عربي ودولي

انتخابات محلية في برلين وميركل تستعد لصعود الشعبويين

صوت الناخبون الألمان أمس لتجديد البرلمان في العاصمة برلين المعروفة بطابعها الليبرالي وبتنوعها في اقتراع يرتقب أن يشهد صعوداً جديداً لحزب البديل لألمانيا الشعبوي المعارض للهجرة ونتيجة مخيبة جديدة لمعسكر المستشارة أنجيلا ميركل.
ورغم أنه اقتراع محلي، فإن صعود الحركة الشعبوية في العاصمة مع ترقب حصولها على 14% من الأصوات حسب استطلاعات الرأي سيكون له أثر رمزي في مدينة متنوعة ثقافياً ومنفتحة على العالم تعد 3.5 ملايين نسمة وتميل إلى اليسار منذ 15 عاماً.
وسجلت نسبة المشاركة ارتفاعاً كبيراً عند الساعة 10.00 ت غ مع زيادة بست نقاط مقارنة مع الانتخابات السابقة عام 2011، لتصل إلى 25.1% حسب السلطات المحلية.
وفي انتخابات الشهر الماضي، سجل حزب البديل لألمانيا تقدماً بفضل قدرته على جمع أصوات الممتنعين عن الاقتراع. وعلى العكس، يمكن أن تكون نسبة المشاركة المرتفعة ناجمة عن تعبئة من معارضي هذه الحركة القلقين من رؤية برلين هي أيضاً تجتاحها نزعة يمينية شعبوية.
وصعد رئيس بلدية المدينة الاشتراكي الديمقراطي مايكل مولر من أهمية التحديات في هذه الانتخابات قائلاً: إنه إذا نال حزب البديل لألمانيا نسبة تفوق 10% «فهذا سيفسر في العالم أجمع على أنه مؤشر إلى عودة اليمين المتطرف والنازية إلى ألمانيا».
ومع أن المحافظين لا يتمتعون سوى بتأثير ضعيف في برلين تقليدياً إلا أن تراجعاً في الأداء يمكن أن يعقد مهمة ميركل قبل عام على الانتخابات التشريعية في الوقت الذي يندد فيه قسم من حلفائها بسياستها إزاء المهاجرين في عام 2015 ويعتبرونها سبباً في بروز الشعبويين.
وانتقل حزب البديل لألمانيا الفتي الذي نشأ قبل ثلاثة أعوام من خطاب معاد لليورو إلى معاداة الإسلام وبات يحظى بالتمثيل في تسع من أصل المقاطعات الفدرالية الست عشرة. وحقق سلسلة من النتائج الجيدة في عام 2016 مستفيداً من القلق الناجم عن مجيء مليون طالب لجوء إلى البلاد العام الماضي.
وشهدت الأيام الأخيرة من الحملة الانتخابية دعوات من أجل التصدي للشعبويين في المدينة التي يشكل المهاجرون 13.5% من سكانها والتي تفاخر بتعدديتها الثقافية بفضل الجاليتين التركية والروسية الكبيرتين فيها.
وشبه رئيس البلدية الذي نشرت صورة له مع امرأة محجبة على لافتات، طفرة حزب البديل لألمانيا بصعود النازيين ودعا الناخبين إلى «تفادي أن يعيد التاريخ نفسه».
أما المنافس الأساسي لرئيس البلدية المحافظ فرانك هنكل ووزير داخلية مقاطعة برلين فندد بالحزب الذي «يقبل بعنصريين في قيادته».
وأقرت ميركل التي مني حزبها بهزيمة كبيرة في الرابع من أيلول أمام الشعبويين في انتخابات ميكيلمبورغ بومرانيا الغربية (شمال شرق) بأن الطبقة السياسية تجد صعوبة في التصدي لتحدي الشعبويين.
لكن ميركل وسياستها المنفتحة إزاء المهاجرين تعتبر الهدف المفضل للشعوبيين في حملاتهم. وعلى هامش لقاء لحزب الاتحاد المسيحي الأربعاء هتف أنصار اليمين المتطرف مطالبين ميركل بالرحيل على وقع صفير.
وعلاوة على المسائل السياسية الوطنية، فإن مواضيع متعلقة ببرلين تحديداً أدت إلى تراجع ثقة الناخبين بالحزبين الرئيسيين.
وتعاني برلين التي تعتبر من بين المدن الأكثر دينامية في أوروبا وخصوصاً مع شبكة كثيفة من الشركات الناشئة (ستارت آب)، من ارتفاع أسعار العقارات. كما تعاني منذ إعادة توحيد شطريها تراكم الديون وتدهور شبكة الخدمات العامة والمدارس القديمة وكلفة استقبال المهاجرين.
(أ ف ب – وكالات)

أسوأ نتيجة للتشكيلين الحاكمين

أظهر آخر استطلاع أجرته شبكة «زد دي إف» العامة أن الحزب الاشتراكي الديمقراطي لرئيس البلدية المنتهية ولايته مايكل مولر يتصدر مع 23% من نيات التصويت يليه حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي بزعامة ميركل (18%) والخضر (15%) في حين من المتوقع أن يحصل الشعبويون الذين يشاركون في هذه الانتخابات للمرة الأولى على 14% من الأصوات.
وإذا تأكدت هذه التوقعات فإن التشكيلين الأساسيين اللذين يحكمان ضمن «تحالف كبير» على المستوى الفدرالي سيسجلان أسوا نتيجة انتخابية منذ توحيد البلاد.
وسيقوم البرلمان المحلي الذي سينتخب أمس بتعيين رئيس بلدية المدينة. وينتخب سكان برلين أيضاً رؤساء بلديات دوائرهم وهنا أيضاً تتوقع استطلاعات الرأي نسبة تأييد عالية في بعض المناطق لحزب البديل لألمانيا ولاسيما في برلين الشرقية سابقاً.
وحاول هذا الحزب، خلافاً لعمليات اقتراع سابقة، تجنب الخطاب المتطرف جداً خلال حملته في مدينة تعد 13.5% من المهاجرين وجالية تركية كبرى.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن