رياضة

الكنز الدفين

| مالك حمود

كان وما يزال المال واحداً من أهم أسرار السعادة الرياضية، ومما لاشك فيه أن الأزمة رسخت هذه القاعدة في رياضتنا التي عانت الكثير في سنواتها الأخيرة من فقر في مختلف جوانبها بدءاً من العنصر البشري المتمثل بالكوادر والكفاءات، وصولاً إلى المال الذي كادت تجف ينابيعه، ليغدو العمل في أنديتنا بأدنى الإمكانات.
وسط هذه الصعوبات الجمة تأتي أهمية مبادرة نادي الوحدة في تكريمه للشركة الأجنبية التي كان لها الدور المهم في مشاركة فريق أشبال نادي الوحدة في الدورة الدولية التي أقيمت في إيطاليا منذ شهور.
خطوة نادي الوحدة تحمل في طياتها الكثير من المعاني أقلها الوفاء والتقدير لشركة قدمت يد العون للنادي وكلمة شكراً ضمن (بروتوكول محترم) لا بد أن تكون لها ردات فعل أخرى تبدو أكثر أهمية من الخدمة السابقة المقدمة للنادي، فالشركة التي قدمت الخدمة لفريق أشبال كرة النادي لا نظن أن تتردد في تقديم الرعاية لفرق الكبار بالنادي ولاسيما أنها قادمة نحو ناد كبير وعريق وله سمتعه العربية والقارية، ويكفي التذكير بأنه النادي السوري الوحيد الذي تمكن من الفوز ببطولة آسيا لكرة السلة، إضافة لمشاركاته المتعددة في بطولات كأس الاتحاد الآسيوي.
ما يحدث الآن في فكر وتفكير إدارة نادي الوحدة مسألة مهمة وقد تكون مفصلية فيما لو نجحت المساعي لكسب رعاية الشركة الكبرى، وهذا أمر يحمل مصلحة مشتركة ومتبادلة للطرفين معاً، وهذا ما نطمح برؤيته في العديد من جوانب عملنا الرياضي، فالمال موجود ولكنه بحاجة إلى من يبحث عنه بجدية ودأب وبالنفس الطويل، ولكن أين أولئك القادرون على التصدي لهذه المهمة الصعبة؟
لن نطلب المستحيل ولكن عندما تخفق منتخبات وطنية بحالها بتأمين جهة راعية رغم مشاركاتها الدولية المهمة، وبالوقت ذاته تنجح لجنة دمشق الفنية لكرة السلة بتأمين رعاية إحدى الشركات الوطنية الكبرى لمهرجان (صغار) وعلى مستوى المدينة، فإن ذلك يؤكد ما نقوله بأن المال كالكنز الدفين لن يظهر وحده، وهو بحاجة إلى من يبحث عنه بإصرار واستمرار…

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن