هل تنجح الجمعيات الأهلية في إعادة الأطفال لمدارسهم؟ .. بيطار: يجب أن يقترن القول بالفعل حتى يثق بنا الناس
| محمود الصالح
تتعاظم الآمال المعقودة على المجتمع المحلي للاضطلاع بدور أكبر في هذه الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد نتيجة التراجع الكبير جداً في الإنتاج والدخل والمستوى المعيشي الذي انعكس على جميع مناحي الحياة. خلال الأزمة زاد عدد الجمعيات الخيرية استجابة للأوضاع الطارئة لتقوم بدور إغاثي للمهجرين ولمن اضطرتهم الحرب إلى ترك منازلهم واللجوء إلى المناطق الآمنة. هذه الجمعيات على الرغم من أهدافها النبيلة لم تستطع بمجملها أن تحدد معالم الطريق الذي يجب أن تسلكه واقتصرت رؤيتها على تقديم السلة الغذائية وربما خدمات صحية بسيطة وكساء متواضع في بعض الحالات. الحقيقة أن الدور المطلوب من المجتمع المحلي وخاصة الجمعيات أكبر من سلة غذائية ومساعدة صحية. هناك دور تنموي يجب أن تقوم به هذه الجمعيات في جوانب كثيرة. اليوم ومع بداية العام الدراسي يجب أن تحشد هذه الهيئات المحلية الأهلية جهودها لإعادة أكبر عدد من أطفالنا إلى مدارسهم وتأمين مستلزماتهم. هذه المهمة عاجلة ولا تحتمل التأخير لأن استمرار ضياع سنوات الدراسة على أطفالنا لا يمكن أن يعوض في وقت نستطيع أن نعوض نقص الغذاء هنا أو هناك.
«الوطن» تابعت هذا الموضوع وحضرت فعالية مهمة في هذا الاتجاه لإحدى الهيئات المحلية في مدينة دمشق في الميدان حيث أقيمت ندوة متميزة بما تم طرحه من أفكار والأهم من ذلك الاستجابة والتفاعل من جمهور الحضور في مسرح المركز الثقافي في الميدان الذي غص بالحضور وهذه الحالة بحد ذاتها ميزة. الفعالية التي قامت بها جمعية ارتقاء التنموية كانت تهدف إلى حث الأهالي لإعادة أطفالهم إلى المدرسة وذلك من خلال أسلوب متميز قدمته ثلة من المحاضرين بطريقة جذبت الجمهور لأنها كانت تلامس وجدان كل منهم وكانت بعيدة عن الأسلوب الكلاسيكي. الحقيقة وللأمانة نؤكد أن هذه المبادرة من أهالي الميدان تشكل محطة يجب أن تشتغل عليها الجمعيات الأهلية الأخرى ويجب أن تعمل وزارة التربية ومنظمة اليونيسيف على تشبيك الجهود في هذا الجانب.
أحمد البيطار المدير التنفيذي لجمعية ارتقاء تحدث لـ«الوطن» عن هذه المبادة مؤكداً أنها تأتي في إطار خطة عمل الجمعية وهي ليست المرة الأولى لأننا نعتبر عملنا تنموياً بالدرجة الأولى وليس إغاثياً. وحتى نربط أقوالنا بالأفعال قمنا بتوزيع الحقائب المدرسية مع مستلزمات الطالب لعام دراسي كامل على عدد من الفقراء والمهجرين والأيتام في منطقة عمل الجمعية. لأنه مهما تحدثنا عن ضرورة عودة الأطفال إلى مدارسهم فلا يمكن أن يعودوا ما لم تتوفر لهم مستلزمات الدراسة التي أصبحت أسعارها مرهقة وتفوق إمكانية الكثير من العائلات. المحاضر أسامة حجيري أكد أن أبناءنا جواهر يجب أن نهتم بها في سبيل الوصول بمجتمعنا إلى ما نتوق إليه من تطور وتميز. ومن خلال هذه الجواهر نستطيع إعداد المجتمع الإعداد الصحيح وبناء القاعدة الاجتماعية الصلبة. الآنسة نور الهدى حوري بينت الخطوات المطلوبة من الأهالي في سبيل تحقيق تعلق الأطفال في مدارسهم وتجسير الهوة بين الطفل والمدرسة، ودور الأم والأسرة في هذا الجانب.
عبد اللـه سمية قدم أربع خطوات للحضور لتأمين العودة السريعة لأطفالنا إلى مدارسهم وزيادة محبة الطفل للمدرسة ودعا الأهالي إلى تجنب بعض الأفعال أو الأقوال المنفرة للطفل من المدرسة. الحقيقة ما ميز هذه الندوة الحوارية هو التناغم بين الحضور والمحاضرين. حتى إن الجمهور ردد وعدد الفقرات الرئيسية بشكل لافت للنظر وهذا دليل حماس واهتمام وانتباه لما كان يطرح. إنها دعوة نوجهها إلى جميع مؤسسات المجتمع الأهلي أن تنتهج العمل التنموي لأن المرحلة القادمة تحتاج إلى مشاركة الجميع في إعادة بناء هذا الوطن.