إطلالة مثالية
| خالد عرنوس
لفت نظري كما معظم المشاهدين والمتتبعين للدوري الإنكليزي تألق المهاجم الجزائري إسلام سليماني في إطلالته الأولى مع ناديه الجديد ليستر سيتي فكان (أول دخوله شمعة على طوله) كما يقول المثل الشعبي وسجل هدفين يفترض أنهما خير بداية لمهاجم خبر اللعب في الملاعب الأوروبية وينتظر أن يمثل ذراعاً قوية لبطل البريميرليغ ويعول عليه محبو النادي بتشكيل ثنائي هجومي كاسح مع المهاجم المخضرم جيمي فاردي صاحب الشعبية الجارفة بفضل ما قدمه خلال الموسم الماضي وقد كانت له اليد الطولى بتتويج الزرق المفاجئ بلقبهم التاريخي الأول على صعيد الدرجة الممتازة في بلاد الضباب.
ويفترض ألا يجد سليماني غربة في ليستر خاصة مع وجود مواطنه رياض محرز أحد أفضل لاعبي النادي في الموسم الماضي ونجم الفريق الأول حالياً وقد كان أحد الذين تمسك بهم المدرب رانييري للبقاء في صفوفه من أجل رحلة أصعب للدفاع عن لقبه وكذلك مشاركة مشرفة بالشامبيونزليغ حيث يخوض هذه المسابقة للمرة الأولى، وبما أن محرز وسليماني زميلان بالأساس في منتخب محاربي الصحراء فليس غريباً أن يكونا أكثر من مجرد صديقين في الغربة الإنكليزية.
التجربة العربية في الملاعب الأوروبية لم تحقق الكثير من النجاحات الكبيرة ولعل أبرز من تألقوا في القارة العجوز كانوا ممن تربوا وترعرعوا في الأندية الأوروبية التي تمارس الاحتراف المثالي منذ الصغر على عكس اللاعبين الذين يأتون من بلادهم بعد تخطي الفئات العمرية على الرغم من كفاءة الكثير من هؤلاء إلا أن معظمهم لم يحقق نجاحات كبيرة فكانت فترته الذهبية لا تتعدى الموسم الواحد وربما لموسمين وبعدها يصيبهم داء التراجع فتطويهم زوايا النسيان لأسباب كثيرة ليس هنا المكان للتطرق إليها.
ويمثل إسلام سليماني هذه الفئة من اللاعبين فقد نشأ في الجزائر ومثل ناديي شباب الشراقة وشباب بلوزداد قبل أن يرحل شمالاً باتجاه العاصمة البرتغالية لشبونة وناديها الثاني سبورتنغ فمثله لثلاثة مواسم خاض فيها 82 مباراة مسجلاً 48 هدفاً، وأصبح لاعباً يمتلك الخبرة (28 عاماً) وهو الذي حباه اللـه بطول فارع (188 سم) ما ساعده في مهمته كقلب هجوم ولاسيما في الكرات الهوائية.
لقد سجل سليماني هدفين في أول مشاركة له مع ليستر ورغم أنني لم أتفاءل بهذا الأمر إلا أنني أنتظر منه كما عشاقه من أبناء الجزائر الشقيقة أن يتألق هناك مع زميله محرز الذي استطاع أن يفرض اسمه وسط أساطين الكرة في البريميرليغ.