عشرات الشهداء والجرحى بتفجيرات إرهابية داعشية بريفي طرطوس ودمشق ومدينتي حمص والحسكة
| طرطوس- محمد الحسين – حمص– نبال إبراهيم – الحسكة – دحام السلطان – ريف دمشق– وكالات
استيقظ السوريون صباح أمس على وقع أخبار عدة تفجيرات إرهابية متزامنة ضربت عدة مناطق في البلاد، وأدت إلى استشهاد وإصابة العشرات. وقد تبنى تنظيم داعش المدرج على اللائحة الدولية للتنظيمات الإرهابية التفجيرات التي جاءت بعد يوم واحد من استعادة الجيش العربي السوري للكليات العسكرية في حلب وأحكامه الحصار مجدداً على مسلحي الأحياء الشرقية من المدينة.
كما ترافقت التفجيرات التي وقعت ما بين الساعة الثامنة والتاسعة صباحاً مع لقاء جمع الرئيس الأميركي باراك أوباما بنظيره الروسي فلاديمير بوتين على هامش قمة مجموعة العشرين في الصين، بحثا خلاله سبل التوصل إلى اتفاق لإيجاد حل سياسي للأزمة السورية.
وفي التفاصيل، قام أحد الإرهابيين بتفجير سيارة مفخخة قرب جسر أرزونة بداية الحدود الإدارية لمحافظة طرطوس على الاوتستراد الدولي في الساعة السابعة و45 دقيقة، ومن ثم قام أحد الإرهابيين بتفجير نفسه ضمن المواطنين المجتمعين لتتتالى بعد ذلك التفجيرات إلى أن وصلت إلى ثلاث سيارات مفخخة وإرهابي بحزام ناسف.
وأدت التفجيرات الأربعة إلى استشهاد أكثر من 30 شخصاً وإصابة أكثر من 45 آخرين تم إسعافهم إلى مشفى الباسل.
ويبدو أن الجهات المختصة كان لديها بعض المعلومات عن تفجيرات إرهابية ستحصل في المحافظة فتم تشديد الإجراءات الأمنية والمراقبة على الحواجز الأمر الذي دفع الإرهابيين للقيام بجرائمهم على الطريق الدولي.
من جهته ذكر التلفزيون العربي السوري أن عدد الضحايا ارتفع إلى «35 شهيداً و43 جريحاً معظمهم في حالة جيدة».
وبثت قناة «الإخبارية» صوراً لمكان التفجيرين أظهرت عدداً من السيارات والحافلات الصغيرة المتفحمة في وقت كان عناصر من الإطفاء يعملون على إخماد النيران.
من جانبه، أوضح مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان» المعارض رامي عبد الرحمن بأن «التفجيرين وقعا عند حاجز أمني للتفتيش خارج مدينة طرطوس، إذ من الواضح أن الهدف كان التوجه إلى المدينة». وقال: إن «بين القتلى مدنيين وعسكريين».
وزار محافظ طرطوس صفوان أبو سعدى جرحى التفجيرين الإرهابيين الانتحاريين وذلك في مشفى الباسل. ووجه الكوادر الطبية في المشفى «بتقديم العلاج اللازم والرعاية الطبية للجرحى بالسرعة المناسبة»، لافتاً إلى أن الأدوية ومستلزمات العلاج متوافرة في المشفى.
وبيّن أبو سعدى أن «التفجيرات والاعتداءات الإرهابية لن تنال من عزيمة وصمود أهالي محافظة طرطوس وأبناء الوطن الأبرار الذين يقدمون الغالي والنفيس من أجل دحر الإرهاب وتحقيق الانتصار».
وتفقد المحافظ مكان التفجيرين الإرهابيين عند جسر أرزونة واطلع على الأضرار الحاصلة في المكان والأعمال التي يقوم بها الدفاع المدني وغيره من الجهات المعنية حيث بدأت الورشات التابعة للمواصلات الطرقية بإزالة السيارات المحترقة وجذوع الأشجار والأتربة وغيرها التي خلفها التفجيران الإرهابيان.
وبقيت محافظة طرطوس بمنأى عن الحرب التي تشهدها معظم أرجاء البلاد منذ منتصف آذار 2011، إلا أن مدينة طرطوس تعرضت في أيار السابق لثلاثة تفجيرات إرهابية غير مسبوقة أسفرت عن استشهاد 48 شخصاً معظمهم من النساء والأطفال وتبناها تنظيم داعش المدرج على اللائحة الدولية للتنظيمات الإرهابية رغم أن لا وجود معلناً له في المحافظة.
وفي وقت سابق من صباح أمس، ذكر مصدر مطلع في محافظة حمص لـ«الوطن»، أن إرهابي انتحاري فجر نفسه بسيارة دفع رباعي نوع جيب مفخخة بكميات كبيرة من المتفجرات كان يستقلها وذلك بالقرب من حاجز حي باب تدمر على الطريق الواصل إلى حي الزهراء. وأشار المصدر إلى أن الانتحاري فجر نفسه بالسيارة المفخخة أثناء تفتيشها من عناصر الحاجز ما أسفر عن إحداث حفرة كبيرة في المكان واستشهاد 4 عسكريين وإصابة 10 آخرين بين مدني وعسكري إضافة إلى التسبب بأضرار مادية بالبنى التحتية وممتلكات المواطنين الخاصة.
وتستهدف التنظيمات الإرهابية التكفيرية أحياء حمص السكنية بالسيارات المفخخة في محاولات يائسة لتعكير حالة الهدوء والاستقرار السائدة وعرقلة مسيرة المصالحات المحلية في المدينة.
كما ارتقى شهيد وأصيب 3 أشخاص بجروح بسبب تفجير إرهابيين اثنين نفسيهما بحزامين ناسفين على طريق الصبورة/ البجاع بريف دمشق الغربي.
وأفاد قائد شرطة محافظة ريف دمشق اللواء جمال بيطار في تصريح للإعلاميين في مكان التفجير بأنه «بعد الرصد والمتابعة تم إيقاف سيارة تقل ثلاثة إرهابيين انتحاريين في منطقة الصبورة حيث تم التعامل معها ومقتل سائقها وفي الأثناء نزل منها انتحاريان وفجرا نفسيهما بحزامين ناسفين ما تسبب باستشهاد شخص وإصابة 3 آخرين».
ولفت بيطار إلى أن «التفجيرات الإرهابية المتزامنة تدل على إفلاس الإرهابيين وحقدهم في الوقت الذي يسطر فيه أبطال الجيش والقوات المسلحة الانتصارات على الإرهاب في أرجاء الوطن كلها».
لكن «المرصد» أفاد بأن التفجير استهدف «حاجزاً للجيش السوري ما أسفر عن مقتل ثلاثة عسكريين».
وفي أقصى شمال شرق البلاد، انفجرت دراجة نارية مفخخة يقودها انتحاري عند مقر مشفى الكلمة بدوار مرشو بمدينة الحسكة، والذي تتمركز فيه ميليشيا (الأسايش) الكردية التابعة لما يُسمّى بـ«الإدارة الذاتية».
وأوضح شهود أن الانفجار وقع في تمام الساعة الثامنة وخمس دقائق من صباح أمس، وأثناء تبديل نوبة الحرس، وأدى إلى مقتل ستة من عناصر تم نقلهم إلى المشفى الميداني التابع لـ«وحدات حماية الشعب» الكردية وإلى إصابة خمسة مدنيين بجروح كانوا قريبين من موقع التفجير.
وتعرضت مدينة الحسكة لتفجيرات عدة في السابق، آخرها تفجير وقع عشية عيد الفطر في بداية تموز تبناه تنظيم داعش وأسفر عن استشهاد 16 شخصاً على الأقل وإصابة أربعين آخرين بجروح.
وتبنى تنظيم داعش سلسلة التفجيرات الإرهابية، وفق ما أفادت وكالة «أعماق» المرتبطة بالتنظيم، والتي قالت: «ضربت سلسلة عمليات استشهادية متزامنة، نفذها مقاتلون من الدولة الإسلامية اليوم الإثنين، مناطق سيطرة النظام السوري في كل من دمشق وطرطوس وحمص». وكان التنظيم تبنى في وقت سابق في بيان تفجير مدينة الحسكة.