الطحين هو المسؤول عن رداءة الخبز بالحسكة
| الحسكة – دحام السلطان
يُعتبر مخبز الحسكة الأول الآلي بحي المساكن من أقدم المخابز التي أحدثت قبل نحو 40 عاماً في مدينة الحسكة، ويعد الأكثر إقبالاً في طلب مادة الخبز من قبل المواطن لقربه من مركز المدينة، وباعتباره على مسافة واحدة من جميع أحياء مدينة الحسكة.
ولكن لا تزال أزمة هذا المخبز مزمنة ومتصاعدة من يوم إلى آخر، وهو المطلوب منه حجم عمل إضافي، باعتباره المخبز الحكومي الوحيد الذي يقع داخل المربع الأمني في المدينة.
وقد ذكر مدير المخبز حسن أحمد الحمد لـ«الوطن» أن الإرهاصات لا تفارق العمل اليومي في المخبز وطاقمه الفني، الذي لا يزال يعاني من قلة الأيدي العاملة التي من المفترض أن تغطي النقص العددي في المخبز عن طريق العمال المياومين الذين أصبح ارتباطهم بالعمل ضئيلاً ويكاد أن يكون معدوماً لغياب الحافز التشجيعي، المرتبط بالراتب الشهري الذي يتقاضاه العامل المياوم والذي لا يتجاوز مبلغ الـ16 ألفاً شهرياً فقط، لكي يغطي بوجوده النقص الحاصل في حجم العمال الدائمين الذين أصبح ثلثهم غير صالح للاستهلاك الفني والتقني اللازم للعمل، ويعاني كل منهم أمراضاً مزمنة (قلب، شبكات، فتح صدر، إخفاق كلوي، سكر دم مع بتر أطراف..) وسواها من الأمراض الأخرى، إضافة إلى فرز 5 عمال إلى مخبز بلدة الهول بريف الحسكة الشرقي، و5 عمال آخرين منقولين مؤخراً إلى مخابز المدينة لأسباب انضباطية وتأديبية، وجميعهم على ملاك المخبز ولا يزالون يتقاضون رواتبهم منه!
مشيراً إلى قصور يد المخبز في تعيين عدد كاف من العمال نتيجة لضبط الملاك العددي، بوجود أولئك العمال المطلوب إحالتهم وبشكل فوري إلى اللجنة الطبية للتسريح ولتعيين البديل عنهم.
وتابع قائلاً: إن أهم مشكلة تعترض سير العمل في المخبز تكمن في عدم توفّر التيار الكهربائي بشكل دائم، ووجود المولدات الحالية لا يفي بالغرض نتيجة للأعطال الدائمة التي تتعرض لها تلك المولدات والناجمة عن سوء نوعية المحروقات المكررة بالطرق البدائية والزيوت المعدنية ذات النوعية الرديئة، مفيداً أنه لا يمكن الانتهاء من هذه المشكلة إلا بتوفير التيار الكهربائي النظامي وبشكل دائم، لأن ساعات العمل طويلة ومتواصلة في المخبز، وهي تحتاج إلى تيار كهربائي متواصل ودائم.
وعن نوعية رغيف الخبز ومستوى جودته، فقد أكد أن الجودة والنوعية مرتبطتان بنوعية الطحين الذي يأتي إلى المخبز، والذي لا يكون في أغلب الأحيان ينتمي إلى نوعية جيدة، لكي يكون مردود إنتاجه جيداً! إضافة إلى خطوط الإنتاج التي باتت قديمة وأعطالها مستمرة ومعيقة للعمل، ما انعكس سلباً على نوعية الرغيف ومستوى جودته، ولا يمكن الانتهاء من هذه المشكلة إلا باستبدال الخطوط القديمة بخطوط جديدة.
وقال أيضاً: إنه وعلى الرغم من كل المنغصات التي يعيشها المخبز، فإن الجهود التي يبذلها العمال والفنيون تحرص جميعها على إنتاج رغيف خبز جيد، واستطاعت جهودهم أن تشكل حالة رضا وقناعة من قبل المواطن، مبيناً أن خطي الإنتاج كان مخطط لكل منهما أن ينتج في الأحوال العادية 16 طناً يومياً، ولكن واقع الإنتاج اليوم اختلف وتجاوز هذه النسبة، وأصبح الإنتاج يتراوح ما بين الـ20- 22 طناً يومياً.