عيد «سادة».. اللباس والحلويات ليسا من أولويات السوريين وتموين دمشق تنصح بالبدائل الأرخص
| عبد الهادي شباط – محمد راكان مصطفى
تزامنت وترافقت وتضافرت الأعياد والمناسبات والفصول وكأنها اجتمعت واتفقت على أن توجه ضربة موجعة لصاحب (العيال)، وبما أن المواطن أعلن وعلق رسمياً نعوات كل جمعيات ومديريات وألوان وأشكال حماية المستهلك والتي لم يسمع عنها طوال سنوات الأزمة العجاف سوى جعجعة من دون أن يرى طحيناً، وتركته في العراء وحيداً يتقاذفه سماسرة الأزمة وارتفاع صرف الدولار الذي انعكس على جميع الأسعار وعلى جميع مناحي الحياة من دون خطوط أمان أو مظلة تحميه كما يجب، وفي ظل غياب جهات عديدة وجدت من أجل حمايته، وكي لا نبتعد كثيراً عن رصد ومتابعة مناخ عيد الأضحى وما يرافقه من سلوكيات استهلاكية من العائلات والأسر التي تستقبل العيد وسط معاناة لتدبر أمرها في تحضيرات المدارس والمونة وتعبئة برميل المازوت استعداداً لشتاء قريب قد يأتي قاسياً بعد صيف لا تزال حرارته لم تغادرنا، وصولاً إلى تجهيزات مستلزمات العيد.
باشرت «الوطن» بتنفيذ زيارات وجولات اطلاعية في أسواق ومحال دمشق لترصد وتلحظ حركة السوق والمبيعات والأسعار.
وكانت البداية من سوق الجزماتية الذي يتمتع بخصوصية فريدة من جهة محاله ومطابخ الحلويات الموجودة فيه والتي تمتد من بوابة الميدان حتى باب مصلى والذي يعد سوقاً تاريخياً.
رصدت «الوطن» حركة مبيعات منخفضة وشبه جمود يلف معظم محال ومطابخ حلويات الجزماتية، ولدى التواصل مع العديد من أصحاب المحال تبين أن الإقبال على تسوق الحلويات ما زال بطيئاً على غير العادة في مثل هذه المناسبة على أمل أن تتحسن حركة المبيعات خلال الأيام القليلة المتبقية لأول أيام عيد الأضحى، وبالانتقال إلى عدد من المواطنين الذين كانوا يجولون بين محال ومطابخ الحلويات أوضح معظمهم أن الأسعار مرتفعة ولا تتناسب مع القدرة الشرائية لمعظم الناس وخاصة أن هناك أولويات لمعظم الأسر حالياً تتمثل بتأمين المستلزمات المدرسية لأبنائهم وأنواع المؤونة التي يحضرونها عادةً، إضافة إلى تأمين جزء من احتياجاتهم من مادة المازوت إن كان من إمكانية لذلك، معتبرين أن كل ذلك يأتي في سلم أولوياتهم قبل الوصول إلى شراء وتسوق الحلويات التي تركها معظمهم للأيام السابقة للعيد مباشرة على أمل أن يتدبر كل منهم أمره.
وبالانتقال إلى الأسعار رصدت «الوطن» جملة من أسعار الحلويات التي تم عرضها في محال سوق الجزماتية ومنطقة المرجة بدمشق حيث استقرت أسعار كيلو المبرومة بين 6500 ليرة- سمن حيواني- و4500 ليرة- سمن نباتي- على حين سجل كيلو عش البلبل 4200 ليرة للسمن الحيواني و3 آلاف للسمن النباتي وإذا اتجهنا نحو البرازق والعجوة والغريبة اقترب سعرها 2300 ليرة وأقل بألف ليرة للمصنوعة بالسمن النباتي وطبعاً الحديث هنا عن الأسعار للنوع الأول لكل صنف كما تم ذكره.
بينما في حال الانتقال إلى ما يسمونه في السوق الحلويات الشعبية سجلت المبرومة 2800 ليرة والآسية والكول وشكور والبلورية والبقلاوة 2500 ليرة للكيلو وسجلت البرازق والعجوة والغريبة الشعبية ألف ليرة.
وبالانتقال إلى أسواق الملابس والتي تعتبر أحد المظاهر التقليدية للعيد، شهدت الأسواق حركة مبيعات منخفضة لمعظم المحال ولم تختلف الحال عن واقع سوق الحلويات، وبين بعض الباعة أن السبب يعود إلى إشكالية كثيرة منها ارتفاع تكاليف الإنتاج نتيجة لارتفاع سعر الصرف ورفع أسعار المحروقات الذي أدى إلى زيادة الكلف، إضافة إلى قيام مراقبي المالية بمضاعفة التكاليف الضريبية على المحلات إلى خمسة أضعاف الضريبة المفروضة سابقاً ما أدى إلى تشكيل أعباء جديدة على الباعة تم تحميلها على التكلفة.
وأعاد بعض الباعة الأسباب إلى القيود التي فرضت على الاستيراد في الفترة الماضية والتي كان لها دور كبير في نقص المواد الأساسية التي تدخل في صناعة الألبسة على اعتبار أن معظم مدخلات الإنتاج من قماش وخيوط.. هي مواد مستوردة.
الأسعار تغلي
وعن ارتفاع الأسعار حالياً عن الأسعار التي كانت سائدة في عيد الفطر تبين أن الألبسة الرجالية شهدت زيادة في الأسعار على حين أن الألبسة النسائية حافظت تقريباً على الأسعار التي كانت سائدة في عيد الفطر، وأشار بعض الباعة إلى أن معظم المحلات لم تقم بعرض موديلات جديدة وعمدت أغلبية المحلات إلى إجراء تصفية وتخفيضات (وصفوا معظمها بالوهمية) على البضائع الموجودة لديها على اعتبار أن قدوم عيد الأضحى تصادف مع نهاية الموسم الصيفي.
وبسؤال عدد من المواطنين الذين كانوا يجولون في الأسواق، وصفت إحدى الفتيات الأسعار بالمرتفعة والبضائع بالموديلات القديمة، وأن متوسط شراء بدل واحد يتجاوز 30 ألف ليرة سورية، وبين أحد المواطنين أن ارتفاع الأسعار جنوني وإن اضطر إلى حذاء لطفله الصغير فثمنه 7500 ليرة سورية، وأكد عدد من المواطنين أنه أمام هذه الأسعار يقف الكثير من المواطنين عاجزين أمام إمكانية تلبية الحق الطبيعي في حصول أطفالهم على لباس العيد، فشراء بدل واحد لعائلة مكونة من زوجين وطفلين يتجاوز 100 ألف ليرة سورية.
وحسب ما تم رصده من أسعار للملبوسات في أسواق دمشق في الصالحية وشارع الحمرا، والشعلان فإن سعر القميص الرجالي يبدأ من 7000 ليرة سورية، والتشيرت الرجالي بدءاً من 5000 ليرة سورية، والبنطلون الرجالي يبدأ من 6500 ليرة سورية، على حين يبدأ سعر البنطال النسائي من 7000 ليرة سورية والكنزة النسائية من 5000 ليرة سورية، والفستان يبدأ من 10 آلاف ليرة سورية، أما المانطو النسائي فهو يبدأ من 15 ألف ليرة سورية، أما بالنسبة لملابس الأطفال فتبدأ الأسعار من 8000 آلاف ليرة سورية للقطعة.
«التموين» تتحدث عن البدائل!
وبالانتقال إلى مديرية التجارة الداخلية بدمشق والحديث مع معاون المدير محمود الخطيب بحضور رئيس الدائرة المعني بمتابعة أسواق ومحال الحلويات أوضح أن معظم الأسعار المعلقة في محال بيع الحلويات هي نظامية ومطابقة للنشرة السعرية الصادرة من المديرية منوهاً بأن المديرية لم تغير أسعار الحلويات في نشرتها منذ شهر رمضان المبارك الماضي لعدم وجود ما يستدعي تعديل هذه الأسعار من جهة تقارب وتشابه كلف الإنتاج للفترة ما بين العيدين وحتى تقارب سعر صرف الليرة أمام الدولار للفترة نفسها وعن جمود حركة المبيع في محال وأسواق الحلويات، قدم معاون المدير الأسباب نفسها التي تحدث بها المواطنين في السوق مضيفاً وجود بدائل أرخص وتفي بالغرض لدى الكثير من الناس هذه الأيام مثل توافر العديد من أنواع الفواكه مثل التفاح والعنب والتين بأسعار مقبولة مقارنة مع أسعار الحلويات التي تعد مرتفعة بالنسبة للقدرة الشرائية لدى شريحة واسعة من المستهلكين، على الرغم من أنه تم تحديد هامش الربح المحدد بـ25%.
أما بالنسبة للألبسة فقد تم تحديد الحدّ الأقصى للربح في إنتاج أو استيراد الألبسة النسائية والرجالية والجوارب والأحذية بجميع الأنواع والمسميات من القطاع الخاص بموجب القرار رقم 196، والذي قرر نسبة الأرباح في حال الاستيراد بـ20% للمستورد من تكاليف الاستيراد، و5 % لتاجر الجملة والموزع، و20% لبائع المفرق، على حين تم تحديد نسب الأرباح في حال الإنتاج المحلي بـ20% للمنتج من تكاليف الإنتاج المحلي، و5% لتاجر الجملة والموزع، و20% لبائع المفرق.