لخصوبة التربة بغية ترشيد استخدام الأسمدة والمياه والمبيدات والاستعانة بالأسمدة الحيوية للحد من تلوث البيئة والحفاظ على الصحة العامة لتحقيق التنمية الزراعية المستدامة، وعقد ورشة عمل بحثية مع شركة الأنام تتعلق باستخدام المخصب الحيوي.
حضر الندوة معاون وزير الزراعة الدكتور لؤي أصلان والدكتور حسين الزعبي مدير عام الهيئة العامة للبحوث العلمية الزراعية والمهندسة راما عزيز نقيب المهندسين الزراعيين وعدد من الباحثين والمهتمين بهذا المجال.