سورية

أردوغان يجدد طرح «المنطقة الآمنة» ويتفهم رغبة المسلحين في «عدم العمل مع القوات الأميركية»

| الوطن – وكالات

أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تفهمه رغبة المسلحين المنضوين تحت لواء عملية «درع الفرات» التي تقودها تركيا شمال سورية، في عدم التعاون مع القوات الأميركية في الحملة ضد تنظيم داعش، والذين طردوا عناصر من هذه القوات من بلدة الراعي بريف حلب الشمالي، معلناً أن الحملة ستتجه جنوباً نحو بلدة الباب، وأن بلاده تخطط لإقامة «منطقة آمنة» على مساحة تقرب من 5000 كيلو متر مربع.
وسيعمل أردوغان، الذي وبخ الأمم المتحدة على تعاملها مع الأزمة السورية، على الترويج لـ«المنطقة الآمنة» على هامش اجتماعات الجمعية العامة للمنظمة الدولية التي تبدأ أعمالها اليوم الثلاثاء، على الرغم من الرافضين الأميركي والروسي الصريح لها.
وخلال مؤتمر صحفي عقده بمطار إسطنبول قبيل مغادرته إلى نيويورك للمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، أشار أردوغان إلى أن اللقاءات الثنائية التي سيعقدها مع القادة المشاركين تتزامن مع فترة حساسة بالنسبة لبلاده، مضيفاً: «تركيا تضمد الجراح التي خلفتها محاولة الانقلاب الفاشلة في 15 حزيران الماضي من جهة، وتعمل على مكافحة المنظمات الإرهابية في سورية عبر عملية درع الفرات من جهة أخرى، وتنفذ داخل البلاد مداهمات ناجحة ضدّ امتدادات شبكات القتل كداعش ومنظمتي غولن وبي كا كا (حزب العمال الكردستاني) وامتدادها في سورية» في إشارة إلى حزب الاتحاد الديمقراطي (بيدا) وذراعه العسكري «وحدات حماية الشعب».
وعن أزمة اللاجئين وكيفية إنهائها، أوضح أردوغان أنه سيجدد التركيز على أهمية إقامة منطقة آمنة خالية من العناصر الإرهابية في شمال سورية، وأنه سيسرد للحضور كيفية مساهمة عملية درع الفرات في تخفيف هذه الأزمة، مشيراً في هذا الصدد إلى أن أعداداً من السوريين بدؤوا بالعودة إلى جرابلس والمناطق المحيطة بها، بعد تحريرها من تنظيم داعش المدرج على اللائحة الدولية للتنظيمات الإرهابية، ولفت إلى أن بلاده وبالتعاون مع منظماتها المدنية تعمل على تلبية كل احتياجات العائدين إلى هذه المناطق.
واستطرد في هذا الخصوص قائلاً: «بتّ على قناعة بأن العالم أدرك أو سيدرك قريباً بأن الأزمة السورية ليست مخصوصة بالشعب السوري وبعض الدول المجاورة لهذا البلد». واعتبر أن «تأخّر حل هذه الأزمة مدعاة لخجل الأمم المتحدة، ولا يمكن إنهاء أزمة اللاجئين عبر التخفّي وراء الأسلاك الشائكة والجدران العازلة على طول الحدود» في غمز من قناة بعض الدول الأوروبية، وأضاف «على الدول وخاصة المتقدمة، منها أن تدرك مسؤولياتها الإنسانية تجاه اللاجئين».
وتعليقاً على التطورات في سورية، قال أردوغان: إن تركيا تعرف المنطقة جيداً وتعرف خصائص شعبها، مضيفاً: إنها أكدت على ضرورة عدم مشاركة «بيدا»، وجناحه العسكري(وحدات حماية الشعب)، في تحرير منبج لأن 95% من سكانها من العرب. وجدد التأكيد على أن تركيا لن تسمح بإنشاء حزام إرهابي لـ«بيدا» ووحدات حماية الشعب شمالي سورية.
وتابع: إن بلاده دعت لأن يتم تحرير المنطقة (ما بين جرابلس والراعي) بدءاً من الشمال باتجاه الجنوب، وأن تقوم تركيا بما يترتب عليها في هذا الإطار إلا أنه قيل لها أن هذه الطريقة ستستغرق ما بين 3 إلى 4 أشهر، مستطرداً أنه في النهاية تم الأمر في 15 أو 20 يوماً، وأصبح الجميع يقول أن تركيا على حق، دون أن يترتب على هذا القول نتائج. وأضاف: إنه تم تحرير جرابلس والراعي، ويتم التقدم الآن باتجاه مدينة الباب، لكي يتم القضاء على التهديد القادم منها. ولفت إلى أن «المنطقة الآمنة» التي تقيمها تركيا على داخل الأراضي السورية يمكن في النهاية أن تمتد على مساحة تصل إلى 5000 كيلو متر مربع.
وأشار الرئيس التركي إلى أنه سبق وأن ناقش موضوع إنشاء منطقة آمنة في سورية مع نظيريه الأميركي باراك أوباما، والروسي فلاديمير بوتين، كما تباحث مع العديد من الزعماء ومنهم المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، على أن يتم دعم تركيا مادياً بحيث تتولى بناء مساكن للسوريين في المنطقة الآمنة في حال إنشائها، وكانت إجابات هؤلاء الزعماء على صورة «هذا أمر جميل، يمكن القيام بذلك»، إلا أنه عند التطبيق «لم نجد أحداً، اختفى الجميع». وأحجم حلفاء تركيا الغربيون حتى الآن عن تنفيذ «المنطقة الآمنة»، وقالوا: إنها ستتطلب وجود عدد كبير من القوات البرية وطائرات للقيام بدوريات في المنطقة بما يعد التزاما كبيراً في ساحة حرب متعددة الأطراف.
ومن جهة أخرى، أبدى أردوغان تفهمه لموقف المسلحين الرافضين لمشاركة القوات الأميركية في الحملة باتجاه الباب. وقال إن ميليشيات «الجيش الحر» المدعومة من تركيا لا ترغب في تدخل قوات خاصة أميركية ملقياً باللوم على «سلوك» المسؤولين الأميركيين في تزايد التوتر مع مقاتلي المعارضة.
وتشير تصريحات أردوغان إلى عدد صغير من أفراد القوات الأميركية الذين دخلوا بلدة الراعي بريف حلب الشمالي في إطار عمليات لتنسيق الضربات الجوية ضد تنظيم داعش لكنهم أجبروا على الانسحاب باتجاه الحدود التركية بعدما احتج المسلحون على وجودهم.
وتواصلت المعارك باتجاه الباب وسط مقاومة شرسة من مسلحي داعش، وذلك في حين أعلن الجيش التركي عن قصف طائراته أول من أمس أهدافاً للتنظيم. وقال الجيش التركي في بيان، حسب وكالة «رويترز»: إن ثلاثة أهداف كان داعش يستخدمها كملجأ وكمخزن للذخيرة وكمقر عسكري قُصفت في الغارة الجوية التي شُنت يوم الأحد.
في غضون ذلك تواردت أنباء عن إعلان «قوات سورية الديمقراطية» التي تشكل وحدات حماية الشعب عمودها الفقري، عن التجنيد الإجباري في مدينة منبج. وضغطت تركيا لخروج وحدات حماية الشعب من منبج، وهو ما تجاوبت معه واشنطن وأعلنت أن الوحدات انسحبت إلى شرق نهر الفرات. لكن أنقرة شككت في ذلك ولوحت بعمل عسكري لإخراج الوحدات وكل قوات سورية الديمقراطية من المدينة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن