عربي ودولي

مع تغيب الإيرانيين عن أداء فريضة الحج .. تصعيد في الحرب الكلامية بين إيران والسعودية

تأججت الحرب الكلامية بين إيران والسعودية أمس الأربعاء مع وصف المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية العائلة المالكة السعودية بأنها «شجرة ملعونة» ودعوة الرئيس الإيراني إلى معاقبتها، على حين اعتبرت دول الخليج التصريحات الإيرانية مسعى «لتسييس الحج».
ومع تغيب الإيرانيين عن أداء فريضة الحج لأول مرة منذ ثلاثين عاماً لعدم الاتفاق بين الجانبين على المسائل اللوجستية بعد حادث تدافع منى الذي أودى بحياة نحو 2300 شخص السنة الماضية، شن المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية هجوماً جديداً على السعودية.
وقال خامنئي أثناء لقائه عائلات ضحايا تدافع منى حيث قتل 464 حاجاً إيرانياً: «هذه الكارثة تبين مجدداً أن هذه الشجرة الخبيثة الملعونة لا تستحق إدارة شؤون الأراضي المقدسة».
وأضاف خامنئي: إن آل سعود «يرتكبون هذا الذنب العظيم بإسناد من أميركا ولا يقدمون الاعتذار كما أن الأميركيين شركاء لآل سعود في جرائمهم التي يرتكبونها في العراق واليمن والبحرين وسورية»، وفق ما نشر على موقعه.
وبدوره قال الرئيس الإيراني حسن روحاني أمس خلال اجتماع لمجلس الوزراء: إن «على دول المنطقة والعالم الإسلامي أن ينسق إجراءاته لمعالجة المشاكل ومعاقبة الحكومة السعودية».
وقال روحاني: «لو كانت المشكلة (مع الحكومة السعودية) تنحصر في الحج وكارثة منى، لكان من الممكن التوصل إلى حل لرفعها ووضعها في المسار الصحيح، لكن من المؤسف أن هذا النظام ومن خلال الجرائم التي يرتكبها في المنطقة ودعمه للإرهاب هو في الحقيقة يقوم بإراقة دماء المسلمين في العراق وسورية واليمن، حيث يقوم يومياً بقتل النساء والأطفال اليمنيين في غاراته الوحشية».
ولم توافق السعودية على مطالب إيران تنظيم تظاهرات خلال الحج، وإضافة إلى الخلاف حول تنظيم مناسك الحج، تخوض إيران والسعودية منذ سنوات حرب نفوذ بالوكالة في اليمن وفي سورية وتقفان على طرفي نقيض في كل الأزمات التي تشهدها المنطقة.
وقطعت العلاقات الدبلوماسية بين الجانبين في كانون الثاني بمبادرة من الرياض بعد أن هاجم متظاهرون سفارتها في طهران احتجاجاً على إعدام رجل الدين السعودي الشيعي نمر النمر.
وقال الرئيس الإيراني: إن «المشكلة الموجودة مع السعودية هي أكبر من قضية الحج وعلى دول المنطقة والعالم الإسلامي أن يقوموا بإجراءات منسقة لحل المشكلات وتنبيه النظام السعودي من أجل إجراء حج إبراهيمي مشرف بما للكلمة من معنى، ومن جهة أخرى تتخلص سائر دول لمنطقة من دعم هذا النظام للإرهاب ويتمكن الشعب اليمني من العيش في أمن وسلام».
وأضاف وفق التصريحات التي نقلتها وكالة الأنباء الإيرانية: إن «الحكومة والنظام في الجمهورية الإسلامية لن يغفرا أبداً لمن أراقوا دماء شهداء منى المظلومين والحكومة السعودية إضافة إلى جرائمها السابقة، لوثت هذا العام سجلها بذنب آخر وهو الصد عن سبيل اللـه».
وقبل تصريحات روحاني، كتب وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف في تغريدة مساء الثلاثاء أنه «لا تماثل بين إسلام الإيرانيين ومعظم المسلمين من جهة والتطرف والتعصب الذي يدعو له كبير علماء الوهابية وأسياد الإرهاب السعودي».
وكان ظريف يرد على مفتي السعودية الذي قال عن الإيرانيين: «يجب أن نفهم أن هؤلاء ليسوا مسلمين، فهم أبناء المجوس، وعداؤهم مع المسلمين أمر قديم وتحديداً مع أهل السنة والجماعة»، وفق ما نقلت عنه صحيفة «مكة» السعودية الثلاثاء.
وجاءت تصريحات المفتي رداً على وصف خامنئي حكام السعودية الإثنين بأنهم «ضالون مخزيون يعتبرون بقاءهم على عرش السلطة الظالمة رهناً بالدفاع عن مستكبري العالم، والتحالف مع الصهيونية وأميركا والسعي لتحقيق مطالبهم ولا يتورعون في هذا السبيل عن أية خيانة».
وبدورها اعتبرت دول مجلس التعاون الخليجي أمس التصريحات الإيرانية «تحريضاً مكشوف الأهداف» ومسعى «لتسييس الحج».
وقال الأمين العام للمجلس عبد اللطيف الزياني في بيان: إن دول المجلس «تعتبر ما ورد في بيان المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية الإسلامية بشأن الحج تحريضاً مكشوف الأهداف، ومحاولة يائسة لتسييس هذه الشعيرة الإسلامية العظمى التي تجمع الشعوب الإسلامية في هذه الأيام المباركة على أرض الحرمين الشريفين»، ووصف تصريحات خامنئي بأنها «اتهامات باطلة ومشينة» حسب تعبيره.
وكان النظام السعودي رفض الاتفاق على أي إجراءات مع إيران تتعلق بسلامة الحج بعد التدافع الذي قتل فيه قرابة 2300 حاج العام الماضي بينهم 464 إيرانياً وهو ما عرقل إرسال الحجاج الإيرانيين إلى أداء مناسك الحج لأول مرة منذ قرابة ثلاثين عاماً.
أ ف ب- سانا- وكالات

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن