سورية

سياسة ضبط النفس لها حدود … خروقات المسلحين تتصاعد في حلب والجيش يردعهم

| حلب – الوطن

تصاعدت حدة ورقعة خروقات المسلحين للتهدئة في حلب مدينة وريفاً قبل الإعلان عن انتهاء سريان مفعولها في الوقت الذي رد الجيش فيه على مصادر النيران واتبع سياسة ضبط النفس «لكن بحدود تقدرها القيادة العسكرية»، حسب قول مصدر ميداني لـ«الوطن.
وأكد المصدر أن الجيش أعد العدة جيداً خلال التهدئة للتصدي لأي محاولة خرق كبيرة لها من الميليشيات المسلحة التي استفادت من التهدئة وحشدت قوات كبيرة في ريف المحافظة الجنوبي والشمالي لشن عملية عسكرية كبيرة تستهدف كسر الطوق المفروض على مسلحي الأحياء الشرقية من المدينة عبر منطقة الراموسة جنوبها وطريق الكاستيلو شمالها والذي كان يفترض أن تعبره قوافل المساعدات الدولية لولا عدم التزام المسلحين ببنود الاتفاق الروسي الأميركي.
وأوضح المصدر أن المسلحين حاولوا أمس تعديل خطوط التماس في محوري حلب الجنوبي والجنوبي الغربي لمصلحتهم فشنوا هجمات على نقاط الجيش وحلفائه في قريتي المشرفة والسابقية وسد شغديلة وصولاً إلى مشروع الـ1070 شقة سكنية على تخوم المدينة لكن الجيش ردعهم وأسكت مصادر النيران وحال دون أي تغيير على خريطة السيطرة.
وكان الجيش قبل سريان مفعول الهدنة الإثنين قبل الماضي وصل إلى مشارف بلدة خان طومان الإستراتيجية وخاض اشتباكات في مستودعاتها ثم توقف عن عمليته العسكرية، التي كانت تستهدف استرداد البلدة ومحيطها مع بلدة العيس جنوبها، مع سريان مفعول اتفاق التهدئة.
وداخل مدينة حلب، تمادى مسلحو بستان القصر بالقرب من مركز المدينة باستهداف سكان حي المشارقة المقابل برصاص القنص وخصوصاً مع انصراف الطلاب من المدارس، وخلفوا حالة من الرعب لدى الأهالي و9 إصابات في صفوفهم نقلت إلى مشفى الرازي الحكومي لتلقي العلاج وبعضها في حال حرجة، وفق قول مصدر طبي في المشفى لـ«الوطن».
وعبرت أمس عائلات من الأحياء الشرقية لحلب إلى مناطق سيطرة الجيش العربي السوري الآمنة غربي المدينة والذي نجح في تأمين خروجهم من خلال معبر الحميدية والعوارض الذي حددته محافظة حلب مع 5 معابر أخرى للعبور على الأحياء الآمنة، وذلك بعد يوم واحد من تخطي عشرات الأسر لمعبر صلاح الدين حيث استقبلتهم لجان مختصة وقدمت لهم الغذاء والسكن البديل.
ووسعت أمس وزارة الدفاع الروسية رقعة البث المباشر على موقعها في الإنترنت في حلب لمراقبة سير تطبيق نظام وقف العمليات القتالية، فنشرت كاميرات مراكز جديدة للبث المباشر في الخالدية وجبل الزرزور وحي الأنصاري ومنطقة مطار النيرب بعد نشر مراكز مراقبة عند مدخل طريق الكاستيلو بالإضافة إلى طائرات من دون طيار تراقب الخروقات على طول الطريق.
ولا تزال 40 شاحنة تقل مساعدات تكفي لإطعام 185 ألف شخص لمدة شهر في أحياء حلب الشرقية عالقة عند الحدود التركية بعد انقضاء التهدئة وعدم سماح المسلحين بعبورها عبر الطريق المؤدية إلى «الكاستيلو» في ريف حلب الشمالي، وكذلك عبر الطريق برفضها الانسحاب من محيطه بالتزامن مع عملية الانتشار التي قام بها الجيش السوري بموجب ما نص عليه اتفاق الهدنة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن