سورية

الخسارات تدفع داعش للتركيز على التفجيرات الدامية

| وكالات

يستمر تنظيم داعش المدرج على اللائحة الدولية للتنظيمات الإرهابية بعملية التجنيد وبارتكاب أفظع الجرائم الإرهابية للتعويض عن خساراته العديدة التي مني بها، وآخرها مقتل المتحدث باسمه وطرده من الحدود السورية التركية.
ويقول الباحث في معهد الشرق الأوسط شارلز ليستر، وفق ما نقلت وكالة «أ ف ب» الفرنسية للأنباء: إن «تنظيم داعش واجه حملة من الضغط المتزايد عليه ما قيد قدرته على القتال والعمل وحتى مس بمصداقية ادعائه توسيع الخلافة».
ولكن على الرغم من ذلك، يبقى تنظيم داعش، وفق ليستر، «منظمة قادرة على التكيف بشكل كبير مع المعطيات الجديدة، ولا يجدر أبداً التقليل من قدراتها».
وخلال عامين فقد التنظيم، 50 بالمئة من مناطق سيطرته في العراق و20 بالمئة في سورية. كما فقد عدداً من أهم قيادييه كان آخرهم المتحدث باسمه ومهندس اعتداءاته الخارجية أبو محمد العدناني في نهاية شهر آب.
ويرى الخبير في الشؤون السورية في جامعة أدنبرا توماس بييريه أن داعش كان «خسر أصلاً الجزء الأكبر من المنطقة الحدودية». وقد أجبره الضغط المتزايد من الأكراد من جهة وتضييق تركيا لإجراءاتها على الحدود إلى اللجوء منذ وقت طويل إلى شبكات التهريب.
أما عن قدرته على التسليح، فطالما اعتمد التنظيم على شراء السلاح من الفاسدين في صفوف أعدائه أو حتى من مصادرة أسلحتهم بعد إلحاق الهزيمة بهم. وبالنتيجة فإن «هذا كله يبقى كافياً لضمان استمرار التنظيم كحركة تمرد، ولكن بقاءه كشبه دولة في مثل هذه الظروف سيكون إشكالياً أكثر».
ويقول الباحث في معهد مكافحة الإرهاب، ومقره لاهاي، شارلي وينتر: إن مع الخسائر الكبيرة التي أضعفته فعلاً «يلجأ تنظيم داعش إلى تكتيك الهجمات الانتحارية وإلى محاولة الترويج إلى الاعتداءات في الخارج».
وأضاف: «قد نكون تخطينا أكثر مراحل تنظيم داعش قوة، ولكن هذا لا يعني أن نأخذها حجة لنتوقف عن التفكير بالعواقب البعيدة الأمد لهذا التنظيم».
وحسب وينتر فإن مسار داعش حالياً «يعكس تراجعاً في النفوذ العسكري والقدرة على الحفاظ على مناطق سيطرته في ليبيا، العراق وسورية، بالتوازي مع ارتفاع في قدرته على شن عمليات إرهابية على المدنيين».
ويقول: «أعتقد أننا شهدنا في السابق على تنظيم داعش في عز قدرته العسكرية، ولكن في ما يتعلق بقدرته على التأثير، فانه اليوم أكثر خطورة من أي وقت سبق… ولا يزال مصدر قلق كبير».
وهذا التحول من العمل الميداني العسكري إلى التركيز على الاعتداءات الدموية ينعكس بوضوح في نشاط التنظيم الجهادي الإعلامي، وفق ما يرى أيمن التميمي الخبير في الشؤون الجهادية، حسبما نقلت «أ ف ب».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن