الخبر الرئيسي

«الكاستيلو» وخلافات بين البيت الأبيض والبنتاغون تعوق تطبيق اتفاق واشنطن وموسكو.. والأخيرة تدعو إلى نشر بنوده.. ودي ميستورا يأمل بجولة حوار الشهر القادم … ابتزاز أميركي.. إدخال المساعدات إلى حلب أو «لا اتفاق»

| كتب المحرر السياسي

لا يزال الاتفاق الروسي الأميركي الذي وقع قبل عطلة عيد الأضحى معطلاً وغير معلن إلى أن ينتهي الخلاف بين البيت الأبيض ووزارة الدفاع الأميركية «البنتاغون» التي ترفض حتى الآن المصادقة على الاتفاقية لما لها من تأثير على المجموعات الإرهابية والمسلحة التي تدعمها، وعلى حلفاء واشنطن الذين لا يريدون إلا الحل العسكري الإرهابي لتدمير سورية دولة وشعباً.
وفي المعلومات التي حصلت عليها «الوطن» عن الاتفاق الروسي الأميركي من عدة مصادر إعلامية في العاصمة الأميركية واشنطن، فإن «البنتاغون» يرفض حتى الآن المصادقة على الاتفاق الروسي الأميركي و«يبتز» الجانب الروسي في موضوع إدخال المساعدات، ووقف إطلاق النار في حلب، علماً أن الاتفاق كان واضحاً تجاه تسليم واشنطن لقوائم أهداف جبهة النصرة (التي غيرت اسمها إلى جبهة فتح الشام) والتحضير لإقامة غرفة عمليات مشتركة مع الجيش الروسي استعداداً لتوجيه ضربات مشتركة على داعش والنصرة معاً، إلا أن الجانب الأميركي لا يزال غير مستعد لهذه الخطوة، ويريد كسب مزيد من الوقت في «تثبيت» وقف القتال في حلب، وإدخال ما يمكن من مساعدات دون تفتيش، الأمر الذي يطرح العديد من التساؤلات حول جدية واشنطن في البحث عن حل سلمي للأزمة السورية وعن شكوك في موسكو تجاه نيات الولايات المتحدة الأميركية وقدرة البيت الأبيض على احترام توقيعه.
وتقول المصادر في واشنطن: إن البنتاغون يريد إضاعة الوقت قدر المستطاع إلى حين رحيل الإدارة الأميركية الحالية وذلك بضغط من الحلفاء الخليجيين وخاصة السعوديين، الذين يراهنون على وصول المرشحة هيلاري كلينتون التي يدعمونها إلى البيت الأبيض، في حين يريد الرئيس الحالي باراك أوباما التوصل إلى اتفاق حول سورية قبل رحيله، لكن ليس بأي ثمن، بل من خلال «تخفيض مستوى العنف» و«الرهان على إدخال ما استطاع من مساعدات إنسانية»، وهما البندان اللذان يتم الترويج لهما لتبرير الاتفاق مع روسيا.
وتضيف المصادر: إن وزير الخارجية الأميركي جون كيري وفي حوار مع عدد من الإعلاميين بعد توقيع الاتفاق، قال: «رفض توقيع الاتفاق كان بمثابة إعطاء الضوء الأخضر لروسيا وسورية لفرض سيطرتهما الكاملة على حلب دون أن يكون بمقدورنا القيام بأي عمل لإيقافهما».
وميدانياً وفي الكاستيلو التي باتت تحتل أغلبية شاشات التلفزة العالمية، لا يزال الوضع دون تغيير، إذ رفضت المجموعات الإرهابية والمسلحة الانسحاب من محيط الطريق، كما رفض المفتي الشرعي لجبهة النصرة مرور المساعدات وسط رفض عام للمسلحين الحصول على تلك المساعدات، وذلك بتوجيه من الممولين والرعاة السعوديين والقطريين والأتراك الذين يدعمون موقف البنتاغون في مواجهة البيت الأبيض.
وكان المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دي ميستورا قد اتهم الحكومة السورية بتعطيل مرور القافلات، في حملة أكاذيب قل نظيرها في عالم الدبلوماسية، متجاهلاً رفض المجموعات الإرهابية والمسلحة مرور القافلات والجهود السورية التي بذلت لفتح طريق الكاستيلو والاستعدادات العسكرية التي قام بها الجيش السوري لتطبيق الاتفاق الروسي الأميركي.
ويريد دي ميستورا من جلسة مجلس الأمن الأربعاء القادم استئناف الحوار السوري السوري في جنيف وتحديد موعد له، وسط معلومات حصلت عليها «الوطن» من مصادر قريبة من المبعوث الأممي تشير إلى رغبته عقد جولة حوار في منتصف تشرين الأول القادم على أن يكون حواراً مباشراً على طاولة رباعية تضم وفد الحكومة السورية ووفد معارضة الرياض ووفد معارضة منصات موسكو وأستانا والقاهرة ووفد الأمم المتحدة، لكن المصادر أشارت إلى صعوبات بالغة يواجهها المبعوث الأممي تجاه عدم استعداد واشنطن لإطلاق هذا الحوار في الوقت الحالي ورفض وفد معارضة الرياض أيضاً الذهاب إلى حوار، وإمكانية تعطيله من خلال تعطيل الاتفاق الروسي الأميركي.
في الغضون دعا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف نظيره الأميركي جون كيري خلال اتصال هاتفي أمس إلى عدم حصر واشنطن جهودها في توجيه الاتهامات، بل ضمان مشاركة الجيش الأميركي الكاملة في تطبيق آلية مراقبة الالتزام بوقف النار في سورية والرد على الانتهاكات، مجدداً الدعوة إلى نشر الاتفاقات الروسية الأميركية من أجل تجنب الوقوع في أي التباس ولإزالة أي غموض في استيعاب المجتمع الدولي للوضع الحقيقي في مجال تنفيذها، كما أكد وزير الخارجية الفرنسي جان مارك إيرولت دعم بلاده لموقف موسكو الداعي للإعلان عن تفاصيل الاتفاق خلال اتصاله أمس بلافروف أيضاً.
وفيما أكد الجنرال الروسي فلاديمير سافتشنكو أمس أن «الوضع في سورية يسوء»، موضحاً وفق وكالة «فرانس برس» أن «الفصائل المقاتلة تستغل وقف إطلاق النار لإعادة تجميع صفوفها وتخطط لشن هجوم، ومن المحتمل أن تشهد مناطق حساسة مثل حلب ودمشق وطرطوس واللاذقية، أعمالاً إرهابية»، حذر النائب الأول لرئيس إدارة العمليات بهيئة الأركان الروسية الجنرال فيكتور بوزنيخير أنه «إذا لم يتخذ الجانب الأميركي الإجراءات اللازمة لتنفيذ التزاماته، فإن الولايات المتحدة ستتحمل مسؤولية انهيار وقف إطلاق النار».
سبق ذلك تأكيد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن بلاده «تواصل تنفيذ جميع التزاماتها في إطار الاتفاق الروسي الأميركي، بل توصلت إلى الاتفاق مع الرئيس (بشار) الأسد والحكومة السورية، وها نحن شاهدون على تنفيذ القوات الحكومية السورية التزاماتها».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن