رياضة

الوفاء والانتماء

| محمود قرقورا 

في كل أسبوع تتحفنا الملاعب الإنكليزية بدروس معبرة في الوفاء والانتماء، فبطولة الدرع الخيرية إيذاناً بانطلاق الموسم تخصص بعض المقاعد للمعوقين وأصحاب الاحتياجات الخاصة، وفي نهائي كأس الرابطة المحترفة وكأس الاتحاد الإنكليزي يكون هناك ضيوف شرف نثروا السحر والمتعة سابقاً في رحاب المسابقتين، وحتى عند إجراء مراسم القرعة سواء في البطولات المحلية أم القارية يقوم بسحبها لاعب له مكانته.
في مباراة ليفربول وليستر سيتي ضمن المرحلة الرابعة من الدوري الإنكليزي الممتاز يوم العاشر من الشهر الجاري ركّزت عدسات الكاميرات على مشجعة ليفربولية بعمر السابعة والخمسين وقد فقدت بصرها قبل اثني عشر عاماً.
المشجعة مارغريت لونغ تقدم كل أسبوع دروساً في الوفاء والانتماء والرد يأتي بالمثل من الإدارة، إذ إن مقعدها محفوظ ولا يمكن بيع تذكرته بحال من الأحوال بعدما حجبته إدارة النادي الأحمر عن أي مشجع آخر، وسبيلها للاهتداء إلى مقعدها المخصص هو كلبها روث، وتتفاعل مع الجمهور وتغني النشيد التاريخي أنت لن تمشي وحيداً مع كل إطلالة في الملعب التاريخي أنفيلد رود مثبتة للعالم أجمع أن كرة القدم ترى بالقلوب، والأذن تعشق قبل العين كما قال الشاعر المخضرم بشار بن برد.
ما دفعني لتناول هذه القصة تجاهل القائمين على رياضتنا لنجوم بذلوا الغالي والنفيس في سبيل سمعة منتخب الوطن ورياضة الوطن يوماً ما.
هل فكر المعنيون بدعوة نجوم بصموا في مسابقة كأس الجمهورية كي يكونوا بين كوكبة المدعوين للمباراة النهائية؟ وهل دُعي من تعاقب على رئاسة اتحاد الكرة لحضور المباراة؟
هل يروق لأصحاب القرار في البرامكة دعوة من كانوا قبلهم أصحاب قرار ولو من باب التكريم لحضور مباراة رفيعة المستوى بكرة القدم أو السلة أو لحضور الاحتفالية السنوية بعيد الرياضة؟
هل فكرنا بدعوة شخص من ورثة الراحل عدنان بوظو مضرب المثل في الوطنية والانتماء والوفاء لأي احتفالية رياضية، فالرجل كان صوته محبباً ومازال في كل بيت، الصوت الذي مازال حتى اللحظة ساكناً في وجدان كل من سَمعه؟
تذكروا أن الوفاء من طبع الناس الطيبين وهذه دروس مجانية خذوها على محمل الجد لأنكم ستنضمون إلى مقاعد المتفرجين مع انتهاء دورتكم الانتخابية إذا دُعيتم.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن