سورية

تسخين عسكري في تل أبيض.. وتعثر للحملة التركية على «بوابة الجزيرة الفراتية»

| الوطن – وكالات

انفجر التوتر حول مدينة تل أبيض بمحافظة الرقة، بتسخين عسكري على وقع اشتباكات متقطعة بين «قوات سورية الديمقراطية» والجيش التركي، بالترافق مع استعادة تنظيم داعش، مستغلاً التوتر التركي الكردي، المبادرة الهجومية في المحافظة ضد «الديمقراطية»، وإرساله في الوقت نفسه تعزيزات إلى مدينة الباب بريف حلب الشرقي، التي ستشهد معارك فاصلة ما بين التنظيم والمليشيات المدعومة تركياً وأميركياً، ضمن عملية «درع الفرات». ونتيجة تعقيدات سياسية وميدانية بدا وكأن الحملة على الباب تتعثر.
وبعد الأنباء التي تحدثت عن استعداد 3000 مسلح منضوين تحت لواء «درع الفرات» للهجوم على مدينة تل أبيض لطرد «الديمقراطية» منها، والغموض الذي رافق رفع الأعلام الأميركية فوق ثلاثة مبان في المدينة وإنزالها لاحقاً، وقعت اشتباكات حدودية متقطعة ما بين الجيش التركي و«الديمقراطية» في منطقة المعبر في مدينة تل أبيض، تخللها تحليق مكثف للطيران الحربي التركي. ترافقت الاشتباكات مع إرسال تركيا مزيداً من التعزيزات العسكرية إلى مناطقها المواجهة لمعبر تل ابيض، حسبما ذكرت وكالة «سمارت» المعارضة.
وتحدثت الوكالة عن استنفار أمني لـ«الديمقراطية» في تل أبيض وانتشار للحواجز الأمنية على أطرافها وصولاً إلى مدينة رأس العين بريف الحسكة. وتشكل «وحدات حماية الشعب» الكردية التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي (بيدا)، العمود الفقري لـ«الديمقراطية» ورأس حربتها. وتصنف أنقرة «بيدا» بالامتداد السوري لحزب العمال الكردستاني المحظور تركياً، وترفض أي تعاون بين واشنطن وهذا الحزب. و«الديمقراطية» هي التشكيل السوري الذي يعمل بمثابة القوات البرية للتحالف الدولي الذي تقوده واشنطن ضد تنطيم داعش في سورية. وتعمل أنقرة على زعزعة التعاون بين واشنطن و«حماية الشعب»، كمقدمة لاستعادة التنسيق التركي الأميركي بشأن سورية، ولإقناع واشنطن باستبدال «الديمقراطية» بميليشيات «الجيش الحر» المدعومة تركياً والمتألفة ضمن عملية «درع الفرات». وإلى الآن، نجحت أنقرة وميليشيات «الحر» المتحالفة معها في الحلول مكان «الديمقراطية» في معارك التحالف الدولي ضد داعش غرب نهر الفرات. ويأتي انتشار مجموعة من القوات الأميركية الخاصة في مدينة الراعي مؤخراً قبل انسحابهم جراء احتجاجات بعض الميليشيات المسلحة، في سياق التفاهم الأميركي التركي المتعاظم غربي نهر الفرات، واستعداداً لطرد داعش من مدينة الباب بوابة الجزيرة الفراتية على مدينة حلب وبالعكس.
وضمن المرحلة الثالثة من عملية «درع الفرات»، تمكنت ميليشيات «الحر» من السيطرة على قريتي طاط حمص وقنطرة غرب بلدة الراعي بريف حلب الشمالي، بعد اشتباكات عنيفة مع داعش المدرج على اللائحة الدولية للتنظيمات الإرهابية. لكن هذه الحملة تواجه مشاكل تتعلق برفض بعض الميليشيات العمل مع الأميركيين، وأيضاً رفض بعض آخر الاستمرار في العملية، خوفاً من هجمة يشنها الجيش العربي السوري وحلفاؤه على مواقع شركائهم المسلحين في الأحياء الشرقية من مدينة حلب.
وتأتي المرحلة الثالثة لعملية «درع الفرات» بعد نجاح المرحلتين الأولى والثانية من العملية، حيث سيطر مسلحو «الحر» مدعومين من الجيش التركي، على منطقة جرابلس وبلدة الراعي، إضافة إلى الشريط الحدودي مع تركيا بين مدينتي اعزاز وجرابلس، بعد طرد التنظيم منه. وربما كانت اشتباكات تل أبيض، بمثابة ضغط تركي يهدف إلى منع «الديمقراطية» من شن أي حملة في الرقة، مستغلة انشغال داعش بالمعركة من أجل مدينة الباب.
وكشفت تقارير إعلامية أن داعش أرسل تعزيزات عسكرية باتجاه مدينة الباب انطلاقاً من مدينة الرقة، مبينةً أنها المرة الثانية التي يتم فيها إرسال تعزيزات خلال الأيام الأربعة الماضية.
واستغل داعش التوتر المتصاعد بين تركيا و«حماية الشعب» وشن هجوماً بانغماسيين على قرى الفاطسة والكنطري والهبساوي في الريف الشرقي والغربي لبلدة عين عيسى بمحافظة الرقة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن