سورية

«التحالف الدولي»: لم نكن نستهدف (عمداً أبداً وحدة عسكرية سورية) … وحدات من الجيش استعادت جميع المواقع التي خسرتها في منطقة جبل الثردة وتحولت من الدفاع إلى الهجوم

| الوطن- وكالات

كثفت وحدات من الجيش العربي السوري بإسناد من سلاح الجو السوري من استهدافها لتجمعات وتحركات تنظيم داعش في دير الزور، بعد أن استعادت السيطرة على جميع النقاط التي خسرتها بفعل عدوان الطيران الأميركي الذي استهدف موقعا للجيش ما مهد الطريق أمام التنظيم المدرج على لائحة الإرهاب الدولية للسيطرة على هذه النقاط.
ونقلت وكالة «سانا» للأنباء عن مصدر عسكري: إن «الطيران الحربي في الجيش العربي السوري أغار صباح أمس (الأحد) على تجمعات وتحصينات لتنظيم «داعش» الإرهابي في محيط جبل الثردة ما أسفر عن تدميرها مع عدد من العربات المدرعة ومقتل العشرات من أفراد التنظيم التكفيري».
وفي وقت سابق أشارت الوكالة إلى أن وحدات من الجيش وجهت ضربات مركزة طالت أوكارا وطرق إمداد للتنظيم في حيي الكنامات والعرفي وفي قرية الجفرة ومحيطي منطقة البانوراما ومطار دير الزور العسكري.
ولفتت إلى تكبد التنظيم خسائر فادحة بالأفراد والعتاد الحربي خلال الضربات وتدمير مستودعات للأسلحة والذخيرة وعربات بعضها مزود برشاشات ثقيلة.
وكانت 4 مقاتلات أميركية اثنتان من طراز إف 16 وأخريان من طراز إيه 10 اخترقت الأجواء السورية السبت ونفذت عدواناً على أحد مواقع الجيش العربي السوري في جبل الثردة بريف دير الزور الجنوبي الشرقي ما تسبب بارتقاء عدد من الشهداء ووقوع عدد من الجرحى الأمر الذي مكن التنظيم داعش من السيطرة على جبل الثردة في محيط مطار دير الزور العسكري، وفق «سانا».
من جانبها أعلنت موسكو مساء السبت أن طائرات للتحالف الدولي شنت أربع ضربات جوية ضد مواقع للجيش العربي السوري قرب مطار دير الزور، ما أسفر عن استشهاد 62 جندياً سورياً وإصابة مئة آخرين.
واعتبر بيان للقيادة العامة للجيش والقوات المسلحة عدوان الطيران الأميركي دليلاً قاطعاً على دعم الولايات المتحدة الأميركية وحلفائها لتنظيم داعش وغيره من التنظيمات الإرهابية الأخرى ويفضح زيف ادعاءاتهم في محاربة الإرهاب.
ويمثل جبل الثردة نقطة إستراتيجية تشرف على مطار دير الزور الذي يعد شريانا حيويا لإمداد المدينة وقوات الجيش الموجودة فيها.
من جانبه، قال رئيس مركز التنسيق الروسي في حميميم الجنرال فلاديمير سافتشينكو السبت: إن الطيران الروسي تدخل «لدعم الجيش السوري من خلال ضرب تنظيم الدولة الإسلامية» بعد الهجوم الذي شنه الجهاديون.
وأوضح خلال مؤتمر عبر الفيديو مع قيادة الأركان أنه «في المجموع، تم تنفيذ عشر ضربات» منذ الساعة 16.00 ت غ.
بدوره أكد الجنرال سيرغي رودسكوي من هيئة الأركان الروسية خلال مؤتمر صحفي طارئ مساء السبت أن «القوات الجوية الروسية ستواصل ضرباتها ضد الجهاديين في دير الزور لدعم القوات السورية».
وفي وقت لاحق من مساء السبت استعادت وحدات من الجيش السيطرة على جميع النقاط التي خسرتها بفعل العدوان الطيران الأميركي على بعض مواقعه بمحيط مطار دير الزور العسكري.
وقال مصدر عسكري بحسب وكالة «أ ف ب» للأنباء: «تحول الجيش السوري من الدفاع إلى الهجوم» في منطقة جبل ثردة المطل على مطار دير الزور العسكري بعدما كان «تراجع نتيجة القصف الأميركي».
وأكد مصدر عسكري في مطار دير الزور بدوره وفق «أ ف ب»، أن «الجيش استعاد معظم النقاط التي تسلل إليها داعش في جبل ثردة بغطاء جوي كثيف من الطائرات الروسية والسورية»، التي استهدفت مواقع عدة للتنظيم داخل مدينة دير الزور وفي محيط المطار وعلى طريق دير الزور- الميادين جنوباً. وأسفرت الاشتباكات والقصف الجوي، وفق «المرصد السوري لحقوق الإنسان» المعارض، عن مقتل «أكثر من 30 عنصراً من التنظيم».
لكن موقع «النشرة» الإلكتروني اللبناني نقل عن مصادر عسكرية سورية  إن «الجيش عاد وانسحب من النقاط التي استرجعها السبت في جبل الثردة في دير الزور بعد اشتباكات عنيفة جداً مع داعش، لكن وبعد إسقاط طائرة حربية وضغط من التنظيم تراجع الجيش إلى نقاط خلفية في الجبل». ولم يتسن لـ«الوطن» التأكد من صحة هذه المعلومة. وأفاد مصدر عسكري أمس بإسقاط طائرة حربية في دير الزور أثناء تنفيذ مهمة قتالية ضد تنظيم داعش واستشهاد الطيار، وفق «سانا»، على حين قالت وكالة أعماق التابعة لداعش: إن التنظيم أسقط طائرة حربية سورية بمدينة دير الزور. وكان التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن ضد داعش أعلن السبت أنه قصف ما كان يعتقد أنه موقع للجهاديين في سورية، لكنه أنهى العملية فور تلقيه تحذيراً من موسكو بأنه ربما يكون تابعاً للجيش السوري، بحسب «أ ف ب».
وقال بيان صادر عن قيادة القوات الأميركية في الشرق الأوسط: إنه «في وقت سابق (السبت)، شنت طائرة تابعة للتحالف غارة في جنوب دير الزور، في سورية».
وأضاف: إن «قوات التحالف اعتقدت أنها ضربت موقعا قتاليا لتنظيم الدولة الإسلامية كانت تراقبه لبعض الوقت قبل القصف. لقد تم إيقاف الضربة فوراً حين أبلغ مسؤولو التحالف من مسؤولين روس بإمكانية أن يكون الأفراد والآليات والمستهدفة تابعين للجيش السوري».
ويحدد البيان أن الغارة وقعت في منطقة سبق أن قصفها التحالف في السابق. وقد تم إعلام الروس قبل القيام بالضربة، وهي خطوة تأتي ضمن «الآداب المهنية» لتجنب خطر التصادم بين طائرات التحالف والطائرات الروسية فوق سورية، ولكن ذلك ليس إلزامياً.
وأكد مركز القيادة الأميركية أن «سورية هي مسرح عمليات معقد مع وجود قوات عسكرية وميليشيات مختلفة تعمل في محيط قريب، لكن التحالف لم يكن ليستهدف عمداً أبداً وحدة عسكرية سورية». وأضاف: إن «التحالف سيبحث في ملابسات هذه الضربة ومعرفة ما إذا كان يمكن استخلاص دروس منها».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن