عربي ودولي

تفجير «متعمد» يوقع 29 جريحاً في نيويورك وآخر في نيوجيرسي.. و8 جرحى في طعن بالسكين في مينيسوتا تبناه «داعش»

تزامناً مع بدء جلسات الجمعية العمومية السنوية للأمم المتحدة التي يشارك فيها عدد كبير من رؤساء الدول والحكومات في نيويورك اليوم الاثنين، أصيب 29 شخصاً في تفجير «متعمد» في حي مكتظ بنيويورك السبت ما أثار مخاوف من أن يكون هجوماً إرهابياً، حيث تزامن مع تفجير آخر في ولاية نيوجيرسي المجاورة.
ويأتي ذلك أيضاً في حين أفادت وكالة «أعماق» المرتبطة بتنظيم «داعش» أمس أن الهجوم بالسلاح الأبيض الذي أدى إلى إصابة ثمانية أشخاص بجروح مساء السبت في مركز تجاري بولاية مينيسوتا الأميركية نفذه «جندي للدولة الإسلامية».
ودوى الانفجار قرابة الساعة 20.30 (00.30 ت غ) في الشارع الـ23 بين الجادتين السادسة والسابعة في حي تشلسي في وقت كان يشهد إقبالاً كبيراً على الحانات والمطاعم المنتشرة فيه.
وأعلن حاكم ولاية نيويورك اندرو كيومو أمس أن الانفجار الذي هز حي مانهاتن في نيويورك مساء السبت ناتج عن «قنبلة» ولكن «لا علاقة له بالإرهاب الدولي». وقال الحاكم أمس خلال تفقده مكان حصول التفجير في حي تشلسي في قلب نيويورك: «كائناً من كانوا من زرعوا هذه القنابل فسنعثر عليهم ونقدمهم للعدالة».
وأكد الحاكم العثور على عبوة ناسفة ثانية عبارة عن طنجرة ضغط موصولة بأسلاك كهربائية وهاتف محمول، في الشارع 27 غير البعيد من الشارع 23، وتم تفكيكها قبل أن تنفجر.
وأوضح كيومو أن الإجراءات الأمنية عززت بألف عنصر إضافي بعد الحادث، علماً بأنها كانت أصلا معززة مع افتتاح دورة الجمعية العامة للأمم المتحدة اليوم الاثنين. إلا أنه حرص على التأكيد أن هذا الإجراء قد اتخذ «على سبيل الاحتراز»، مضيفاً «ليس لدينا أي سبب للاعتقاد بوجود تهديدات أخرى وشيكة».
وأعلن الحاكم من جهة أخرى أن أجهزته تتعاون مع الأجهزة في ولاية نيوجيرسي المجاورة حيث كانت عبوة ناسفة قد انفجرت السبت من دون وقوع إصابات، مع التأكيد أن لا شيء يثبت حتى الآن (حتى إعداد هذا الخبر) وجود صلة بين التفجيرين.
وكانت انفجرت قنبلة يدوية الصنع السبت في نيوجيرسي على طريق سباق خيري نظمه مشاة البحرية الأميركية.
وكانت العبوة معدة لتنفجر لدى مرور مئات المشاركين في السباق بعد أن زرعت قرب سلة قمامة. إلا أن انطلاق السباق تأخر ولم يوقع الانفجار إصابات، بحسب ما قال المتحدث باسم النائب العام المحلي الديلا فيف.
ويمكن أن يكشف التحقيق مزيداً من التشعبات. وتشهد نيويورك إجراءات أمنية مشددة مثل التحقق من الهويات عند مداخل العديد من المباني وانتشار واضح للشرطة في عدد من المواقع العامة.
وتتكرر الإنذارات بوقوع اعتداء وتم تشديد المراقبة بعد موجة الاعتداءات التي نفذها إرهابيون في أوروبا.
وفي حال ثبوت وجود رابط إرهابي فإن الحادث يمكن أن يلقي بظلاله على الحملة الانتخابية للاقتراع الرئاسي في الثامن من تشرين الثاني والتي يتنافس فيها المرشح الجمهوري دونالد ترامب ووزيرة الخارجية السابقة ومرشحة الديمقراطيين هيلاري كلينتون.
وسارع ترامب إلى الإعلان من كولورادو سبرينغس أن «عبوة انفجرت في نيويورك»، وأضاف «علينا أن نبدي حزماً، الكثير من الحزم».
إلا أن كلينتون علقت بالقول «من الأفضل دائماً التريث للحصول على المعلومات قبل الخروج باستنتاجات».
وقال العديد من سكان حي تشلسي لقنوات التلفزيون المحلية إنهم سمعوا دوي انفجار عنيف. وتحطم زجاج العديد من أبواب وواجهات المتاجر التي سارع الكثير منها إلى إغلاق أبوابه. ودوت صفارات عربات الإسعاف والشرطة طوال الليل في الحي الذي حلقت فوقه المروحيات كما طوقت الشرطة المنطقة لكن دون أن تقوم بإجلاء السكان، حسبما أفاد مراسل لوكالة «فرانس برس».
وتعتبر نيويورك البالغ عدد سكانها 8.5 ملايين المدينة الأكبر من حيث عدد السكان في الولايات المتحدة.
وفي سياق متصل أقدم رجل «نطق بعبارة تضمنت كلمة الله» على طعن ثمانية أشخاص وإصابتهم بجروح في مركز للتسوق في ولاية مينيسوتا الأميركية ليل السبت الأحد قبل أن تطلق عليه الشرطة النار وتقتله، بحسب الشرطة.
وصرح بلير اندرسون قائد شرطة مدينة سانت كلاود للصحفيين أن المهاجم «سأل شخصاً واحداً على الأقل ما إذا كان مسلماً قبل أن يهاجمه».
إلا أنه أكد على أن دوافع المهاجم لا تزال غير واضحة وقال «لا استطيع القول الآن ما إذا كان الأمر يتعلق بهجوم إرهابي أم لا، لأنني لا أعلم».
وقال إندرسون إن المسلح دخل إلى مركز «كروس رودز سنتر» للتسوق في سانت كلاود التي يبلغ عدد سكانها 67 ألف نسمة، وهاجم ثمانية أشخاص على الأقل.
وأشار إلى أنه كان يرتدي زي حارس أمن خاص وكان يحمل سكيناً واحداً على الأقل «وقال عبارة تشتمل على كلمة اللـه»، وأضاف: إن «ضابط شرطة لم يكن مناوبا واجه المسلح وأطلق عليه النار وقتله».
وقال إندرسون: إن المشتبه فيه له سجل في مخالفات مرورية صغيرة، مضيفاً إن الشرطة ليس لديها سبب يدفعها إلى الاعتقاد حالياً بأن الهجوم مرتبط بأي هجوم آخر.
بدورها أفادت وكالة «أعماق» المرتبطة بتنظيم «داعش» أمس أن الهجوم نفذه «جندي للدولة الإسلامية».
وقالت الوكالة في بيان «منفذ عمليات الطعن يوم أمس (السبت) في مينيسوتا هو جندي للدولة الإسلامية ونفذ العملية استجابة لنداءات استهداف رعايا دول التحالف الصليبي»، في إشارة إلى الدول التي تشارك في التحالف المناهض للجهاديين في العراق وسورية.
وسبق أن دعا تنظيم «داعش» مراراً إلى استهداف الدول المشاركة في التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ويشن منذ أيلول 2014 ضربات جوية على مواقع الجهاديين في العراق وسورية.
وقد شهدت البلاد أخيراً عدداً من الاعتداءات التي نفذها إرهابيون، كالهجوم على ملهى ليلي في أورلاندو في حزيران، وهجوم في كانون الأول 2015 في سان برناردينو في كاليفورنيا.
(أ ف ب – رويترز – وكالات)

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن