سورية

رؤوس قياديي التنظيمات الإرهابية تتدحرج على الأرض السورية … بعد أيام على مقتل قائد ميليشيا «الفتح».. القضاء على «وزير إعلام» داعش

| الوطن – وكالات

بعد ثلاثة أيام على تلقي ميليشيا «جيش الفتح»، ضربة قوية بمقتل قائدها العسكري أبو عمر سراقب في غارة جوية استهدفته في ريف حلب شمال سورية، أفادت تقارير إعلامية أمس، بمقتل وزير إعلام تنظيم داعش، المدرج على اللائحة الدولية للتنظيمات الإرهابية، العراقي «أبو محمد فرقان» بغارة جوية على مدينة الرقة.
ونقل موقع «عربي21» الإلكتروني عن مصدر أمس، تأكيده، مقتل فرقان الذي يعتبر أحد أبرز قادته المؤثرين في سياسات التنظيم في العامين الأخيرين.
وحسب المصدر، فإن فرقان (عراقي)، قُتل بغارة جوية على مدينة الرقة، وذلك بعد أيام من تردّد أنباء حول خلافته لـ«أبي محمد العدناني» في منصب المتحدث الرسمي باسم التنظيم.
وقال المصدر: إن فرقان كان يشغل منصب «وزير الإعلام»، كما كانت له صلاحيات كبيرة، منها إجبار الشرعيين على تكفير طالبان، وتنظيم القاعدة، والعذر بالجهل، وغيرها»، مضيفاً: إن فرقان برغم مرور سنوات طويلة على التحاقه بالتنظيمات الإرهابية، إلا أنه لم يتعرض للاعتقال سابقاً في أي منطقة.
وتابع: «الرجل صاحب مكانة مهمّة جداً، لا أبالغ إن قلت إنه مثل أهمية العدناني إن لم يكن أهم»، معتبراً من الناحية العملية بأنه لم يبق من قيادات الصف الأول في التنظيم سوى زعيمه أبي بكر البغدادي وثلاثة آخرين.
وبحسب المصدر، فإن الشرعيين الرافضين لسياسات فرقان، تنفّسوا الصعداء بمقتله، حيث كان محكماً قبضته على الأمور الشرعية والإعلامية في التنظيم.
المصدر قال: إن «فرقان هو من أسّس مكتبة (الهمّة)، التي باتت المصدر الرسمي الوحيد لداعش في إصدار الكتب والمطويات الشرعية وغيرها»، متوقعاً أن يكون علي محسن الشواخ الملقب «أبو لقمان»، هو خليفة «فرقان أو العدناني» في منصبيهما.
وقال المصدر: إن «عناصر التنظيم باتوا يطلقون على الشواخ، مؤسس الجهاز الأمني للتنظيم في سورية، لقب «الحجاج» لزيادة ظلمه»، مضيفاً: إنه سفّاك للدماء وظالم وأغلب عناصر التنظيم يبغضونه؛ لأنه مسؤول عن قتل الكثير منهم إما بتلفيق تهمة الغلو وإما بتلفيق تهمة العمالة.
وكانت مواقع وحسابات مؤيدة للتنظيم من بينها موقع «مزمجر الشام» ذكر أن الشواخ سعى جدياً للانقلاب على البغدادي، وسحب ما تسمى «ولاية الشام» منه.
ويأتي مقتل «فرقان» بعد ثلاثة أيام عن الإعلان عن مقتل أبي عمر سراقب، حيث أعلنت «جبهة فتح الشام»، (النصرة سابقاً)، في تغريدة على حسابها على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، الخميس مقتله في غارة جوية في ريف حلب من دون إضافة تفاصيل.
وأكد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» المعارض، مقتل سراقب وقيادي آخر في «جيش الفتح» هو «أبو مسلم الشامي» في قصف جوي لـطائرات حربية مجهولة لا يعلم إذا ما كانت روسية أم تابعة للتحالف الدولي أم للجيش العربي السوري، استهدف مقراً كان يجتمع فيه قيادات بارزة في ميليشيا «جيش الفتح» في ريف حلب.
من جانبه، نفى البنتاغون أي دور له في مقتل سراقب، حيث أكد المتحدث باسمه جيف ديفيس أولمن أمس أن مقتل سراقب لم يكن في غارة جوية أميركية، وقال: «مهما كان الذي حدث فإن الجيش الأميركي لم يكن ضالعاً فيه». إلا أن مسؤولاً عسكرياً آخر صرح أن روسيا هي «المشتبه فيه الرئيسي» في الضربة التي قتلت سراقب.
وتعد ميليشيا «جيش الفتح» التحالف الأبرز مقابل قوات الجيش العربي السوري، إذ تجمع عدة ميليشيات، أهمها «حركة أحرار الشام الإسلامية وفيلق الشام»، مع «جبهة فتح الشام» (النصرة سابقاً) التي يقودها أبو محمد الجولاني. وقد تأسست ميليشيا «جيش الفتح» في العام 2015 وتمكنت في العام ذاته وبقيادة سراقب من السيطرة على محافظة إدلب في شمالي غربي البلاد. ويلقب أبو عمر سراقب أيضاً بـ«أبي هاجر الحمصي» و«أبي خالد لبنان»، وهو من مؤسسي «جيش الفتح» إضافة إلى كونه من بين أهم المسؤولين العسكريين في «فتح الشام». وقال مدير «المرصد» رامي عبد الرحمن: «بشكل قطعي هذه أكبر خسارة لـ«جيش الفتح» وجبهة النصرة في سورية»، على حين قال الباحث في معهد الشرق الأوسط شارلز ليستر: إنه كان أيضاً القائد العسكري العام لـ«فتح الشام».
إضافة إلى معركة السيطرة على إدلب، قاد سراقب الهجوم على قوات الجيش العربي السوري في جنوب حلب في نهاية تموز الماضي التي تمكن خلاله «جيش الفتح» من كسر الحصار عن أحياء حلب الشرقية، قبل أن يعود ويخسر الأسبوع الحالي المناطق كافة التي سيطر عليها إثر تقدم للجيش العربي السوري الذي أعاد فرضه للحصار.
وبحسب ليستر فإن القصف الجوي الذي قتل فيه سراقب استهدف اجتماعاً «كان يجري فيه التخطيط لهجوم مضاد لفك الحصار الجديد على حلب». ورأى ليستر في مقتل سراقب ضربة تنظيمية من دون شك لـ«فتح الشام» بسبب دوره الرئيسي في تحقيق معارك إدلب وحلب»، مشيراً إلى أنه «سيكون لدى التنظيم بالتأكيد بديلاً منه.
على حين قال الخبير في الشؤون السورية في جامعة ادنبرة توماس: «من دون شك ستكون عواقب مقتله سياسية أكثر منها عسكرية، لأن الجماعات الجهادية عادة ما يحضرون قيادات بديلة».
وكان سراقب أحد أهم القيادات ضمن تنظيم القاعدة في العراق، وقاتل إلى جانب أبي مصعب الزرقاوي، وفق المرصد السوري.
ويعد أيضاً «مؤسس جبهة النصرة في لبنان» التي تبنت تفجيرات عدة في هذا البلد استهدفت الجيش وأخرى قالت إنها رد على مشاركة حزب اللـه في القتال في سورية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن