سورية

الاتحاد الأوروبي: نقطة بداية لاستئناف المفاوضات.. وتركيا اعتبرته «بالغ الأهمية» وألمانيا دعت جميع الأطراف للالتزام … ترحيب دولي بالاتفاق الروسي الأميركي.. وتشكيك من ميليشيا «الحر»

| وكالات

توالت ردود الأفعال الدولية وأطراف من المعارضة على الاتفاق الروسي الأميركي حول سورية الذي تم بعد مفاوضات، استغرقت أكثر من 14 ساعة بين وزيري خارجية البلدين سيرغي لافروف وجون كيري، وتراوحت بين الترحيب والتشكيك من المعارضة وميليشياتها المسلحة بقدرته على الاستدامة، ومطالبات دولية بالدفع نحو العودة إلى طاولة المحادثات في جنيف. ورحبت وزارة الخارجية التركية في بيان لها، وفق ما نقل الموقع الإلكتروني لقناة «روسيا اليوم» بـ«النتائج الإيجابية» التي تمخضت عنها المفاوضات بين لافروف وكيري، مشيرة إلى أنه من «بالغ الأهمية أن يدخل الاتفاق حيز التنفيذ اعتباراً من أول أيام عيد الأضحى، حسبما هو مقرر».
بدوره، دعا وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير، أمس، جميع أطراف الأزمة السورية إلى الالتزام بالاتفاقات التي تم التوصل إليها بين لافروف وكيري.
وأكد شتاينماير في بيان له ترحيبه ببلوغ موسكو وواشنطن هذا الاتفاق، قائلاً: «يسرني للغاية أن جون كيري وسيرغي لافروف توصلا عن طريق مفاوضات طويلة ومعقدة، إلى تفاهم بشأن الهدنة والتعاون العسكري في سورية».
وأوضح، أن العملية التفاوضية كانت صعبة للغاية بسبب تعقيد الأوضاع في سورية واختلاف مصالح روسيا والولايات المتحدة، الذي كان من الواجب تجاوزه.
وشدد شتاينماير على ضرورة تنفيذ هذه الاتفاقات في أسرع وقت ممكن، موضحاً أن إعلان نظام وقف إطلاق النار في البلاد بأكملها سيتيح فرصة واقعية لضمان إيصال المساعدات الإنسانية إلى مئات آلاف المدنيين الذين يعانون حالياً من الظروف الكارثية، لتنبثق، نتيجة لذلك آفاق جديدة لاستئناف محادثات جنيف.
من جانبها، اعتبرت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيدريكا موغريني أن «وقف القتال في سورية نقطة بداية لاستئناف المفاوضات».
وقالت في بيان، وفق ما نقلت «رويترز»: «الاتفاق… محل ترحيب. كل أطراف الصراع باستثناء الجماعات التي يصنفها مجلس الأمن الدولي كمنظمات إرهابية عليها الآن ضمان سريانه بشكل فعال».
وأضافت: إن الاتحاد الأوروبي ينضم لآخرين «يحثون الأمم المتحدة على الإعداد لاقتراح انتقال سياسي» يكون «نقطة انطلاق لاستئناف المحادثات السورية».
في غضون ذلك، أشاد وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون في بيان بالخطة الروسية الأميركية المشتركة، وحث جميع الأطراف المعنية على عمل كل ما بوسعها من أجل ضمان تطبيق الهدنة.
وقال، حسب «روسيا اليوم»: «أدعو جميع أطراف الأزمة السورية والدول التي لها تأثير عليها إلى بذل أقصى الجهد لوضع حد للعنف والحصار. ومن المهم للغاية أن يلتزم نظام دمشق بمسؤولياته، وبهذا الصدد أحث روسيا على استخدام كل نفوذها لضمان ذلك».
كما أعرب عن أمله في أن يتيح الاتفاق تحسين الأوضاع الإنسانية الكارثية في سورية، ولاسيما في مدينة حلب، ما سيهيئ ظروفاً ملائمة لإطلاق عملية سياسية استناداً إلى بيان جنيف. وجدد جونسون موقف بلاده العدائي والتدخلي، والذي يقضي بضرورة «استبعاد» الرئيس بشار الأسد عن عملية الانتقال السياسي في سورية، مضيفاً: إن ذلك سيتيح للبلاد ومواطنيها فرصة للمستقبل السلمي.
أما وزير الخارجية النرويجي بورغ برنده، فأعرب على حسابه في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» وفقاً لـ«روسيا اليوم»، عن ترحيبه بالخطة الروسية الأميركية المشتركة، التي «ستسهم، في حال تنفيذها، في التخفيف من حدة العنف في سورية ودفع العملية السياسية، نقلاً عن ضمان الوصول الإنساني.
على خط مواز، أعلنت المتحدثة باسم «الهيئة العليا للمفاوضات» المنبثقة عن مؤتمر الرياض للمعارضة بسمة قضماني أن «الهيئة ستؤيد مبادرة وقف القتال، في حال التزمت بها الحكومة السورية».
وقالت لوكالة «تاس» الروسية: «دون أدنى شك، يمكن إعلان الهدنة من جديد، وتستطيع المعارضة التأثير على الفصائل، التي وقعت على الاتفاق الأول لوقف إطلاق النار (في شباط الماضي)، لتنضم إلى هدنة جديدة». وأضافت المتحدثة: «في المرحلة الأولى، نريد الاقتناع بأن النظام توقف عن استخدام سلاحه الجوي، ونود التصديق بأن روسيا سوف تستطيع ممارسة نفوذها لإجبار دمشق على الالتزام بالوقف التام لإطلاق النار».
وشددت قضماني على أن «العليا للمفاوضات»، «كانت ولا تزال تؤكد أن نظام وقف إطلاق النار يمكن تطبيقه بمشاركة جميع الفصائل المعارضة»، وأوضحت لاحقاً أن المسؤولية عن تنفيذ الخطة تقع على عاتق روسيا، كطرف قادر على استخدام تأثيره لامتثال النظام».
من جانبه، رحب مستشار «العليا للمفاوضات» يحيى العريضى، بالاتفاق، إلا أنه اعتبر أن الأهم من الاتفاق هو آليات تنفيذه على الأرض.
وقال، وفق ما نقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية: «إننا نرحب بأي قرار يقضى بوقف عمليات القتل والتدمير التي تحدث في سورية وإيصال المساعدات للمناطق المحاصرة، مضيفاً: إن العبرة الأساسية هو الضغط على النظام لتنفيذ آليات هذا الاتفاق».
في غضون ذلك، قيمت مجموعات من ميليشيا «الجيش الحر» فرص نجاح الخطة الروسية الأميركية بـ«المتواضعة»، معربين عن «تشككهم في التزام دمشق وموسكو بهذا الاتفاق».
ونقلت وكالة «رويترز» للأنباء، عن قائد جماعة «الفرقة الشمالية» التابعة لـ«الجيش الحر» فارس البيوش قوله: إن «فرص نجاح الاتفاق الجديد لا تختلف عن سابقتها، في حين أشار المتحدث العسكري باسم ميليشيا «كتائب نور الدين الزنكي» عبد السلام عبد الرزاق إلى أن «الاتفاق المبرم سيمنح الجيش السوري فرصة إضافية لحشد قواته والدفع بالمزيد من الجماعات المسلحة المدعومة من إيران في المعارك الرئيسية بمدينة حلب».

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن