سورية

التوتر يتصاعد حول تل أبيض: الديمقراطية تنزل العلم الأميركي وتظاهرات ضد «درع الفرات»

| الوطن – محاولات

بالترافق مع إعلان مصادر تركية أن «قوات سورية الديمقراطية» أزالت ثلاثة أعلام أميركية، سبق أن رفعت فوق مبان تسيطر عليها القوات في مدينة تل أبيض بمحافظة الرقة، خرجت تظاهرات في المدينة احتجاجاً على عملية «درع الفرات» التركية. وتضاربت الأنباء بشأن هوية الجهة التي تقف وراء رفع ثلاثة أعلام أميركية فوق ثلاثة مبان في تل أبيض، المدينة التي استولت عليها «وحدات حماية الشعب» الكردية العمود الفقري لـ«الديمقراطية»، بعد طرد تنظيم داعش منها في العام (2015). وبينما ذكرت مصادر إعلامية أن جنوداً أميركيين هم من رفعوا الأعلام، بدا المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية «البنتاغون» غير مطلع على الموضوع برمته.
وفور سيطرته على المدينة، أعلن «حزب الاتحاد الديمقراطي» (بيدا) عن إنشاء «إدارة ذاتية» فيها على شاكلة الإدارات التي سبق أن أعلنها عام 2012 في كل الجزيرة (الحسكة) وعفرين، وعام 2014 في عين العرب بريف حلب الشرقي. وأفادت وكالة أنباء «الأناضول» التركية بأن (بيدا) الذي يتبع له مسلحو «حماية الشعب»، أزال ثلاثة من الأعلام الأميركية، التي «رفعها مسلحو الحزب، الخميس الماضي، في منطقة منبطح»، لكنه أشار إلى أن علماً آخر لا يزال يرفرف فوق مبنى الجمارك عند مدخل المدينة. ومطلع الشهر الجاري، رفع مسلحو «الديمقراطية» الأعلام الأميركية في محيط قرية «رافع» شمال مدينة منبج بريف حلب الشمالي، وذلك حسبما ذكرت الوكالة التركية.
وقبل يومين، ذكرت لجان التنسيق المحلية في الرقة أن نحو 100 جندي أميركي، بينهم 20 ضابطاً وخمسة مترجمين دخلوا مدينة تل أبيض قادمين من مدينة منبج وبلدة رميلان في الحسكة.
وذكرت اللجان أن الجنود الأميركيين رفعوا علم بلادهم في النقاط الثلاث التي توزعت على البوابة الحدودية لمدينة تل أبيض مع تركيا ومبنى البريد في حي الإسكان، إضافة إلى نقطة في قرية منـبطح شرقي المدينة.
إلا أن الناطق باسم وزارة الدفاع الأميركية «البنتاغون» بيتر كوك علق على الأمر بالقول: «لا علم لي بالحادث الأخير، إلا أنه لو كان هناك شيء من هذا القبيل سنتحدث مع شركائنا» في قوات سورية الديمقراطية. وأضاف: «طلبنا من شركائنا في السابق عدم تعليق العلم الأميركي من تلقاء أنفسهم». ويستشعر (بيدا) القلق من نيات تركيا الضغط على «حماية الشعب» للخروج من تل أبيض. وجاءت حادثة رفع العلم الأميركي وإنزاله لتوحي بوجود رغبة لدى الحزب بأخذ ضمانة أميركية لمنع أي محاولة لميليشيات مسلحة وعشائرية الهجوم، بدعم تركي، على المدينة واستعادتها من يد «حماية الشعب». ومع تصاعد التوتر حول تل أبيض، خرج مئات بتظاهرات في المدينة وريفها احتجاجاً على عملية «درع الفرات» شمالي سورية، والمطالبة بالإفراج عن زعيم حزب العمال الكردستاني عبد اللـه أوجلان المسجون في تركيا. وقال رئيس «الإدارة الذاتية» بمدينة تل أبيض حمدان العبد: إن الوقفة التضامنية كانت بدعوى من مجلس أعيان وشيوخ تل أبيض و«الإدارة الذاتية»، موضحاً أن المعتصمين طالبوا بوقف ما سماها «الاعتداءات التركية على المدينة والشمال السوري، والكف عن التدخل بشؤونهم». وشدد العبد في تصريح نقلته شبكة «سمارت» المعارضة على أن «قوات سورية الديمقراطية»، مشكلة من مكونات وأبناء المنطقة كافة وليس فقط من وحدات حماية الشعب الكردية، واعتبر أن محاولات تركيا التدخل في سورية تحت حجج الإرهاب «غير مقبولة»، منوهاً بعدم وجود قوات النظام في مناطقهم. في سياق منفصل، نقل تنظيم داعش أمس معدات عدد من مقراته من «مقر الزكاة ومكتب الدعوة والمساجد» في قريتي السلحبية الغربية والشرقية، غربي محافظة الرقة إلى داخل مدينة الرقة، بعد ضغوط من الأهالي فيها جراء القصف الذي تتعرض له.
وضمت المعدات خزانات للوقود، وآليات لحفر الآبار، وسيارات رافعة، وأجهزة حاسوب، وطابعات، ومولدات كهربائية ضخمة، إضافة إلى مكتبة تحوي مئات الكتب الإسلامية.
في أواخر حزيران الماضي، شنت طائرات التحالف الدولي، غارتين على بلدتي السلحبية وفتيح شمالي نهر الفرات غربي الرقة، ما أسفر عن مقتل مدني.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن