رياضة

قوة كاذبة

| مالك حمود

مسألة المنشطات باتت أشهر القضايا الرياضية في وقتنا الراهن مع العقوبات والحرمانات التي تكاد ترافق فنجان القهوة الصباحي مطلع كل نهار! إذ سجلت حالة تفش فظيع في العديد من دول العالم وخصوصاً المتطورة رياضيا والمنافسة على الميداليات العالمية في واحدة من كبرى المفارقات حيث يفترض أن تكون مثالا للوعي الرياضي وثقافته العميقة والتمسك بالروح الرياضية ومنافساتها الشرعية بالاعتماد على القوى الحقيقية بعيداً عن أساليبها الملتوية التي باتت تهدد مرتكبيها ما دام العلم يلاحقهم بتطوراته المتتالية والكفيلة بالكشف عن المنشطات حتى لبطولات انقضت ومضى عليها عدة سنين لتظهر المفاجآت وتأتي العقوبات ولو بعد حين!
الحديث عن المنشطات بعيد عنا جغرافيا، لكنه يلامسنا حقيقة مادام لدينا رياضة ورياضيون، وبطولات محلية ومشاركات دولية، ولا يمنع من البحث في هذا الشأن الذي ربما أبعدتنا عنه الأزمة وظروفها، على اعتبار أن الخوض فيها لن يتوقف عند التوعية والتثقيف، بل يحتاج إلى تدعيمه بالتحاليل المخبرية لبعض العينات كي تكون المسألة حاسمة ورادعة لمن يمكن أن تقوده أحلامه الواهمة إلى اللجوء للقوة الكاذبة بطريقة غير شرعية، والكلام ليس غريباً عن أجوائنا مع ثبوت بعض حالات تعاطي المنشطات لبعض رياضيينا في الفترة الماضية (رغم قلة عددهم) ما تسبب لهم بعقوبات الإيقاف القاري والدولي! مسألة المنشطات اليوم بحاجة للتفعيل، والفرصة مواتية أكثر من أي وقت سابق مع المبادرة المهمة من خبرتنا الطبية المتمثلة بالدكتور صفوح السباعي ممثل سورية في اللجنة الدولية لمكافحة المنشطات ومساعيه الخيرة للمساهمة في مكافحة هذه الآفة بدءاً من محاضرات التوعية التي يقيمها للعديد من منتخباتنا ورياضيينا، لكنه اليوم يقدم العرض الأكبر والأهم وغير المسبوق مع استعداده لتأمين تحاليل لـ(40) عينة في المخابر الأوروبية ومن دون أن تتكبد سورية نفقات تلك التحاليل المعروفة بارتفاع تكلفتها، وهنا دور المنظمة للمسارعة إلى استثمار المبادرة وتفعيلها وتعميمها على رياضيي مختلف الألعاب، على اعتبار أن المعنيين بالمنشطات ليسوا فقط من ممارسي ألعاب القوة، أو الألعاب الفردية، وإنما هي مسألة تخص كل الألعاب وهذا ما لاحظناه في الأولمبياد الأخير حيث كانت لجنة المنشطات تقوم بالانتقاء العشوائي للاعبين بمختلف الألعاب، ومادامت لدينا مسابقات محلية ومشاركات خارجية فالأجدر المسارعة لتطبيق المسألة وأخذ العينات بدءا من دوري القدم والسلة على اعتبار أنهما لعبتان محترفتان، والتوسع بعدها لبقية الألعاب ولا مانع من التوعية والتحذير المسبق بوجود اختبارات المنشطات، وهنا يكون الاستثمار الأمثل لمبادرة الدكتور السباعي، حيث العمل على حماية شباب الوطن من آفة كبرى لها عواقبها الآنية والمستقبلية وأبناؤنا بغنى عنها.

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن