رياضة

صلاح رمضان في حواره مع «الوطن»: الدوري التصنيفي حالة فرضتها علينا الظروف

| ناصر النجار

أهمية كرة القدم تأتي من شعبيتها الجارفة، لذلك فإن كل شيء في اتحاد كرة القدم موضع أنظار وسائل الإعلام والمتابعين حتى بات قبلة الجماهير بكل اهتماماتها واتجاهاتها.
وكرة القدم في عهد الاتحاد الحالي الذي بدأ يقترب من عامه الثاني بدورته الثانية عاش أسوأ فصول الأزمة، فهو مطالب بكرة قدم منافسة وكأن بلدنا يعيش في رخاء وأمن وأمان.
كرة القدم المنافسة تحتاج إلى عوامل ولها مقومات افتقدها اتحاد كرة القدم، ومع ذلك فنحن لا نعذره في كل شيء، وهناك أشياء كثيرة يلام عليها وهو مسؤول عنها.
في الدرجة الأولى فإن البيت الداخلي لاتحاد كرة القدم ليس على ما يرام، لأن جميع أعضاء الاتحاد ليسوا على مستوى واحد، فمنهم من يعمل ومنهم من يتفرج ومنهم من يضع العصي في العجلات وهذه مسؤولية المؤتمر الانتخابي الذي أفرز لنا هذه المجموعة.

في الشأن العام يلام اتحاد كرة القدم لأنه خاضع لقرار المؤسسة الكبرى التي تملك المال وسلطة القرار، وهذا موجود بنص القانون، لذلك فإن اتحاد كرة القدم خاضع بكل قراراته إلى المكتب التنفيذي، والمفترض أن يجتهد الاتحاد ليصل إلى أهدافه التي تحقق مطالبه ومطالب كرته وهذا الأمر برمته جدلي، ويضع اتحاد كرة القدم بمنازعات دائمة مع القيادة الرياضية.
فالهبوط إلى الدرجة الأدنى قرار سيادي، واختيار المدربين المحليين بحاجة إلى موافقات ضمنية، أما المدرب الأجنبي فالتفكير به مرفوض لعدم وجود الملاءة المالية، وهذا بعض الأمثلة التي يعانيها اتحاد كرة القدم، والشيء الأهم أن العقوبات المفروضة على سورية شملت كرة القدم، فتم تجميد كل أموال اتحاد كرة القدم الخارجية، وتعاملت كل الدول مع هذه القرارات الجائرة بنصوص غير موجودة أصلاً، وللأسف كان العرب قبل الغرب يقاطعون كرتنا ومنتخبنا الوطني فلم تسنح للمنتخب فرصة إقامة أي معسكر أو مباراة خارجية، وساهم في ذلك أيضاً ضعف الموارد المالية.
من كل ما سبق وصلت كرتنا إلى ما وصلت إليه، نتحمل جزءاً وتتحمل الظروف جزءاً أكبر.
ومع ذلك لابد من الإشارة إلى أن وجودنا الخارجي مقبول، فمركزنا على لائحة التصنيف الدولية جيد 114 وأنديتنا المشاركة بالبطولات الآسيوية تصل إلى الأدوار المتقدمة بإمكانياتها المحلية ومن دون تحضير أو التعاقد مع لاعبين محترفين.
صلاح رمضان رئيس اتحاد كرة القدم يوضح في اللقاء التالي بعض الأمور التي يعاني منها اتحاده، ويطرح الحلول حسب رأيه: وهاكم التفاصيل:

البيت الداخلي
بعد أقل من عام على انتخاب اتحادكم، كيف تقيمون عمل أعضاء الاتحاد من الداخل؟
العمل متفاوت من لجنة إلى لجنة ومن عضو إلى عضو فهناك أعضاء فاعلون، وهناك أعضاء صوريون، لكن الغريب وجود من يعرقل العمل داخل الاتحاد، وليس لديه رؤية أو طرح أو فكرة، وكأنه يعارض لمجرد أن يثبت أنه موجود.
سوء الفهم وقلة الخبرة توصل دائماً إلى خلاف، والنقطة الأهم أن هؤلاء يظنون أن مهمة رئيس الاتحاد هي التوقيع ولا شيء غيره.
نحن في اتحاد كرة القدم تعاملنا بمفهوم العمل الجماعي واعتبرنا الاتحاد مؤسسة رياضية مسؤولية العمل فيها تبدأ من أصغر موظف إلى رئيس الهرم، فالكل له عمله المناط به، وهو المسؤول عنه، وهذا الأمر لم يفهمه البعض، والبعض الآخر لم يرد أن يفهمه.
الحلول أمامنا كثيرة، وسنبدأ بتغيير اللجان العليا غير الفاعلة بغيرها شرط أن تكون الجديدة قادرة على النهوض بمهامها، وسنشترط على من يريد الدخول في هذه اللجان أن تكون له الرغبة في العمل، وأن يكون أصلاً مؤهلاً لذلك.

مَن مِنَ الأعضاء واللجان تقصد بكلامك هذا؟
القضية ليست بالإشارة إلى اسم أو لجنة، فأنا لا أريد أن أحدث شرخاً، فربما هؤلاء يعودون إلى رشدهم، وعلى كل حال باتوا معروفين للجميع، ولا داعي للنشر والتشهير، لكن الفترة الماضية أثبتت أن البعض يبيع كلاماً، وهم غير قادرين على تنفيذ مهام تحتاج تحركاً يفوق مقدرتهم وخبرتهم.

الدوري التصنيفي
هل أنت مقتنع بما أفرزه المؤتمر من مقررات على صعيد الدوري التصنفي؟
كل القناعة رغم أنني مع الوصول إلى 14 فريقاً وليس 16، لكن رغبة المؤتمر أقرت ذلك، ولا مشكلة كبيرة في ذلك، المهم أن نصل إلى دوري مستقر وناجح بعدده ولو استغرق ذلك عامين، وأن ننهي كل حالة شطط جعلت من الدوري ضعيفاً بمستواه وأدائه لوجود أعداد كثيرة وفرق غير مؤهلة.
والموسم الحالي هو تجربة، وقد نطرح تخفيض العدد إلى أكثر من ذلك ولو وصل الدوري الممتاز إلى عشرة فرق، ما دام ذلك يصب في مصلحة الدوري.

نادي النضال أول الأندية التي أعلنت انسحابها لدواعٍ مالية، فالنادي قال: غير قادر على المشاركة بدوريين في موسم واحد؟
ما قبل المؤتمر وفي أثناء المؤتمر كان نادي النضال هو الأشد دعماً للصيغة التي توصلنا إليها، ولا أدري كيف حسبت الإدارة التكلفة التي وصلت إلى 33 مليون ليرة سورية.
حالة نادي النضال هي إحدى الحالات التي تربك اتحاد كرة القدم وتعرقل مسيرته، مثل هذه القرارات ليست من صلاحيتنا، وهي من صلاحية المكتب التنفيذي، وفي حال انطلاق الدوري وتخلف أي فريق عن المشاركة، فإن لائحتنا تقرر هبوط الفريق المتخلف إلى الدرجة الأدنى.

هل الاتحاد جاد بمسألة الهبوط هذا الموسم؟
مؤكد، وإلا فلماذا التعب والمؤتمر والدوري التصنيفي، ونحن نلنا موافقة القيادات الأعلى على ذلك؟

العديد من أنديتنا فقير، ماذا ستقدمون لها من إعانات مالية لتكون قادرة على المشاركة الجيدة؟
ليس لنا أي سلطة مالية، والدفع سيكون من المكتب التنفيذي من موارد اتحاد كرة القدم، ورؤيتنا أن تقتصر الإعانات على الفرق التي ليست لها موارد أو منشآت أو استثمارات، وتكون القيمة المالية على حجم النادي وحاجته، وسنستمر بدفع أجور الحكام والمراقبين.

كيف استعدادكم للدوري؟
الأمور الإدارية والتنظيمية جيدة، وكشوف الأندية تسير حسب المواعيد المقررة، أجرت لجنة الحكام هذا الأسبوع اختبارات للحكام ودورات صقل، وسنقيم في العشرين من الشهر الحالي دورة للمراقبين وذكرنا اللجان التنفيذية بضرورة تحضير الملاعب وتأمين المستلزمات المطلوبة للمباريات.

الاستثمار
ما مشاريعكم الاستثمارية القادمة؟
هناك عرض من إحدى القنوات الفضائية اللبنانية لتسويق الدوري الممتاز تتم دراسته ولم ندخل مرحلة التفاوض بعد، وهناك عرض من إحدى الشركات المحلية لتسويق دوري لكرة الصالات تتم دراسته حالياً.

على ذكر دوري الصالات، ما أخبار الكرة الشاطئية وكرة السيدات؟
قمنا الموسم الماضي بإطلاق بعض البطولات، ومحاولاتنا جادة ومستمرة هذا الموسم، والأمر متعلق بالأندية الممارسة ونفكر بإجراءات لإعادة إحياء هذه الألعاب.

الهم والاهتمام
المنتخب الوطني هو الهم والاهتمام الذي يشغل بال الجمهور في سورية الذي يتهمكم بالتقصير تجاهه؟
نحترم جمهورنا ورأيه، ونحن معه في أن نرى منتخبنا محققاً حلمنا وحلم الجميع بالتأهل إلى المونديال، ونحن عملنا كل ما نستطيع من أجل تأمين تحضير لائق وجيد ولكننا اصطدمنا بعوائق كثيرة يجب ألا يكون الجمهور غافلاً عنها.
العقوبات المالية المفروضة علينا جعلتنا في ضائقة مالية شديدة حدّت من تحركاتنا على صعيد التعاقد مع المدربين وخصوصاً الأجانب الذين رفض الكثير منهم الحضور إلى سورية.
أغلب الدول رفضت استقبال منتخبنا لأسباب الأزمة والعقوبات وفشلت الكثير من الاتفاقيات وآخرها مع مكاو، وهذا لا ذنب لنا به.
أمام مجمل هذه العوامل والأسباب فإننا راضون عمّا قدمناه للمنتخب وإن كنّا نطمح أن يكون استعدادنا وتحضيرنا أفضل ونأمل أن نوفق بالتصفيات وأن نقدّم حضوراً مشرفاً للكرة السورية.

هل هناك أمور خفية تعرقل المنتخب الوطني؟
عندما يكون البلد في أزمة وحرب وظروفه صعبة، فلا يمكن أن تفصل الرياضة بشكل عام عن هذه الظروف وعن هذه الأزمة، في كل يوم كان لدينا مشكلة، ونواجه عقبة، ونتعرض لإحراج، فهل نصدر كل يوم بياناً عمّا يحدث لكرتنا ومنتخبنا؟ على العموم فإن ما وصلت إليه كرتنا يعتبر انجازاً وهو أمر ليس للتسويق، وصلنا إلى المرتبة 105 بعد أن كنا في 150 أو أكثر، وتأهلنا ضمن كوكبة أفضل 12 منتخبناً آسيوياً وعملنا لم يتوقف هنا، ولدينا الكثير من المقترحات للمستقبل نأمل أن تكون خيراً على كرتنا.

ما الذي يزعجك؟
الهجوم الشخصي الذي يطول أعراضنا، فهذا أمر غير أخلاقي حاسبونا على أعمالنا، ومن لديه دليل واحد يديننا فنحن جاهزون للمحاسبة من أعلى الجهات.
الأسوأ الرسائل التي تصلنا ويهددونا فيها بالقتل، فهل هذا وضع صحي، وماذا يريد أصحاب الرسائل منا؟
على كل حال نحن لا نهتم لهذه التهديدات، وسنبقى نعمل مخلصين حتى النهاية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن