سورية

معركة الرقة المقبلة.. تهميش للرياض والدوحة عن الحل السوري

| الوطن- وكالات

يبدو أن الاتفاق الروسي الأميركي بشأن الأزمة السورية قد يقف عائقاً في وجه بعض العواصم العربية الراغبة في التدخل في الشأن السوري «عسكرياً» ولا سيما الرياض والدوحة بعد الأنباء المتواردة حول مشاركتهما في المعركة الوشيكة التي كشف عنها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لضرب تنظيم داعش في معقله الأساسي بسورية في مدينة الرقة بمشاركة الولايات المتحدة وتركيا، والمرشحة للتوسع بحيث تشمل الموصل معقل التنظيم في العراق.
وذكر موقع «زمان الوصل» المعارض: إن وكالة «الأناضول» التركية الرسمية، نقلت عن مصادر لها أن اجتماع مجموعة ما يسمى «أصدقاء سورية» يوم الأربعاء الماضي، في العاصمة البريطانية لندن، تمخض عن اتفاق الدول المشاركة فيه على «حتمية التدخل بعملية عسكرية للقضاء على التنظيم في كل من سورية والعراق».
وبحسب المعلومات التي ذكرها الموقع عن الاجتماع، «فقد تم الاتفاق على شن عملية عسكرية متزامنة على معقلي التنظيم في الرقة والموصل»، على أن يتم البحث في تفاصيلها في الفترة ما بين 13-20 الشهر الجاري، ثم بحثها خلال قمة الأمم المتحدة التي ستنعقد في نيويورك في التاسع عشر من الجاري.
ووفقاً لـ«زمان الوصل» فإن الخطة التي يتم الحديث عنها تتضمن، «مشاركة (ميليشيا) الجيش الحر والمجموعات التابعة له في عملية برية على مدينة الرقة، بعد تزويدها بآليات عسكرية، على حين ستتولى تركيا وحلف شمال الأطلسي «ناتو» تقديم الغطاء الجوي للقوات على الأرض، كما ستشارك السعودية وقطر، والدول العربية الراغبة، في العملية بإرسال الأسلحة والمعدات العسكرية».
الأنباء اصطدمت برفض «الناتو» التدخل في سورية من خلال زيارة أمينه العام ينس ستولتنبرغ، الخميس الماضي إلى أنقرة، حيث أكد رفض أي دور ميداني لقوات الحلف في سورية، وتجنّب سؤالاً عن مسألة الحظر الجوي، رغم أنه أشاد بالدور التركي في محاربة تنظيم داعش في سورية، مقرّاً بحقها في «الدفاع عن نفسها»، ما يعني خسارة الغطاء العسكري للعملية.
الضربة الأخرى التي واجهت طموحات بعض العواصم العربية جاءت من لقاء جنيف الجمعة بين وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره الأميركي جون كيري الذين توصلا وبعد مباحثات ماراثونية امتدت لـ14 ساعة يوم الجمعة إلى «اتفاق» لوقف إطلاق النار في سورية لا سيما في مدينة حلب، والإصرار على «جهود مشتركة» لمحاربة تنظيمي داعش والنصرة (جبهة فتح الشام حالياً)، ومن ثم لا حاجة لقوات عربية أو طائرات عربية حتى لقتال داعش إذ يكفي عدد المقاتلات في سماء الشمال السوري لطرد داعش من كامل سورية والعراق لو امتلك الإرادة الحقيقية لذلك من طائرات التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن والمقاتلات الروسية.
في المقابل تبقى العملية لضرب داعش في رهن التوقع القريب وخاصة أن الكشف عنها جاء على لسان أردوغان نفسه معلناً موافقته على طلب نظيره الأميركي باراك أوباما، ومن ثم العملية موجودة لكن من دون الدوحة والرياض ومن شأن ذلك زيادة تهميش العاصمتين في الحل السوري عسكرياً وسياسياً ومن شأن ذلك أن يدفع العاصمتين إلى الرد عبر وكلائهما من التنظيمات الإرهابية والميليشيات المسلحة والجهات المعارضة وعلى رأسها «الهيئة العليا للمفاوضات» المعارضة، و«الائتلاف» المعارض لتخريب أي حلول مقبلة وهو ما قد يواجه برد حاسم من واشنطن.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن