عربي ودولي

مدلين بأصواتهم في موسكو والشطر الأوروبي من روسيا … الروس ينتخبون أعضاء برلمانهم في اقتراع يتوقع أن يفوز به حزب روسيا الموحدة

دعي أكثر من 110 ملايين ناخب روسي أمس للتصويت في الانتخابات التشريعية في اقتراع يتوقع أن يفوز به الحزب الحاكم، وهو آخر المحطات الانتخابية المهمة للرئيس فلاديمير بوتين قبل انتخابات 2018 الرئاسية التي يرجح أن يترشح إليها.
وأدلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بصوته في مقر أكاديمية العلوم الروسية في موسكو.
ووصل بوتين إلى المركز في تمام الساعة الـ12:30، واطلع من أعضاء اللجنة الانتخابية هناك على سير التصويت.
والملفت في تصويت بوتين، أنه أظهر للموظف المعني في المركز الانتخابي بطاقة هويته الشخصية، قبل أن يدلي بصوته.
وفي تعليق مقتضب للصحفيين قال: إنه سوف يغادر المركز الانتخابي، لأن «عليه الذهاب إلى العمل». وسأل الصحفيين قائلاً: «هل يعقل أنكم لا تعرفون الحزب الذي سأصوت له؟».
كما أدلى قادة الأحزاب الروسية المشاركة في انتخابات «الدوما» بمن فيهم دميتري مدفيديف زعيم حزب «روسيا الموحدة» بأصواتهم.
وأدلى مدفيديف بصوته برفقة عقيلته سفيتلانا مدفيديفا، حيث صوتا في دار شوفالفسكي للجمباز في موسكو.
وفي تعليق مقتضب على الانتخابات قال: «نحن اليوم نعيش يوماً غاية في الأهمية بالنسبة إلى بلادنا، وهو يوم التصويت الموحد الذي سينتهي بانتخاب مجلس «الدوما» الجديد، والبرلمانات والإدارات المحلية في الجمهوريات والمقاطعات والأقاليم الروسية».
فيما أدلى فلاديمير جيرينوفسكي زعيم الحزب «الليبرالي الديمقراطي الروسي»، بصوته في واحد من مراكز الاقتراع في إحدى مدارس موسكو، ولم تصدر عنه أي تصريحات خلافا لما يعرف عنه في مثل هذه المناسبات.
وبدوره أدلى غينادي زيوغانوف زعيم «الحزب الشيوعي الروسي»، بصوته في واحد من مراكز الاقتراع وسط موسكو.
وفي تعليق على سير الانتخابات وضرورة التصويت فيها قال: «لقد دعا رئيس البلاد الناخبين إلى التصويت من أجل روسيا، فيما أصوت أنا من أجل روسيا محبة للعمل، وتعرف التاريخ وتكنّ الاحترام لمن يخلق القيم الأساسية».
ومن جانبه سيرغي ميرونوف زعيم حزب «روسيا العادلة»، أدلى بصوته في المركز الانتخابي رقم 73 في العاصمة موسكو كذلك، وأكد أن «انتخابات «الدوما» للدور التشريعي المقبل أنزه بكثير منها للدور التشريعي المنقضي»، مشيراً إلى أن مراقبي حزبه لم يسجلوا أي انتهاك في سير التصويت في جميع المراكز الانتخابية التي زاروها».
فيما أدلى ميخائيل كاسيانوف زعيم حزب «بارناس»، (وهو من أشد المعارضين للسلطة الروسية الحالية) بصوته كذلك في مركز انتخابي في إحدى مدارس اللغات الأجنبية في موسكو، وأكد أنه «قد صوت من أجل التغيير، شأنه في ذلك شأن ملايين المواطنين الروس».
وفتحت مراكز الاقتراع أبوابها أمام الناخبين في موسكو والشطر الأوروبي من روسيا في الساعة الـ8 صباحاً بتوقيت موسكو أمس وذلك بعد أن بدأ التصويت في شرق روسيا قبل 9 ساعات من انطلاقه في غربها.
وفي العاصمة موسكو، فتحت 3.5 آلاف مركز انتخابي أبوابها، بحضور المراقبين الحزبيين والمستقلين للوقوف على سير التصويت واستثناء أي اتهامات قد تكيلها القوى السياسية المتنافسة لبعضها بعد انقضاء الانتخابات، فضلا عن الكاميرات المنصوبة والبث الحي الذي نظمته اللجنة المركزية للانتخابات الروسية في جميع المراكز الانتخابية على امتداد البلاد.
وبلغ عدد المراكز الانتخابية في عموم روسيا 95 ألفاً، بما يتيح التصويت لأكثر من 111 مليون ناخب، واستقبال المواطنين من تمام الـ8 صباحا حتى الـ8 مساء بالتوقيت المحلي لكل جمهورية وإقليم روسي بدءاً من فلاديفوستوك في أقصى شرق البلاد وصولاً إلى مقاطعة كالينينغراد في أقصى غربها.
وانتخابات مجلس «الدوما»، أي النواب الروسي التي تشهدها روسيا هي السابعة من نوعها في روسيا الاتحادية بعد أن نظمت أول انتخابات لمجلس «الدوما» في روسيا المعاصرة في كانون الأول 1993، وذلك منذ حله في أعقاب ثورة تشرين الأول سنة 1917.
ويخوض الانتخابات 14 حزباً، حيث يتنافس 6510 مرشحين على شغل 450 مقعداً في مجلس «الدوما»، ليشغل 225 مقعداً مرشحو الأحزاب السياسية، و225 مقعداً مرشحو الدوائر الانتخابية ذات المقعد الواحد.
وبالعودة إلى «الدوما» في دوره التشريعي السادس المنتهي والذي بدأ سنة 2011، فقد كان حزب «روسيا الموحدة» الحاكم يحتل 238 مقعداً، والحزب الشيوعي الروسي 92، فيما شغل حزب «روسيا العادلة» 64، و«الحزب الليبرالي الديمقراطي الروسي» 56 مقعداً، الأمر الذي يرجح أن تتمكن الأحزاب الأربعة المذكورة مجدداً، من صياغة التوازن في «الدوما» في دوره التشريعي المنتظر، فيما يبقى السؤال عمّا إذا ستنجح هذه الأحزاب كما في الانتخابات السابقة، وتستحوذ على حصص الأسد في «الدوما» وتحتفظ بالكلمة الفصل في صياغة التشريعات.
والفارق في التوقيت بين العاصمة موسكو وأقصى شرق البلاد تسع ساعات، حيث تفتح مراكز الانتخاب أبوابها أمام المواطنين هناك اعتباراً من الساعة الـ23:00 ليلا بالتوقيت المحلي لموسكو، ليسبق الناخبون في الشرق الأقصى الروسي نظراءهم في باقي البلاد في التصويت، على أن تغلق المراكز الانتخابية أبوابها في كالينينغراد أقصى غرب روسيا، في الساعة الـ21:00 بتوقيت موسكو.
تجدر الإشارة إلى أن روسيا أكبر بلد في العالم، حيث بلغت مساحتها حسب المصادر الرسمية 17 مليوناً و125 ألفاً و191 كم مربعاً، إذ تمتد على قارتين في نطاق ما يعرف لدى الجغرافيين والمؤرخين والساسة بأوراسيا.
(روسيا اليوم – أ ف ب)

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن