مقتل ثمانية شرطيين أفغان بنيران أميركية «صديقة»
قتل ثمانية شرطيين أفغان على الأقل في ضربة جوية أميركية كانت تستهدف مجموعة من المتمردين في جنوب أفغانستان، على ما أكد مسؤولون محليون أمس الإثنين. والحادث الذي وقع الأحد في ولاية أروزغان هو على ما يبدو الأول من نوعه منذ توسيع تفويض العسكريين الأميركيين المنتشرين في هذا البلد ضمن مهمة حلف شمال الأطلسي في حزيران.
وقال قائد شرطة أروزغان رحيم اللـه خان إن «الضربة الأولى قتلت أحد الشرطيين وبينما كان الآخرون يسعفونه، قتلت ضربة ثانية سبعة منهم».
وقال أحد الشرطيين الذين نجوا من غارة المروحية محمد صديق إنهم كانوا «يخوضون قتالاً عن مسافة قريبة» مع عناصر من طالبان حين تم استهدافهم.
ومن جانبه أوضح مسؤول مجلس ولاية أروزغان محمد كريم خادمزاي أن الشرطيين «كانوا داخل مركزهم» عند وقوع الهجوم. وبدورها أكدت قيادة الجيش الأميركي في كابول أن طائراتها نفذت ضربة جوية في المنطقة لكنها قالت إنها استهدفت «أفراداً يطلقون النار ويشكلون تهديداً» لقوات الأمن الوطنية الأفغانية. وأكد قائد الحلف الأطلسي في اتصال أجري معه في كابول أن غارتين جويتين نفذتا الأحد دعما للقوات الأفغانية التي كانت مهددة من مهاجمين.
ومن جهته قال الجنرال تشارلز كليفلاند مساعد قائد البعثة العسكرية الأطلسية والمتحدث باسمها «يمكنني أن أؤكد أن القوات الأميركية شنت في 18 أيلول غارتين على أفراد كانوا يستهدفون شركاءنا الأفغان ويهددونهم في تارين كوت مركز أروزغان». وأضاف: «لا معلومات لدينا حول هؤلاء الأفراد»، مشيراً إلى أن «من حق القوات الأميركية وقوات التحالف والقوات الأفغانية الدفاع عن نفسها، وفي هذه الحالة، فهي ردت على خطر آني». وعملاً بالصلاحيات الجديدة التي منحها الرئيس الأميركي باراك أوباما في حزيران للقوات الأميركية في أفغانستان، باتت مخولة في استهداف عناصر طالبان ومواقعهم بشكل «نشط». وبات بإمكان قيادة هذه القوات إصدار أوامر بشن ضربات جوية دعماً للقوات الأفغانية حين تواجه تهديداً مباشراً، وليس فقط لحماية قوات الحلف الأطلسي كما في السابق.
ومنذ مطلع الشهر، تدخلت القوات الأميركية عملاً بهذه الصلاحيات الجديدة إلى جانب القوات الأفغانية لصد هجوم لمقاتلي طالبان الذين كانوا يحاصرون تارين كوت وحاولوا اقتحامها والسيطرة عليها، ما أثار الرعب بين سكانها.
(أ ف ب- رويترز)