الخبر الرئيسي

تساؤلات تجاه تعمد البنتاغون استهداف الجيش السوري وإحراج إدارة أوباما! … الاتفاق الروسي الأميركي في مهب الريح؟

| كتب المحرر السياسي

تتسارع الأحداث في سورية وحولها ولاسيما بعد التوصل لاتفاق روسي أميركي لوقف الحرب وإنتاج حلول سياسية واقعية للأزمة، وسط خلافات شديدة داخل الإدارة الأميركية وتحديداً بين البنتاغون والبيت الأبيض، إذ مازالت وزارة الدفاع الأميركية ترفض أي اتفاق من شأنه شن حرب على الفصائل الإرهابية وخاصة جبهة النصرة وأخواتها المدعومين مباشرة من البنتاغون و«الحلفاء» العرب من سعوديين وقطريين بالإضافة للحليف التركي.
وفي التطورات الأخيرة، وبعد شن عدة غارات على مواقع للجيش السوري في محيط مطار دير الزور، تشير مصادر إعلامية في واشنطن لـ«الوطن» أن ما حصل لا يمكن إدراجه في خانة «الخطأ» كما بررت الإدارة الأميركية، فالطائرات الحربية الأميركية مزودة بإحداثيات مواقع الجيش السوري الثابتة والمتحركة ولا يمكن أن تخطئ هدفها، إضافة إلى أن الغارات استمرت مدة 40 دقيقة ولم تكن عابرة ما يمكن تفسيره على أنها غارات متعمدة على مواقع الجيش السوري أودت بحياة 62 شهيداً وعشرات الجرحى، قبل أن تعلن واشنطن تعليق عملياتها الجوية في دير الزور وتعرب عن «أسفها» لسقوط أرواح سورية نتيجة خطأ!
وترجح المصادر أن يكون من أمر بهذه الغارات هو البنتاغون ذاته الذي أراد من خلالها توجيه رسالة واضحة لموسكو وللبيت الأبيض أن: لا اتفاق ممكناً في سورية ولا حرب على جبهة النصرة وغرف عمليات مشاركة مع روسيا»، رسالة سببت إحراجاً للبيت الأبيض ولوزارة الخارجية الأميركية اللتين وجدتا نفسيهما في خندق واحد مع داعش في الهجوم على الجيش السوري، في حين عمل البيت الأبيض لأشهر لنفي أي علاقة مع داعش ولمحاربتها في العراق وفي سورية من خلال ما يسمى بقوات التحالف.
وتقول المصادر الأميركية إن الغضب الروسي كان واضحاً منذ اللحظات الأولى التي تلت الغارات الأميركية، وأن موسكو المصممة على المضي قدماً في ما تم الاتفاق عليه مع كيري في جنيف، بدأت جدياً التشكيك بقدرات الرئيس الأميركي في فرض إرادته داخل إدارته التي ستدخل قريباً مرحلة الانتخابات الرئاسية، وسط خلافات نادراً ما تحدث بين الفريق الواحد المنقسم حالياً تجاه موضوع مكافحة الإرهاب ما بين مؤيد ومعارض، ووسط انقسام يغذيه المال السياسي الخليجي الذي يدفع باتجاه حماية جبهة النصرة والتنظيمات المتطرفة لتحقيق أهدافه في تدمير الدولة السورية.
وفي دمشق، كان الغضب الشعبي يوازي الغضب الرسمي، وسط حملة استنكار اجتاحت كل السوريين ومطالبة رسمية سورية من مجلس الأمن لإدانة العدوان الأميركي والعمل من أجل ألا يتكرر في المستقبل، ما دفع روسيا إلى طلب جلسة طارئة لمجلس الأمن قوبلت برفض أميركي لأي اتهام أن تكون الغارات متعمدة، لتؤكد سامانتا باور مندوبة الولايات المتحدة، أن داعش هو عدو ولا يمكن لواشنطن أن تكون شريكاً له في أي هجوم على مواقع الجيش السوري، في جلسة وصفت بـ«العاصفة»، مع رد قاس للمندوب الروسي فيتالي تشوركين مطالباً واشنطن أن تبرهن لروسيا وشركائها على التزامها بحل سياسي في سورية بعد أحداث دير الزور. ورداً على سؤال حول إمكانية الحديث عن نهاية الاتفاق بين روسيا والولايات المتحدة الأميركية بشأن سورية، كان رد تشوركين: «لا، هنا علامة استفهام كبيرة!».
وتبدو علامة الاستفهام الروسية حول نيات البنتاغون الحقيقية تجاه الحل السياسي في سورية وتجاه الحرب على الإرهاب التي تم الاتفاق عليها في جنيف، ويبدو المشهد السوري ما بعد الغارات على دير الزور مختلفاً عما قبله، إذا بات على الرئيس باراك أوباما الآن أن يثبت الاتفاق ويلجم معارضيه أو ينصاع لرغبة البنتاغون وداعميه من دول خليجية، ويعلن وفاته ما يفتح الباب واسعاً أمام روسيا والجيش السوري والحلفاء للقضاء على الإرهابيين المدعومين والمحميين أميركياً، ولن يكون باستطاعة الإدارة الأميركية الدفاع عنهم مجدداً لكونها باتت المسؤولة الوحيدة عن إخفاق الهدنة وإلغاء الاتفاق الموقع مع روسيا، وعليها أن تتحمل النتائج.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن