أؤيد الزواج المدني… وفقدتُ الأمل أن أكون أمّاً … سوسن ميخائيل لـ«الوطن»: الدراما السورية أصبحت نوعاً من «صناعة الفلوس»
| وائل العدس
اكتفت بعملين فقط لتطل بهما على جمهورها خلال شهر رمضان هما «طوق البنات3»، و«عطر الشام».
جسدت في العمل الأول ذات الشخصية التي جسدتها في الجزأين الأولين، بدور «أم صابر»، وفي العمل الثاني قدمت دور داية صغيرة بالعمر، وتتمتع بشخصية قوية، لذلك تلجأ إليها جميع نساء الحارة لمساعدتهن، لكن حياتها تتغير فجأة بعد تعرض ابنتها العمياء لاعتداء.
تؤكد أنها ممثلة للأدوار المركبة والصعبة، وتقول إن الأدوار التي تعرض عليها لا تعرض على غيرها، صحيح أنها لم تأخذ حقها من الأجر في الدراما السورية إلا أنها لا تعتبر الأجر شرطاً أساسياً لقبول الدور.
الممثلة السورية سوسن ميخائيل فتحت قلبها لجريدة «الوطن» عبر حوار جريء حول الدراما والحب وأمور أخرى، وإلى التفاصيل:
ظهرت خلال رمضان بعملين فقط، هل أنت راضية عنهما؟
بالتأكيد لستُ راضية عن نفسي بالكم ولا بالنوع، كنتُ أتوق إلى مشاركات أكثر تأثيراً، لكن هذا الموجود، بل هذا أفضل ما عُرض عليّ.
كان من المفروض أن أطل بعمل ثالث هو «لستُ جارية» لكن عرضه تأجل إلى ما بعد رمضان.
لماذا لم تشاركي بمزيد من الأعمال كما الكثير من الممثلات؟
الشللية حالت دون مشاركتي في مسلسلات إضافية، إضافة إلى موقفي بعدم تقديم التنازلات لأي شخص كان، فمن ترغب في تقديم التنازلات تجد من يتبناها ويوصلها لما تريد، وهناك دخيلات على الفن وهن من خلقن الجو الفاسد في عالم الفن.
كما اعتذرت عن المشاركة في عدة أعمال بسبب الأجور المتدنية، علماً أن الأجور العالية ذهبت إلى جيوب الممثلين المغتربين.
للأمانة، أصبحتُ أتمنى الانتماء لشلة معينة عسى أن تتحسن نوعية الأدوار المعروضة عليّ.
هل يعني أنه تم استبعادك؟
البعض أبعدني عن غير قصد، لا أريد القول إنهم يحاربونني، فالجميع في الوسط أعزهم وأحترمهم وهم كذلك، لكنني منسية نوعاً ما، وقد يكون ذلك خطئي لأنني قليلة التواصل في الوسط.
ما تقييمك لمسلسلات البيئة الشامية؟
أغلب هذه الأعمال تم تقديمها بطريقة خاطئة، باستثناء نماذج قديمة كـ«خان الحرير»، و«حمام القيشاني».
لكن معظم مشاركاتك الأخيرة انحصرت فيها!
لستُ سعيدة بذلك، فمن الطبيعي كممثلة ألا أحب الأدوار التي تقيدني وتحاصرني ضمن مربع محدد.
وبكل الأحوال يجب أن تكون الدراما الشامية حكراً على ممثلين من أبناء هذه البيئة، وأرفض إدخال ممثلين عرب أو حتى سوريين من محافظات أخرى في هذه الأعمال، فهذه البيئة لها خصوصيتها، ومصطلحاتها وملابسها التي لا تحتمل التغيير.
ولماذا غبتِ عن المسلسلات الكوميدية؟
العروض لم تكن مناسبة وخاصة أن بدايتي كانت في الكوميديا مع الفنان القدير دريد لحام في مسلسل «عودة غوار» أصبحت خياراتي دقيقة جداً ولن أرضى بالأعمال الهزلية التهريجية، وقد عملتُ في سلسلة «بقعة ضوء» العام الماضي لكونها تعطي الممثل مساحة كافية للإضافة وعدم التقيد بالورق، وكل لوحة فيه تقدم الممثل بشخصية جديدة وكأنها عمل بحد ذاته.
هل للمخرجين دور؟
بعض المخرجين لا يتابعون ويريدون قوالب جاهزة، فبعد أدائي دور الراقصة قدمت لي عروض للقيام بدور الراقصة، والأمر ذاته تكرر بعد تجسيدي شخصية الأم، وكذلك الحال بعد أدائي دور غجرية.
باعتبار أن انطلاقتك كانت مع الكبير دريد لحام، فكيف تنظرين لها؟
مثلت لي الكثير لأنني بدأت مع هرم النجومية في سورية دريد لحام الذي لفت عملي معه في مسلسل (عودة غوار) ومن بعده مسلسل (أبو الهنا) أنظار الجميع وخاصة المخرجين، وبعدها بدأت الأعمال تنهال عليَّ بشكل كبير فلا شك أن بدايتي المهمة مع فنان عظيم كان لها أثر كبير على نجاحي الفني.
ما العمل الذي عرّف الناس بك كممثلة؟
هناك عدة أعمال منها مشاركاتي مع دريد لحام ومشاركتي في مسلسل (حمام القيشاني) كذلك أعمالي التاريخية في (زرقاء اليمامة) وفي (ذي قار).
ومن الأعمال المهمة التي قدمتني للناس مسلسل (طيور الشوك) مع أيمن زيدان ومسلسل (عصر الجنون) الذي شكل لي تجربة جريئة جداً وأحبه الناس كثيراً.
ما تقييمك للدراما السورية 2016؟
أغلب المسلسلات لم تكن بالمستوى المأمول باستثناء مسلسل «الندم» (تأليف حسن سامي يوسف، وإخراج الليث حجو)، وهو الوحيد الذي لامس مشاعر الناس وصور الحقيقة.
أعتبر أن الدراما السورية أصبحت نوعاً من «صناعة الفلوس» وليست صناعة فن نهائياً.
لكن بكل الأحوال تحتل الدراما السورية مرتبة الريادة منذ سنوات عدة، لكن نحن في حالة حرب ومن الظلم أن نتحدث عنها سلبياً، فنحن نعمل ونقدم الأعمال المميزة التي تنال متابعة واسعة جداً في العالم العربي، ومجرد العمل في هذه الظروف يعد نجاحاً.
هل كنتِ تتمنين المشاركة في عمل ما؟
نعم، كنت أتمنى الانضمام لأبطال مسلسل «باب الحارة»، فعلى الرغم من أنني توقفت عن متابعته منذ الجزء الثاني. لكن شهرته كبيرة محلياً وعربياً وارتبط اسمه بشهر رمضان.
أعتبر هذا العمل ظاهرة غريبة تمتلك كل عناصر الجذب، حتى إنه يفرض وجوده على الشاشات العربية وعلى منتقديه، وهذا يصب في مصلحتي بالنهاية ومصلحة الفنانين الذين يسعون لفرصة عمل في ظل الظروف القاسية.
أينما أذهب كان سؤال الناس: «هل شاركتِ في مسلسل «باب الحارة»؟ وكأنه إذا لم أشارك به فأنا لست ممثلة، وقد جرى التسويق للمشاركين فيه بشكل ظريف، وهذا سبّب غيرة لديّ، وهو أمر طبيعي لدى الفنان.
ماذا قدم لك الفن؟
قدّم لي المال والشهرة وحب الناس، لكني قدّمت له كل اهتمامي وراحتي وكل تعب أعصابي، فأنا مجنونة فن ولا أتخيل نفسي إلا في عالم الفن الذي أعشقه لدرجة كبيرة.
بعيداً عن الدراما، لماذا لم تتزوجي حتى الآن؟
«قسمة ونصيب»، وقد خضت تجربة زواج فاشلة قبل دخولي الفن، في حين خطبت لرجل بعدها لكن العلاقة لم تكمل.
هل أنت نادمة لأنك لم تتزوجي؟
أشعر بالتعب، وأتمنى الراحة والاستكانة وأن يوجد رجل مسؤول عني، أحياناً أندم لأنني لم أتزوج، وأريد أن أتزوج لأرتاح.
هل للأمومة دور في هذا الندم؟
فقدتُ الأمل أن أكون أمّاً، وقد طُلبت للزواج لكني لم أنجح لاشتراطي عدم إنجاب أطفال، لأني لا أتخيل أن يعيش ابني في هذه الأجواء، وأعوض أمومتي بأولاد إخوتي.
هل تخافين من العمر؟
لا أبدي تخوفاً من العمر لأنني أعيش حياتي طولاً وعرضاً بكل تفاصيلها، فقد صُدمت وعانيت وعدت للوقوف من جديد.
ما مواصفات رجل أحلامك بشكل عام؟
أن يكون رجلاً بكل ما تعنيه الكلمة، صاحب شخصية قوية أقوى من شخصيتي، ويستطيع أن يحكمني، ولستُ أنا من أحكمه، وأن يحميني ويحبني وأحبه وأن يكون كريماً، وأن يبحث عني ولستُ من يبحث عنه.
معروف عنك أنك تمتلكين آراءً جريئة بعيدة عن المجتمع الشرقي؟
نعم، فأنا مثلاً أؤيد الزواج المدني بالمطلق، لأنني لم أصبح مسيحية بإرادتي، وأريد الخروج من نطاق الدين، وأنتظر حتى تهدأ الظروف لأطالب به.
سرت شائعة أنك غادرتِ دمشق فما ردك؟
سافرت لكل بلاد العالم لكني لن أترك بلدي أو أتنازل عنه، وأحاول التأقلم مع الظروف، و«دخيل الله» الذي خلق الشام رغم كل الأسى، فأنا أعشقها وأتمنى ألا أموت إلا فيها.
انتشر مؤخراً نبأ تعرضك لحادث مروع، فما صحة ذلك؟
فوجئت من كم التهويلات، والأمر وما فيه حادث بسيط نتج عنه تمزق في أربطة قدمي اليمنى، وبعض الرضوض وأستغرب التهويلات التي حصلت، وأؤكد أنني بخير وأشكر كل من اطمأن عليّ.
أخيراً، هل خضعت لعمليات تجميل؟
أجريت عملية تجميل لأنفي بعد الحادث المروري قبل عشر سنوات لأنه كان مشوهاً، وعموماً أنا لست ضد عمليات التجميل ولكنني ضد عمليات التغيير في الشكل. وبالمحصلة كل إنسان حر بنفسه.