من دفتر الوطن

قل لي من يدعمك أقل لك ..؟

| عبد الفتاح العوض 

من حق السوريين أن يغضبوا ويحزنوا ويقلقوا فقد تحول بلدهم إلى حقل اختبار لأسلحة العالم..
وما كان تحليلاً واستنتاجاً أصبح حقيقة واقعة ماثلة بكل فجاجة أمام العالم…
علاقة الزواج الشيطاني بين أميركا و«داعش» ليست مجرد تصادف مصالح بل كما تبدى الآن تلاقي مصالح عن سبق التخطيط.
كنا بالعقل التحليلي نصل مع النهايات إلى أن علاقة مشبوهة بين أميركا و«داعش»، ملامحها ظهرت في أكثر من موقف لكن في كل مرة كان العقل أيضاً يحيلنا إلى استنتاج أن هذا التلاقي ليس أكثر من أن أميركا وجدت في «داعش» خير من يساعدها على إشعال المنطقة وتحويلها إلى رماد متناثر كطوائف وملل متصارعة.
لكن في الاعتداء على وحدات الجيش التي تقاتل «داعش» في دير الزور لم يعد الأمر مجرد تخمين أو استنتاج بل هو بتعابير القانون.. دليل مادي… وهو دليل لم يعد يرقى إليه شك، وهو كذلك يجعل من أي تخرصات أخرى مجرد أكاذيب جديدة.
يترافق ذلك مع العلاقة الذائعة الصيت بين «إسرائيل» والجماعات المسلحة في القنيطرة وعلى كامل الحدود السورية كذلك.. بدا الأمر في الملامح الأولى استثماراً إسرائيلياً لما يجري.
لكن مع تتابع الأحداث والانخراط الإسرائيلي العسكري المباشر لم يعد ممكناً الحديث عن مجرد استثمار إسرائيلي.. بل عن اشتراك إسرائيلي مع الجماعات المسلحة وهي في معظمها ترفع شعارات إسلامية.
في بداية الأحداث السورية كتبت هنا في هذه الزاوية… «قل لي من تحالف… أقل لك من أنت».
الذين يحالفون إسرائيل وأميركا أصبحوا من الوقاحة بحيث لا يبالون بإظهار عوراتهم السياسية وغير السياسية أمام العالم.
إذا كانت تدعمك إسرائيل فلا شك بأنك خائن وإذا كانت تدعمك أميركا فأنت إرهابي غبي أما إذا كانت أميركا وإسرائيل تدعمانك معاً فأنت كل هؤلاء وأقذر أيضاً.
لم يعد لديهم ما يكفي من الخجل حتى للامتناع عن التصريح بهذه العلاقة المشبوهة مع إسرائيل وأميركا.
هذا… لا يدل فقط على أنه لا علاقة لهم بالإسلام ولا بالشعارات التي يتلحفون بها بل أيضاً يدل بشكل مؤكد على أنهم صنيعة هذا الغرب السافل والمنافق.
وأيضاً يدل بما لا يقبل الشك أن أي حرب على الإرهاب لن يشارك بها صانعو الإرهاب.
سيكون من السذاجة تصديق أي محاولة أميركية لمحاربة داعش وأخواتها.
ليس من الحكمة «التصالح» مع هذه الكذبة، صحيح أنه من الواقعية أن نتعامل معها كما لو كانت ليست كذبة… لكن محاولة التصالح معها سوف تؤدي بشكل أو بآخر لحماية «الإرهاب» من خلال ادعاء محاربته.
«داعش» وأميركا وإسرائيل والنصرة، ألوان مختلفة للإرهاب والتطرف.
إن الراية الحقيقية للإرهاب هي علم يضم أعلام داعش وأميركا وإسرائيل والنصرة… ولنسمه علم الموت!!

أقوال:
إن شر النفاق ما داخلته أسباب الفضيلة، وشر المنافقين قومٌ لم يستطيعوا أن يكونوا فضلاء بالحق؛ فصاروا فضلاء بشيء جعلوه يشبه الحق.
المنافقون مذبذبون لا يعلنون الكفر بصراحة.
لا أعلم ماذا يخبئ لي الغد، ولكني خبأت له التفاؤل.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن