«أحلام المدينة» محتفى به في أحفاد عشتار…رفيق سبيعي: عندما نقدّم أعمالنا بحبّ نكون قد خدمنا الوطن
عامر فؤاد عامر:
عملت مؤسسة أحفاد عشتار في خطوةٍ منها على إعادة الحضور للحياة السينمائيّة في حياتنا، وذلك من خلال العمل على تقديم عروض سينمائيّة، ما يعادل مرّتين كلّ شهر، في نطاق نشاط ناديها السينمائي، وقد عُرضت أفلام مميزة من السينما السوريّة، كان يتبعها نقاشات تدور بين عدد من فريق العمل والجمهور المتابع للفيلم، ما يشبه ورشة الحوار البناء لعشاق ورواد السينما، والعرض الأخير الذي قدّمه النادي السينمائي هو فيلم «أحلام المدينة» للمخرج «محمد ملص» الذي تمّ عرضه في سينما الكندي بدمشق بالتعاون مع المؤسسة العامة للسينما، وذلك يوم الخميس الموافق لـ11 حزيران 2015.
خذلنا العرب
حضر الفيلم عدد من الفنانين، والإعلاميين، إضافة إلى روّاد السينما، وفي كلمة الفنان القدير «رفيق سبيعي» الذي جسّد دور والد بطلة الفيلم الفنانة «ميرنا خلاط» صرح لـ«الوطن»: «شعرت بالخجل من وضع أمّتنا الحالي، فالفيلم يَفتح جراحنا على حُلمنا الذي سعينا وراءه كلّ هذا العمر، لنصل اليوم إلى نتيجة مزرية هي أن العرب خذلونا مع كلّ أسف، وقد قدّم لنا الفيلم مقطعاً تاريخيّاً مهمّاً، فنحن لدينا النقاء، والصفاء، وعلينا مواجهة الحقيقة اليوم من دون تزييف. وللمرّة الثالثة أتابع هذا الفيلم، وأقول إن فيه جهوداً كبيرة من الممثلين، والفنيين، ومن المخرج، والكاتب، فالجميع قدّم جهداً مهمّاً في هذا الفيلم، ليظهر بهذا الجمال والإبداع، وأتمنى على جميع الفنانين أن يكونوا على مستوى هذا الجهد، فعندما نقدّم أعمالنا بهذا الحبّ، والعطاء، سنكون قد خدمنا الوطن، وقدّمنا واجبنا كما يجب أن يقدّم».
خارج التوصيف الأكاديمي
أمّا الفنان «أيمن زيدان» وبعد متابعته للفيلم الذي مرّ على إنتاجه 31 عاماً، والذي جعله أثناء متابعته أن يصل لحالة من الشغف والحزن معاً بدت ظاهرة للحضور جميعاً فيقول: «لقد وجدت خيبة الأمل وأنا أتابع الفيلم، وخاصّة في مشاهده الأخيرة مقارنة مع الوقت الذي نمرّ به الآن، فالفيلم يحمل استشفافاً للمستقبل، ونحن نحتفل دائماً بما يشبه الأوهام، والفيلم أيقونة لأنه يحتفظ بالقدرة على التأثير، وهو خارج المنطق الأكاديمي لتوصيف الفيلم السينمائي، وقد تأكدت من جديد بعد متابعة الفيلم، أنّه: يمتلك إمكانية الحياة، فالمُنجز الإبداعي الذي يمتلك إمكانية الحياة كفيلٌ فقط بأن نطلق عليه «الأيقونة»، وبالنسبة لي شخصيّاً، وأنا أتابع «أحلام المدينة»، أعاد إليّ طعم البداية الذي لا يفارق الشخص، على الرغم من مرور عدد كبير من السنوات، فهذه البداية حملت طعمها الغني بالعناد، والحرص، والهاجس الحقيقي للوصول إلى فسحة متألقة من الإبداع الذي نفتقده حالياً مع كلّ أسف».
عمل سوري باق
الكاتب والمخرج السينمائي «سمير ذكرى» الذي شارك مخرج العمل «محمد ملص» في إعداد سيناريو الفيلم كان له كلمته في الفيلم أيضاً فأضاف: «الفيلم أثبت كما تقول الآية الإنجيلية «الماء يذهب بعيداً في الأرض أمّا الزبد فيذهب هباء»، فما يبقى في عملنا الإبداعي هو مثل هذه الأعمال، فيها الحياة، والشغل، والعطاء، وأنا أتابع مشاهد الفيلم تذكرت كيف كانت ظروف العمل، والكتابة، والإنتاج، والمشاكل، والهموم الخاصّة بنا، ولكن في النهاية – وهو ما يهمّنا – العمل ظهر للنور، وبقي، وسيبقى، وكل ذلك في سورية».
عن الفيلم
يذكر أن فيلم «أحلام المدينة» من إنتاج المؤسسة العامة للسينما عام 1984، ومن إخراج «محمد ملص» وقد شارك في عدد كبير من المهرجانات ونال جوائز كثيرة منها مهرجان فالنسيا لسينما بلدان البحر الأبيض المتوسط، ومهرجان برلين للسينما، ومهرجان قرطاج السينمائي… وغيرها. ويروي الفيلم قصة عائلة «حياة» التي نزحت من مدينة القنيطرة إلى دمشق، ومعاناتها في معاملة والد حياة القاسي، وظروف المعيشة التي تضطر ابنها «أديب» للعمل مبكراً لتأمين تكاليف الحياة، ويجسد الفيلم مرحلة تاريخية مهمة من حياة السوريين والعرب وهي فترة الخمسينيات التي حملت مرحلة الانقلابات ومرحلة الوحدة بين سورية ومصر عام 1958.
وقد شارك في تجسيد شخصيّاته كلّ من الفنانين: «رفيق سبيعي، وناجي جبر، وحسن دكاك، وميرنا خلاط، وطلحت حمدي، وعدنان بركات، وأيمن زيدان، وواحة الراهب، ونذير سرحان، ورجاء قوطرش، وأديب شحادة، وهالة حسني… وآخرون».