اتهم أميركا بأنها تريد استثناء «النصرة» من القصف … خدام لـ«الوطن»: واشنطن وموسكو قد تتوصلان لاتفاق بشأن سورية قبل الانتخابات الأميركية
رأى المعارض منذر خدام أن الولايات المتحدة الأميركية وروسيا يمكن أن تتوصلا إلى اتفاق حول سورية قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية المقبلة، واعتبر أنه وبحصول هذا الاتفاق يمكن للأزمة السورية أن ترى طريقها إلى الحل لأن «الاتفاق السياسي بخطوطه العريضة شبه جاهز».
ولم تسفر الجهود المكثفة التي بذلها كبار المسؤولين الروس والأميركيين على هامش قمة مجموعة دول العشرين في الصين، عن إعلان الاتفاق الروسي الأميركي بخصوص سورية. وحصر الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والأميركي باراك أوباما الخلافات التي أعاقت الاتفاق النهائي بالجانب «التقني» فحسب.
وفي تصريح لـ«الوطن» قال خدام: «الخلاف الأساسي بينهما يتعلق بمسألتين أساسيتين الأولى: أن أميركا تريد استثناء جبهة النصرة (جبهة فتح الشام حالياً) من القصف بحجة أنه من غير الممكن إبعاد الفصائل (المسلحة) الأخرى عنها، والمسألة الأخرى أن أميركا تريد وقفاً شاملاً للعمليات الحربية وأن تتوجه كل القوى لضرب (تنظيم) داعش المدرج على اللائحة الدولية للتنظيمات الإرهابية)».
واتفقا أوباما وبوتين على عقد لقاء جديد لرئيسي دبلوماسيتهما جون كيري وسيرغي لافروف هذا الأسبوع من أجل «تجاوز» الخلافات بشأن الاتفاق حول سورية، التي لم ينجحا في تخطيها خلال اجتماعهما لساعات طويلة الإثنين.
وتصر روسيا على أنه لا يمكنها الموافقة على اتفاق إلا إذا تم فصل مقاتلي الميليشيات المسلحة المدعومين من واشنطن وحلفاء في الشرق الأوسط، عن المتشددين المرتبطين بـ«جبهة فتح الشام» الذين ينتشرون في بعض مناطق سيطرة المعارضة في سورية. وأوضح خدام في رده على سؤال: إن كان كيري ولافروف سيتمكنان من تجاوز الخلافات بشأن الاتفاق أن «الروس يريدون مزيداً من الوقت لكي يتم حصار حلب بالكامل وإبعاد المسلحين إلى ما بعد خان طومان وكذلك لصد الهجوم الأخير في شمال حماة، والأميركيون أيضاً يريدون بعض الوقت لدمج «النصرة» بغيرها من الفصائل حتى تسقط حجة تصنيفها إرهابية».
وأضاف: «ربما بعد إنجاز هذه المسائل التقنية سوف يتم الإعلان عن وقف العمليات الحربية ويتم البدء بالملف السياسي».
ولناحية الوقت الذي يمكن أن يستغرقه الجانبان للتوصل إلى اتفاق، قال خدام: «ربما بضعة أسابيع، لكن حتماً قبل موعد الانتخابات الأميركية».
ومن المقرر، أن تجري الانتخابات الرئاسية الأميركية في شهر تشرين الثاني المقبل التي يتنافس فيها على منصب الرئيس الـ45 للولايات المتحدة الأميركية المرشح عن الحزب الجمهوري رجل الأعمال دونالد ترامب، والمرشحة عن الحزب الديمقراطي وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون. وتشير استطلاعات الرأي الأخيرة إلى تقدم ترامب على كلينتون لدى الناخب الأميركي.
وتسعى الإدارة الأميركية الحالية بإدارة الرئيس الديمقراطي باراك أوباما إلى تحقيق أي انتصار على صعيد مكافحة الإرهاب في منطقة الشرق الأوسط الملف الأبرز الذي سترثه الإدارة الأميركية القادمة بغية دعم موقف مرشحة الحزب، على حين عمل ترامب مراراً على توجيه الاتهامات إلى أوباما وكلينتون بأنهما المسؤولان عن إنشاء ودعم تنظيم داعش المدرج على اللائحة الدولية للتنظيمات الإرهابية.
واعتبر خدام أنه، وفي حال حصول الاتفاق بين واشنطن وموسكو حول سورية فإن الأزمة السورية سوف ترى طريقها للحل، «لأن الاتفاق السياسي بخطوطه العريضة شبه جاهز».
وكانت الآمال معلّقة على محادثات هانغتشو في الصين حيث عقدت قمة مجموعة العشرين، لتحقيق اختراق في الأزمة السورية، بعدما أعلنت الولايات المتحدة أنها قريبة من التوصل إلى اتفاق مع روسيا. لكن الدبلوماسية المكثّفة انتهت إلى فشل. وقال مسؤول بارز في وزارة الخارجية الأميركية: إن المحادثات بين وزيري الخارجية الأميركي والروسي، على هامش قمة العشرين الإثنين، انتهت من دون التوصل إلى اتفاق تعاون حول سورية.
وبعد ذلك عقد أوباما وبوتين لقاء استمر 90 دقيقة من دون التوصل إلى اتفاق لوقف المعارك، وفق الكرملين. وأعلن أوباما أن محادثاته مع بوتين كانت «مثمرة بالنسبة إلى ما سيكون عليه الوقف الفعلي للأعمال القتالية»، على حين ذكر الرئيس الروسي، أنه يعتقد بأن الاتفاق مع الأميركيين في شأن سورية ما زال ممكناً، مرجّحاً حصوله «خلال أيام». ورفض الخوض في التفاصيل، مكتفياً بالحديث عن تعاون بين الروس والأميركيين في مجال «محاربة الإرهاب».