النساء قد تنجب من دون الرجال أيضاً!
| فاطمة درويش
أثارت دراسة علمية عن إمكانية التوصل مستقبلاً إلى طريقة لا يحتاج فيها الرجل الراغب بإنجاب الأطفال إلى المرأة، ضجة كبيرة لدى الرأي العام العالمي على اعتبار الأمر ينطوي على تحد صارخ للطبيعة، رغم أن دراستين سابقتين توصلتا إلى استنتاج معاكس عن قدرة المرأة الاستغناء عن الرجل للغاية ذاتها من الناحية التقنية ولم تلقيا الاهتمام الكافي من وسائل الإعلام حينها.
وشكلت الدراسة، التي أجرتها جامعة باث الأميركية على فئران المختبر، ونشرتها «رويترز» الخميس الفائت، فتحاً علمياً صادماً حين تحدثت عن نجاح التجارب الأولية في تشكيل شبه أجنة (parthenogenote) من انصهار خلايا الجلد أو أي أنسجة أخرى مع الحيوانات المنوية للرجل من دون الحاجة إلى بويضات المرأة اللازمة للإلقاح في الحمل الطبيعي أو في وسائل الإخصاب الصناعي.
وعلى حد وصف «الغارديان» البريطانية، فإن التقنية الجديدة تسمح حسب «تخيلات»، في حال نجاح التجارب على البشر، للمثليين من الرجال بالحصول على الأطفال عبر تبرع أحدهما بحيوان منوي والآخر بخلية عادية، عدا حل مشاكل العقم التي تتعلق بالبويضات وزيادة التوالد البشري، وقد يتمكن الرجل الواحد من استنساخ توءم غير متماثل له باستخدام حيوانه المنوي مع خلايا من جسمه، ما يستوجب البدء بمناقشة سياسات وسن قوانين لسير وتقييد هذه التكنولوجيا الجديدة.
وكان باحثون ألمان من جامعات جوتنجن ومونستر وكلية الطب في جامعة هانوفر، حققوا إنجازاً مشابهاً في نيسان 2007 بتخليق خلايا غير مكتملة لحيوانات منوية بطريقة اصطناعية من عينات نخاع العظام، ما يسهل للمرأة الإنجاب من دون تلقيح البويضات، لكن تلك الدراسات لم تعط حقها في وسائل الإعلام، كما هو حال نتائج أبحاث جامعة كيوتو اليابانية، التي أعلنت عنها «تايمز» اليابانية في تشرين الأول 2012 وكشفت عن تحويل خلية الجلد في الفئران إلى بويضات تنتج أجنة بتلقيحها بالحيوانات المنوية، ما أفسح في المجال عن إمكانية إنتاج بويضة من خلايا جلد المرأة.