ما بعد كوريا
| ناصر النجار
التعادل مع كوريا الجنوبية فتح لكرتنا الكثير من الآفاق ومنحها الكثير من الآمال وأعطاها فرصة جديدة لتعيد حساباتها على كل المستويات.
وربما يأتينا قائل ليقول لنا: لو كان استعدادنا أفضل لكانت نتائجنا أفضل، ونحن نقول: ربما، لكن لو كان استعدادنا أفضل لكان أداؤنا أفضل، وهو المؤشر الحقيقي على سلامة الكرة ونضجها وتطورها.
الخسارة الصعبة أمام أوزبكستان والتعادل مع كوريا الجنوبية دليل على مسائل مهمة، أولها أن منتخبنا لن يكون في هذه التصفيات لقمة سائغة للمشاركين، وهو قادر على مقارعة الكبار، ومن جهة أخرى فمنتخبنا قادر على الظهور بشكل متماسك ولو على الجانب الخلفي وفي مهامه الدفاعية التي فاجأت الكوريين وأفسدت كل خططهم.
التعادل مع كوريا الجنوبية فاجأنا وفاجأ المراقبين، فلم يكن أكثر المتفائلين بالمنتخب ليتوقع منه أن يجر المباراة إلى التعادل وخصوصاً أن الكوريين متخمون باللاعبين المحترفين ومنهم من يلعب بالدوري الإنكليزي والألماني، لكن منتخبنا فعلها وكان نجم المباراة بما قدم من أداء وصمود، وهذا يمنحنا التفاؤل لقادمات المباريات، فمنتخبنا قادر على أن يقدم المزيد وأن يحقق الحضور المشرف في هذه التصفيات وخصوصاً أن الكثير من المنتخبات في المجموعتين سقطت في المباريات ما يفتح باب الاحتمالات أمام الجميع، وما يجعل المراهنات ضرباً من المستحيل، وهذا يقودنا إلى أن منتخبنا قادر على دخول باب المنافسة من بابه الواسع إن وفق في مبارياته القادمة، وخصوصاً أن هناك متسعاً من الوقت لتفادي كل تقصير تجاه المنتخب وتدارك الأخطاء الفنية وغيرها.
في الواقع اللاعبون قدموا ما عليهم وكذلك الجهازان الفني والإداري، لكن ننتظر من أصحاب القرار أن يقدموا ما عليهم من دعم وحسن رعاية، فليس من المنطق أن يحارب منتخبنا على كل الجبهات ونبقى وراءه نوجه ونصفق فقط، هناك الكثير من الأمور المفترضة أن نبادر بها لندعم هذا المنتخب الذي أبلى بلاء حسناً.
الدعم المالي مطلوب من القيادة الرياضية، وهذا الدعم له أشكال عديدة، والدعم الفني والتقني مطلوب من اتحاد كرة القدم، وهذا أقل شيء يمكن أن نقدمه لمنتخب لم يخيب آمال جمهوره ومحبيه، فهل نبادر جميعاً لدعم منتخبنا أم إننا نبقيه يحارب وحده على كل الجبهات؟