قضايا وآراء

قلب لوزة وقرقبيزا… شاهد على الغدر والإجرام التكفيري

ميسون يوسف : 

 

في لحظة الحقيقة خذل الإرهابيون مرتكبو الجرائم في سورية، من يساندهم عبر الحدود من أمثال وليد جنبلاط وسواه من المرتهنين المنخرطين في المشروع الصهيوأميركي ضد المنطقة وشعوبها ومن كل القوميات والأديان والطوائف والفئات، فإرهابيو التكفير لا يراعون أحدا وذمة، دينهم القتل بعد التكفير ونهجهم التدمير بعد الذبح.. هي طبيعتهم وتنشئتهم التي اعتمدت لهم خدمة لإسرائيل ومن خلفها.
لقد روج البعض أن طائفة الموحدين الدروز في سورية ستكون بمنأى عن سلاح الحقد والإجرام التكفيري، وادعوا أنهم حصلوا من رعاة الإرهاب في تركيا والأردن والسعودية وقطر على ضمانات بعدم المس بأحد من الموحدين الدروز ولكن الضمانات ذهبت.. وذهبت الوعود أدراج الرياح.. وانقض وحوش الإجرام التكفيري على القرى الوادعة على كتف من ربا إدلب ( قلب لوزة وقرقبيزا)، وأعملوا فيهما السيف مرتكبين كعادتهم مجزرة وحشية بحق الآمنيين من الشيوخ والنساء والأطفال وجمعوا جثثهم التي ناهزت الأربعين وعين العالم تنظر والسمع يلتقط الاستغاثة ولا من متحرك ولا من مجيب إلا أهل الوطن الشرفاء وحلفاؤهم.
بالأمس وصف وليد جنبلاط جبهة النصرة بأنها تشكيل يعمل للسلام ولا علاقة له بالإرهاب، وردت جبهة النصرة على تحية جنبلاط بقتل الأربعين من سكان قرية قلب لوزة عند جبل السماق، والأسوأ من تبرئة النصرة من إرهابها هو ما قام به جنبلاط من تبرئتها من جريمتها الوحشية مدعيا أن العمل حادث فردي، مستخفاً بعقول الناس مقزماً جريمة الإبادة الجماعية إلى حجم العمل الفردي خدمة لأسياده ومشغليه خلف الحدود.
لكن السوريين من أبناء طائفة الموحدين الدروز والمتمسكين بدولتهم ومواطنتهم السورية وبعروبتهم والرافضين لنهج الارتهان والاستسلام هبوا رفضا للجريمة ورفضا لمبرريها ورفضا للوعود الكاذبة، مبدين الاستعداد والعزيمة على امتشاق السلاح جنبا إلى جنب مع رجال الجيش العربي السوري الذي امتهن تقديم التضحيات من أجل الوطن والشعب العربي السوري دونما تمييز بين سوري وآخر وعلى أي أساس من الأسس، فكل السوريين سواء في عين الجيش وحمايته.
ولم تثن السوريين في مواجهتهم للإرهاب التكفيري، وحشية الإرهابيين ولا فتوى شيوخ الفتنة ولا تحريض الشركاء في سفك الدم السوري، فالشعب السوري وبكل فئاته وطوائفه إلى جانب جيشه.. مصرّ على التمسك بأرضه.. ومصرّ على المواجهة، أما الخونة الذين باعوا دينهم وشرفهم وعرضهم بحفنة من البترودولار فلن يكون لهم على الأرض السورية موطن أو موطئ قدم كما لن يكون لهم من يستجيب لفتنتهم ودعواتهم الضالة، فسورية محمية بسواعد أبنائها وصدق حلفائها وهي تعاقدت مع الانتصار وستنتصر مهما عظمت الخسائر وفظعت الجرائم بحق شعبها.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن